توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى الحكومة: لا تخجلوا ولا تتأخروا

  مصر اليوم -

إلى الحكومة لا تخجلوا ولا تتأخروا

بقلم: عماد الدين حسين

الدولة والحكومة تبلى بلاء حسنا حتى الآن فى مواجهة فيروس كورونا وطبقا للإمكانيات المتاحة، لكن هناك بعض السلبيات والثغرات التى ينبغى علاجها حتى يمكن الخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار.
من بين هذه السلبيات التباطؤ أحيانا من قبل بعض المؤسسات فى إعلان البيانات والحقائق والمعلومات أولا بأول حتى يتم قطع الطريق على مروجى الشائعات.
الفيروس ضرب العالم أجمع بقسوة، وهناك دول كبرى جدا كادت أن تعلن انهيار نظامها الصحى، وبالتالى فلا يوجد ما يستلزم الخجل أو تأخير إعلان تطورات الوضع، لأنه سيعطى حجة لمن يتهم الحكومة بأنها تخفى بعض البيانات.
أحد الأمثلة المهمة على ذلك هو ما حدث فى معهد الأورام القومى باكتشاف إصابة بعض الأطباء والممرضين بكورونا، هذا الكلام معروف للصحفيين والمتابعين منذ أيام، ولم يصدر أى بيان رسمى، لا من المعهد ولا من جامعة القاهرة التابع لها المعهد ولا من أى جهة رسمية، إلا بعد أن أعلنت طبيبة فى المعهد أن إحدى زميلاتها قد أصيبت بالفيروس، إضافة إلى بعض طاقم التمريض، وبعدها خرج مدير المعهد ليتحدث فى الفضائيات ويكشف عن إصابات سابقة.
السؤال البديهى ما الذى كان يمنع المعهد من إصدار بيان بمجرد ظهور حالات الإصابة، وهل مدير المعهد هو من قصّر ولم يعلن أم أبلغ رؤساءه وقتها؟!!.
إذا كنا نلوم بعض المواطنين العاديين لأنهم يعتبرون الإصابة بالفيروس فضيحة، فما هو عذر الهيئات والمؤسسات والجامعات الكبرى فى عدم المسارعة بالإعلان عن وجود بعض الاصابات؟!!.
نفس الأمر ينطبق على معالجة ما حدث فى قرية الهياتم بمحافظة الغربية التى شهدت بعض حالات الإصابة، فقررت وزارة الصحة والأجهزة المعنية فرض حظر تجول كامل فيها لمحاصرة الوباء.
بعض مواطنى القرية اعترضوا على الحظر وحاولوا التظاهر ضده، هذا الاعتراض خطأ كبير وضد مصلحتهم.
أجهزة الأمن تمكنت من إقناع المواطنين بالحظر حفاظا على سلامتهم. فى هذا الموضوع أيضا لم يكن هناك ما يشين الحكومة من إعلان أنه كان هناك مظاهرات قليلة غير قانونية وتم احتواؤها.
غالبية المدن العالمية التى تقرر فرض الحظر فيها، اعترضت خصوصا فى إيطاليا، وبالتفاوض والإقناع تفهم المواطنون الأمر والتزموا بالحظر.
واقعة ثالثة حدثت مساء الجمعة الماضى حينما نشرت «الشروق» قائمة بتوزيع المصابين على المحافظات المختلفة، والفئات العمرية للمصابين. أحد المسئولين اتصل بى مشككا فى البيانات.
طلبت منه أن يمدنى بالبيانات الصحيحة حتى أصحح الخبر وأنشره معدلا فلم يفعل، وبعد دقائق كانت غالبية المواقع الإخبارية تنقل هذه البيانات التى نشرتها أولا زميلتنا منى زيدان.
المفارقة أنه لا يمكن تخيل أن يقوم شخص بفبركة أرقام إصابات بالمحافظات علما أن مجموعها هو نفس حصيلة ما أعلنته وزارة الصحة.
هذه نقاط سريعة لبعض الثغرات وأتمنى أن تسارع الأجهزة المعنية إلى علاجها حتى لا تتحول إلى أورام خبيثة.
مرة أخرى العالم كله مُبتلى بهذا الوباء، ونحن فى مصر لسنا أفضل حالا صحيا واقتصاديا وعلميا من أمريكا وإيطاليا وفرنسا وسويسرا والصين وكوريا الجنوبية.
غالبية هذه البلدان تواجه صعوبات شديدة جدا فى مواجهة كورونا، وسمعنا حاكم نيويورك أندوركومو يوجه استغاثات عاجلة للرئيس الأمريكى وبقية الولايات يقول لهم فيها: «أرجوكم أغيثونا قبل أن ننهار كليا»، وقرأنا عن جثث فى عدد من بلدان العالم لا تجد من يدفنها، وإصابات كثيرة لا تجد مستشفيات تذهب إليها أو أجهزة تنفس تبقيها على قيد الحياة.
هذا بلاء عام لم نتسبب فيه نحن المصريين حتى نخجل من بعض تفاصيله.
الأفضل أن نعلن الحقائق والبيانات والمعلومات أولا بأول طالما أنها لا تسبب ضررا أو تخرق خصوصية.
أتمنى أيضا أن تسمح وزارة الصحة وسائر الهيئات والمؤسسات ذات الصلة لوسائل الإعلام خصوصا المصورين بزيارة المستشفيات ومراكز العزل والحجر الصحى فى إطار الإجراءات الاحترازية، حتى ينقلوا لنا الصورة الإنسانية للجهود التى تبذلها المنظومة الصحية والمعاناة الإنسانية للمرضى وأهاليهم.
من يتابع الصحافة ووسائل الإعلام العالمية فى غالبية الدول التى ضربها الفيروس سوف يجد آلاف القصص الخبرية والإنسانية. والمؤكد أن الجميع يريد المساعدة والدعم حتى نخرج من هذا الكابوس غير المسبوق.
الحكومة المصرية وسائر أجهزة الدولة بذلت جهودا جبارة ومقدرة منذ بداية الأزمة وحتى الآن والغالبية تشيد بها، بل إن البعض اعتبر الأزمة ولادة جديدة لحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، وبالتالى نتمنى منهم ألا يسمحوا لهذه الثغرات القليلة بإفساد المجهود الكبير الذى يبذلونه، خصوصا أن هناك قوما ليس لهم شاغل الآن فى الدنيا إلا الإساءة لمصر وشعبها والتشكيك فى كل شىء، فلا تعطوهم الفرصة لذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى الحكومة لا تخجلوا ولا تتأخروا إلى الحكومة لا تخجلوا ولا تتأخروا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon