توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب سيفلت من العزل وقد يفوز بالانتخابات

  مصر اليوم -

ترامب سيفلت من العزل وقد يفوز بالانتخابات

بقلم: عماد الدين حسين

مجلس النواب الأمريكى صوت، مساء الأربعاء الماضى، بعزل الرئيس دونالد ترامب. لكن إذا سارت الأمور بنفس الوتيرة فى مجلس الشيوخ، فإن هذا العزل سوف يتم نقضه بنسبة تصل إلى ٩٠٪، إلا إذا حدثت معجزة. وبالتالى يصبح السؤال الجوهرى: ما هو الهدف الجوهرى للحزب الديمقراطى إذا كان يدرك من البداية أن ترامب سيفلت من هذه الإجراءات؟!.
قبل الإجابة، نذكر بأن مجلس النواب الذى يسيطر عليه الديمقراطيون صوت رسميا بالموافقة على بندين لمساءلة ترامب؛ الأول يتهم الرئيس بإساءة استخدام السلطة، حينما جمد مساعدة عسكرية لأوكرانيا، لإجبارها على التحقيق مع هانتر بايدن نجل جو بايدن المرشح الديمقراطى المحتمل فى الانتخابات المقبلة (التصويت على ٢٣٠ نائبا ضد ١٩٧ نائبا). والبند الثانى عرقلة عمل الكونجرس بمنعه لبعض الشهود من الحديث أمام المجلس، (والتصويت كان بموافقة ٢٢٩ نائبا ضد ١٩٨ نائبا).
ولكى يكتمل عزل الرئيس، لابد أن يصوت مجلس الشيوخ على العزل، بأغلبية الثلثين أى ٦٧ نائبا، وللديمقراطيين فى الشيوخ ٤٥ نائبا فقط، إضافة إلى نائبين مستقلين يصوتان معهم معظم الوقت. وبالتالى فإن الديمقراطيين يحتاجون إلى تمرد ٢٠ نائبا جمهوريا على الأقل، وهو أمر مستبعد، خصوصا أن كل النواب الجمهوريين فى مجلس النواب صوتوا لصالح ترامب، بل وصوت معه ثلاثة من الديمقراطيين.
وبالتالى فغالبية المراقبين يتوقعون أن ترامب سيفلت من العزل، وهنا نعود للسؤال: ما هو هدف الديمقراطيين من هذه الإجراءات؟!.
هدف الديمقراطيين هو إنهاك ومطاردة ترامب، لكى تسهل هزيمته فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى نوفمبر المقبل.
منذ فوز ترامب بالرئاسة، والديمقراطيون وأنصارهم ــ خصوصا فى وسائل الإعلام ــ يطاردون ترامب بتهمة أنه كان يعلم بأن روسيا تدخلت للتأثير فى الانتخابات، التى جاءت به رئيسا فى أوائل عام ٢٠١٧، وهو الأمر الذى تنفيه موسكو دائما. ومنذ اليوم الأول نجح الديمقراطيون فى «حشر» ترامب فى زاوية الدفاع، وتمكنوا من هز إدارته، وجرجرة العديد من مساعديه إلى المساءلات والمحاكمات، بل تم إدانة وسجن العديد منهم، ووصل الأمر إلى فضح ترامب فى العديد من القضايا الأخلاقية، خصوصا تلك المتعلقة بفتيات ليل مثل ستورمى دانيالز.
يعتقد كثيرون أن الهدف الجوهرى للديمقراطيين هو أن تؤدى هذه المطاردة لهزيمة ترامب فى الانتخابات الرئاسية، مراهنين على أخطائه المستمرة، والتى لا يبذل أدنى جهد لسترها. فى المقابل فإن سلوك ترامب الاقتحامى والمندفع والساخر، يضع خصومه دائما فى حال من المفاجأة والارتباك والدفاع. وفى ظل ضعف فرص غالبية المرشحين المحتملين ضده فى الحزب الديمقراطى، فإن نجاته من العزل فى مجلس الشيوخ، قد تكون سببا رئيسيا فى فوزه بفترة رئاسة ثانية، بصورة قد تكون أسهل من معركته ضد هيلارى كلينتون.
قد يكون هناك نواب جمهوريون يعارضون سلوك ترامب المتهور، لكنهم فى الوقت نفسه، لا يجرءون على معارضته، خوفا من القاعدة الانتخابية للحزب التى تزداد اندفاعا نحو اليمين، وبالتالى الخوف من فرص إعادة انتخابهم فى انتخابات الكونجرس المقبلة.
النقطة المهمة فى هذا الصدد أن بيانات الاقتصاد تدعم ترامب بقوة داخليا، ويوم الجمعة الماضى، عرفنا أن نمو الاقتصاد الأمريكى، ارتفع إلى ٢٫١٪، وحقق أدنى معدل بطالة منذ خمسين سنة، كما أن مخاوف الركود انحسرت إلى حد كبير. والأهم أن معركة الرسوم التجارية لترامب مع الصين، قد وفرت له مزيدا من المكاسب الانتخابية. الصين قبلت مبدئيا أن تستورد منتجات زراعية أمريكية بنحو خمسين مليار دولار، حتى لا تتوقف الحرب التجارية التى يشنها ترامب ضدها. وبالتالى فإن نتائج هذه المعركة ستصب فى صالح ترامب، ووقتها سيقول للمصدرين الأمريكيين: «لقد وفرت لكم مزيدا من فرص التصدير والمكاسب وبالتالى فرص العمل». والتقديرات أن الاتفاق النهائى بين البلدين سيكون قبل الانتخابات بفترة معقولة، وهو ما يتيح لترامب استخدامه كسلاح انتخابى. وهو ما ينطبق على علاقاته أيضا مع دول الخليج التى يراهن على عقود عسكرية واقتصادية ضخمة معها قبل الانتخابات، وهو ما يقوى موقفه، علما بأن العديد من الدول العربية تتمنى فوز ترامب، حتى لا تصطدم بمطالب الديمقراطيين المتعلقة بالحريات وحقوق الإنسان والتعددية السياسية.
من أجل كل ما سبق، فإن نجاة ترامب من العزل فى مجلس الشيوخ تبدو مؤكدة، ما لم تحدث مفاجأة غير متوقعة، تتمثل أساسا فى نجاح الديمقراطيين فى إحضار شهود تحت القسم، لا يكذبون، وسيضطرون لكشف حقيقة ترامب وألاعيبه، وهو ما قد يقلب الأوضاع رأسا على عقب، وتحدث المفاجأة شبه المستحيلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب سيفلت من العزل وقد يفوز بالانتخابات ترامب سيفلت من العزل وقد يفوز بالانتخابات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon