توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس بـ «النيابة» نصلح كرة القدم!

  مصر اليوم -

ليس بـ «النيابة» نصلح كرة القدم

بقلم: عماد الدين حسين

نلتمس العذر الكامل لكل المصريين المصدومين من الأداء الهزيل للمنتخب الوطنى وخروجه المبكر جدا من دور الـ ١٦ فى بطولة الأمم الإفريقية، المقامة حاليا فى مصر، لكن علاج هذا الأداء الفنى المزرى، لا يكون عبر تحقيقات النيابة العامة، بل عبر جهات احترافية متخصصة وخبيرة فى اللعبة.

النيابة العامة تنوب عن الشعب كله فى حماية المجتمع، يمكنها مثلا فى عالم كرة القدم أن تحقق فى إهدار أموال عامة داخل الاتحاد المصرى لكرة القدم، وهل قام البعض فعلا بالاتجار فى تذاكر مباريات البطولة خصوصا التى كان طرفا فيها المنتخب المصرى أم لا؟ وهل كانت هناك أخطاء إدارية ومالية أم لا، قادت إلى مخالفات قانونية محددة، خلال الاستعداد للبطولة، ومدى صحة كل ما يتردد بشأن وقائع فساد داخل الاتحاد ومنظومته؟! كل هذه الأمور تخضع لولاية النيابة العامة، وينبغى التحقيق فيها فورا، لكن المشكلة تبدأ حينما يتوسع البعض فى هذا المفهوم، ويريد من النيابة العامة أن تحاسب الفريق ولاعبيه على سوء الأداء!!.

فى ظنى المتواضع ليست تلك مهمة النيابة العامة، التى نكن لها ولدورها كل التقدير والاحترام.
يمكن لأى مواطن أن يتقدم ببلاغات للنيابة، عن أى شىء يراه مخالفا للقانون، أو مسيئا لسمعة الوطن، لكن سوء أداء المنتخب ليس مجاله النيابة العامة، فلا يوجد فى سلطاتها إمكانية الحكم، هل كان الأداء جيدا، أم سيئا، لأن تلك مسألة تقديرية وليس لها قوانين محددة.
يقول بعض المتحمسين إن دولا حاسبت لاعبيها حسابا عسيرا عقب هزائم مدوية، وأن إحدى الدول الإفريقية، حلقت لكل اللاعبين «زيرو أو زلبطة» عقابا لهم على أدائهم المشين!!!. وقبل سنوات قيل إن أولاد الرئيس العراقى صدام حسين قصى وعدى حبسا اللاعبين فى السجن، عقابا لهم على التقصير فى إحدى البطولات، وهو ما تكرر فى العديد من البلدان الديكتاتورية.
هذه الممارسات قد ترضى جمهور الترسو المتحمس والمتأثر دائما من سوء أداء فريقه، لكنها للأسف لن تحل المشكلة الجوهرية، ولن تجعلنا نضع أيدينا أبدا على أصل الداء، حتى نتمكن من علاجه بطريقة صحيحة وفعالة.
وفى مثل هذه الأوضاع فإن الأفضل هو تشكيل لجنة التحقق والمراجعة، على أن يكون معظم أعضائها من الخبراء والمختصين فى مجال الرياضة خصوصا كبار الخبراء فى كرة القدم والنقد الرياضى، بعدها يجلسون بهدوء، ولا يتخذون قرارات عنترية حماسية لامتصاص غضب الجمهور الغاضب، بل يدرسون الموضوع من كل جوانبه، ويضعون أيديهم على سبب الإخفاق ويعلنون توصيات، وليس قرارات، وعندما ينتهى هؤلاء من فحص ومناقشة ودراسة كل الجوانب، يقدمونها للرأى العام، وللجهات المختصة التى تقوم بعدها باتخاذ القرارات، سواء كانت إقالة المدرب وجهازه المعاون، أو التوصية بالاستغتاء عن بعض اللاعبين، والاستعانة بفريق جديد معظمه من الشباب مثلا.
إذا تم ذلك يكون الجميع قد استفاد، خصوصا مستقبل اللعبة.
فى كرة القدم، حينما يفوز الفريق أو يتألق لاعب معين يرفعه الجمهور إلى عنان السماء، وحينما يفشل ويخفق، ينزله الجمهور إلى سابع أرض، تلك هى قواعد الجماهير فى كل زمان ومكان، لكن الخبراء لا يتصرفون بطريقة الجماهير المتحمسة، وإلا صارت حياتنا كلها عشوائية، ومن شديد الأسف، فإن معظمنا صار يفكر بهذه الطريقة، وطوال الوقت لا نريد أن نعطى الخبراء، وأهل العلم الفرصة ليمارسون عملهم، والنتيجة أننا نكرر الأخطاء بصورة كربونية فى كل مرة!!، وفى المرات التى أعطينا فيها الفرصة لأهل الخبرة أيام المعلم حسن شحاتة مثلا، تألق الفريق، وفاز بثلاث بطولات متوالية.
لجنة التحقيق هذه يمكنها أن تخبرنا بعد الدراسة، هل كان هناك تدخل من كبار اللاعبين فى عمل الاتحاد، أو هل ضغطوا على مدرب الفريق لإشراك لاعبين غير مؤهلين أو جاهزين كنوع من المجاملة، وهل كان لبعض أعضاء الاتحاد أى دور سلبى، علما أن الحكومة والدولة تقول إنها قدمت كل الإمكانيات لإنجاح البطولة، وفى وقت قياسى.
مرة أخرى نتمنى أن نعتمد الطريقة العقلانية فى مناقشة ومراجعة وحل مشاكلنا، وأن نتوقف عن المنهج الذى تعاملنا به مع اللاعب عمرو وردة، ولا نزال نتعامل به مع الكثير من قضايانا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس بـ «النيابة» نصلح كرة القدم ليس بـ «النيابة» نصلح كرة القدم



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon