توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة اقتصادية عالمية

  مصر اليوم -

أزمة اقتصادية عالمية

بقلم - عماد الدين حسين

هناك أزمة اقتصادية عالمية تلوح فى الأفق، يعتقد البعض أنها حدثت بالفعل، ونعيش آثارها.
أبرز ملامح هذه الأزمة هى تزايد القروض عموما، وبالأخص فى أوروبا، هناك أيضا المزيد من فرض الضرائب الجديدة، أو زيادة ما هو موجود، وبالتالى فإن غالبية الناس، سوف يضطرون للعمل أكثر، كى يحافظوا على نفس مستويات دخولهم الحالية، ثم أن الموازنات العامة لغالبية الدول قد تشهد المزيد من العجوزات، وهو الأمر المرشح أن يحدث أيضا فى صناديق المعاشات الكبرى.

ترجمة ذلك عمليا أن الحوافز والامتيازات التى كان يحصل عليها العاملون والموظفون سوف تقل، وبالتالى يشعر الناس، بالأزمة.
أوضح إشارة على هذه المخاوف ما عبر عنها الخبير الاقتصادى العالمى ــ المصرى الأصل ــ محمد العريان يوم الإثنين الماضى، حينما حذر من أن الأسواق المالية قد تشهد مزيدا من التقلبات والتذبذب فى العام الجديد ٢٠١٩، لكنه استبعد، تعرض الاقتصاد العالمى لحالة ركود فى المدى البعيد.
العريان وهو مصرى الأصل، ويعمل الآن كبير المستشارين الاقتصاديين لدى شركة اليانز للتأمين، كتب مقالا نشرته «فوكس نيوز صنداى» وعرضه موقع «سى إن إن» صباح الإثنين الماضى، جاء فى مقاله أن هناك ثلاثة أسباب لتوقعاته باستمرار التذبذب فى العام الجديد، أولها أن الأسواق لا تحب حالة عدم اليقين المتزايد فى الاقتصاد العالمى، خصوصا فى أوروبا والصين، وثانيا إن البنوك المركزية لم تعد تشترى الأوراق المالية، ولم يعودوا يبقون أسعار الفائدة منخفضة. والعامل الثالث فى رأى العريان هو ان «وول ستريت» أو سوق المال الأمريكية، غيرت موقفها، فلم يعد الأمر يتعلق بشراء الأسهم، بل بعمليات البيع وهو ما يزيد من تقلبات السوق من خلال التداول الإلكترونى، بما يؤدى إلى مزيد من عمليات البيع، وبالتالى الارتفاع المبالغ فيه.

يضاف إلى العامل الثالث الأزمة الناشبة فى الولايات المتحدة بسبب انتقاد الرئيس دونالد ترامب الدائم لمحافظ البنك الفيدرالى الأمريكى جيروم باول، بسبب إصرار الأخير على رفع أسعار الفائدة. العريان يرى أن ترامب، قد يكون محقا فى تخوفاته، التى يراها تؤثر على الانتعاش الأمريكى الحالى، لكن المشكلة، أن الهجوم يمس بقوة بفكرة استقلال البنك المركزى الأمريكى أو «الاحتياطى الفيدرالى».
ملامح هذه الأزمة أو لنقل تداعياتها بدأت تضرب فى الكثير من مناطق العالم، وشهدنا فى منطقتنا ما تعرضت له كل من تركيا وجنوب إفريقيا، وعلى مسافة بعيدة ما تعرضت له الأرجنتين.
ربما يكون النموذج التركى، هو الأوضح للتدليل على هذه الأزمة، رغم أنه ليس الوحيد.
تركيا قدمت ما اعتقد البعض أنه تجربة غير مسبوقة فى النمو منذ بداية الألفية الجديدة، وهذا النمو، هو الذى مكّن حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان من الاستمرار فى الحكم حتى الآن.

فجأة اكتشفنا أن التجربة ورغم نجاحها الظاهر تحمل العديد من مواطنى الحلل الجوهرية، التى تتمثل أساسا فى تراجع الإنتاج فى أشكال مختلفة، وارتفاع نسبة الديون سواء كانت على الحكومة والموازنة العامة أو حتى على القطاع الخاص.
وكالة «بلومبيرج» الاقتصادية الأمريكية كشفت قبل أيام أنه فى نهاية أغسطس الماضى بلغ حجم ديون الشركات التركية غير المالية 331 مليار دولار، أى ما يقرب من ثلاثة أضعاف أصولها من العملات الأجنبية.
نتيجة ذلك أن الليرة التركية شهدت انخفاضات قياسية قبل شهور، وصلت إلى ٤٠٪ من قيمتها. وتزامن ذلك مع صدام أمريكى تركى على خلفية احتجاز أنقرة لرجل الدين الأمريكى برانسون بحجة دعمه لفتح الله جولن خصم الرئيس التركى اللدود. وفى النهاية رضخ أردوغان وأفرج عن برانسون. كما أنه خضع أيضا لمطالب البنك المركزى التركى برفع أسعار الفائدة، حتى يحافظ على الليرة، ويمنع المزيد من انهيار قيمتها.
شىء من ذلك مع الفارق حدث فى جنوب إفريقيا وانهار «الراند» قبل أن ترفع الحكومة أيضا أسعار الفائدة أيضا.
إحدى نتائج ذلك أن الاستثمارات الأجنبية خصوصا الساخنة منها أى الاستثمار فى «أدوات الدين» بدأت تقل، وتتجه لمن يعطى فائدة أعلى، وبالطبع فكلما ارتفعت أسعار الفائدة تراجعت نسبة الاستثمارات.
السؤال: كيف سيكون تأثير كل ذلك علينا فى المنطقة العربية؟!

نقلًا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة اقتصادية عالمية أزمة اقتصادية عالمية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon