توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدموع فى تكريم الشهداء

  مصر اليوم -

الدموع فى تكريم الشهداء

بقلم - عماد الدين حسين

فى كل مرة أحضر احتفالا يتحدث فيه أقارب الشهداء، أرى دموع غالبية الحاضرين تنهمر بلا توقف.
هذا المشهد تكرر يوم الأحد الماضى، فى الاحتفال بيوم الشهيد خلال الندوة التثقيفية رقم ٣٠، التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى والقائد العام وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى، وقادة القوات المسلحة والوزراء والشخصيات العامة والإعلاميون.
كان يجلس بجوارى لواءات ونواب وصحفيون كبار، جميعهم بكوا بحرارة، وبصورة تلقائية حينما تفاعلوا مع حديث أهل الشهداء. وحينما قدم العميد ياسر وهبة فقرة تكريم الشهداء قال: «إنه يوم عصيب على الجميع، ولكنه مهم حتى يشعر أهل الشهداء أن جميع المصريين معهم».
على خشبة المسرح الكبير صعدت أمهات وزوجات لشهداء. تحدثن فأبكين الجميع فعلا.
مجرد أن تحكى الأم أو الزوجة عن ذكرياتها مع الابن أو الزوج، يجهش الجميع بالبكاء، حتى لو كان الحديث عاديا وبكلمات بسيطة جدا، لكنها عفوية وصادقة.
الرئيس السيسى قال: «نحن هنا لكى نخلد الشرف ومش هاقدر غير أقول إن ربنا يجمعنا بيهم فى مستقر رحمته، ويكون لينا نصيب معاهم فى المقام العالى قوى اللى يستحقوه، لأنهم قدموا أرواحهم لأجل خاطر الناس ونعيش بسلام».
الرئيس قال ايضا: «فى كل لقاء أسأل أهلى ــ يقصد أهل الشهداء ــ عما إذا كانوا يريدون أى حاجة، فتأتى إجاباتهم عجيبة: هو بعد أن قدمت ابنها أو زوجها أنا هديها إيه؟!، ولا حاجة مش هاقدر أديها حاجة لأنها قدمت أغلى حاجة، فمهما قدمنا لا يساوى حاجة مقابل ما قدموه لبلدهم».
ما قاله الرئيس صحيح تماما، ورغم ذلك يفترض أن تقدم كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى كل ما يمكن تقديمه لأهالى وأسر شهداء الجيش والشرطة والمجتمع المدنى الذين قدموا أرواحهم فداء من أجل أن يعيش هذا البلد فى أمان.
الذى يجعل هزيمة الإرهاب أمرا مؤكدا هو هذا اليقين الذى يتحدث به أقاربهم، بأنهم سعداء وفخورون بأنهم أقارب هؤلاء الشهداء. ولذلك قال الرئيس يومها «ليس غريبا على مصر تقديم الشهداء من أبنائها».
لو كان هناك أدنى تردد من المصريين فى تقديم الشهداء لكان الإرهاب والتطرف والظلام قد فرض كلمته على هذا الوطن وبالتالى فإن إصرار هذا الشعب بجميع أطيافه على الإقبال على الكليات العسكرية، هذه الأيام بصورة لافتة، رغم كل العمليات الإرهابية التى تسقط العديد من الضحايا من العسكريين، يعنى أنه لا مستقبل فعلا للإرهاب والتطرف فى بلادنا، طال الزمن أو قصر.
عندما كنت أتحدث عن بكاء الحاضرين ذات يوم وهم يسمعون قصص الشهداء، قال لى أحد الزملاء: ولماذا لا تشعر بآلام ومواجع أهالى الطرف الثانى الذين يسقطون بنيران الجيش والشرطة؟!.
قلت له الأمر بالنسبة لى محسوم، جندى الجيش أو الشرطة يدافع عن حق وعن مبدأ، ومعه غالبية الشعب. هو لم يبادر ويقتل الإرهابى. هو يقف فى خندقه أو وحدته أو كمينه أو يحرس منشأة أو دار عبادة، ثم وجد نفسه شهيدا برصاصات أو متفجرات الإرهاب.
القتيل فى الطرف الآخر الذى يسقط برصاص الجيش والشرطة، قام بتفجير العديد من الكنائس الآمنة، كما فعل فى البطرسية بالعباسية وطنطا والإسكندرية وحلوان وأطفيح. وقتل أكثر من ٣٠٠ شخص فى مسجد الروضة بسيناء، وقتل عمال وموظفى الشركات فى سيناء وطرد المسيحيين من بيوتهم ونسف محولات الكهرباء. هؤلاء الإرهابيون قتلوا الأبرياء بصورة عشوائية. هم وبدلا من الدفاع عن المسجد الأقصى فى القدس، قتلوا المدنيين وجنود الجيش والشرطة فى سيناء!!. فكيف بعد كل ذلك يمكن أن يتعاطف معهم أى شخص؟!!. شخصيا أتعاطف مع أى مظلوم وأى شخص يلقى مصرعه حتى لو كان فى بلاد الواق واق!، لكن كيف يمكن التعاطف مع شخص يريد أن يفرض علينا منطقا ونمطا غريبا من الدين والحياة؟!!. وأساء للإسلام وشوه صورته وباع نفسه لكل أعداء الدين والوطن، وحقق لهم أكثر مما أرادوه وبلا ثمن؟!
كان الله فى عون أقارب وأهالى وأصدقاء الشهداء. فلا شىء يمكن أن يعوضهم عما فقدوه، حتى لو كانت كل كنوز الدنيا.
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، ولا سامح الله الإرهابيين والمتطرفين الذين حققوا لكل أعدائنا ما لم يحلموا به.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدموع فى تكريم الشهداء الدموع فى تكريم الشهداء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon