توقيت القاهرة المحلي 15:32:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انفعال وزير التعليم العالى

  مصر اليوم -

انفعال وزير التعليم العالى

بقلم - عماد الدين حسين

أحد الزملاء الصحفيين سأل وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبدالغفار صباح يوم الإثنين الماضى قائلا: هل سيتم الاعتراف بالشهادة التى ستمنحها «جامعة كندا فى مصر»، التى تم افتتاحها تجريبيا فى هذا اليوم؟

الوزير أجاب بالإيجاب، وقال إن المجلس الأعلى للجامعات سيعترف بكل الشهادات التى ستمنحها الجامعات الجديدة، التى سيتم افتتاحها فى مصر قريبا.

هذا الأمر يقود لسؤال أكبر وهو: أيهما أصح هل نخضع الشهادات الجامعية التى يحصل عليها مصريون من جامعات كبرى فى الخارج للمناهج والبرامج والاعتمادات المصرية، أم أن العكس هو الصحيح؟!. 

د. خالد عبدالغفار قال إنه حان الوقت لنتماشى مع العالم فى هذا الأمر، وليس العكس، لأن العالم يتقدم كل يوم تعليميا، ونحن لدينا مناهج لم تتغير منذ خسمين سنة تقريبا. والحل من وجهة نظره أن ننفتح على العالم بكل مدارسه ومناهجه المتطورة.

الوزير محق تماما، ولم يعد مقبولا بطبيعة الحال أن تستمر هيمنة الفكر البليد والروتين القاتل الذى يغرق الكثير من الخريجين فى دواماته.

لكن كيف يحدث ذلك بصورة صحيحة؟

الإجابة أن الحلال بين والحرام بين وهناك أمور مشبهات كثيرة بينهما. وترجمة ذلك فى مجال الشهادات الجامعية أن نعلن ونكشف ونوضح ما هى الجامعات والكليات المرموقة والمتميزة وما هى الرديئة و«نصف اللبة»!.

لو كان هذا واضحا، فسوف يكون سهلا عدم الوقوع فى مصيدة أن نشرب مقلبا من بعض الجامعات والمعاهد الأجنبية التى لا ترتيب عالميا لها.

ارتباطا بهذا الموضوع فإن وزير التعليم العالى كان منفعلا إلى حد ما صباح الاثنين الماضى، خلال افتتاح جامعة كندا فى العاصمة الإدارية، وهو يتحدث عن بعض المعالجات الصحفية التى شككت فى افتتاح هذه الجامعات وغيرها، وقالت إن ما يحدث مجرد وهم أو سراب، وأموال يتم رميها فى الصحراء!!.

من حق الوزير أن يغضب بطبيعة الحال من هذه المعالجة الظالمة، لأنها من وجهة نظره تتجاهل جهود كثيرين يعملون طوال الوقت من دون أن يشعر بهم أحد أو يقول لهم شكرا.

ورأيه أن من يقولون ذلك هم الواهمون والسوداويون وليس لديهم أمل فى بكرة، فى حين أن ما حدث وسيحدث فى العاصمة الإدارية إعجاز بكل ما تعنيه الكلمة، وستصبح أكثر منطقة حداثة فى العالم.

الوزير وجه لوما كثيرا لبعض الإعلاميين الذين لا هم لهم إلا التشكيك، ودعاهم أن يتوقفوا عن جلد الذات طوال الوقت، حتى لا يصيبوا الجميع بالإحباط. 

من وجهة نظره هناك ضرورة للنقد الذاتى الموضوعى، لكن استمرار النقد الهدام بهذه الصورة يضر أكثر مما يفيد، خصوصا أن وفودا أجنبية كثيرة زارت المشروعات الجامعية الجديدة، وتعاملت معها باعتبارها معجزة. وفى تقدير الوزير فإن فروع الجامعات الأجنبية الجديدة سوف تستقبل العديد من الطلاب من مختلف أنحاء العالم، خصوصا من إفريقيا والمنطقة العربية، وبالتالى فسوف يقل ذهاب الطلاب المصريين للدراسة بالخارج لأن الخارج هو من سيأتى إليهم.

من وحى هذا الجدل والاختلاف نسأل: ما هو الحد الفاصل أو الخيط الرفيع بين النقد الموضوعى والنقد الهدام؟!

سؤال لن نصل إلى إجابة شافية له، خصوصا عندما يتمترس كل طرف عند وجهة نظره. الحل من وجهة نظرى هو حكم الواقع لأنه هو الذى يقوم أفضل الإجابات.

ومثلما قلت فى هذا المكان حينما كتبت عن افتتاح جامعة كندا، فإن العبرة هى بما ستقدمه الجامعات الجديدة، ومدى قدرتها على تلبية احتياجات سوق العمل الفعلية، وأن تكون سمعتها جيدة وترتيبها الدولى متقدما، مما يجذب الطلاب من مختلف أنحاء العالم للدراسة فيها.

نحن نسمع كلاما معسولا منذ عشرات السنين فى كل المجالات، ومنها أننا سنشهد ثورة فى التعليم الجامعى لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

من حق الإعلام أن ينبه الحكومة طوال الوقت، بكل الأسئلة والهواجس والظنون، حتى لا نتفاجأ ذات يوم بأننا «اشترينا التروماى»، ومن واجب الحكومة أن يتسع صدرها للنقد، فربما يكون مفيدا، خصوصا أن « بيزنس التعليم» صار مربحا بصورة تفوق أحيانا تجارة السلاح والمخدرات والآثار مجتمعين، وبصورة قانونية!.

وفى المقابل على الزملاء الإعلاميين الذين يتصدون لمثل هذه لموضوعات، أن يمتلكوا أدواتهم، وأن يتأكدوا من معلوماتهم، وألا يلقوا الاتهامات جزافا. 

إذا حدث ذلك، فربما نصل ذات يوم إلى إعلام موضوعى حقيقى.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفعال وزير التعليم العالى انفعال وزير التعليم العالى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon