توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحرش.. ليس مرضًا مصريًا فقط!!

  مصر اليوم -

التحرش ليس مرضًا مصريًا فقط

بقلم - عماد الدين حسين

«أن تكونى امرأة، يعنى أنك ستتعرضين حتما لتحرش جنسى أحد الأيام، لا يمكنك توقع مكان حدوثه، قد يكون فى الشارع، فى إحدى وسائل المواصلات فى مكان العمل أو الدراسة أو حتى فى إدارة عمومية، تقضين فيها بعض شئونك، كما ليس ضروريا أن تتعرضى للتحرش عن طريق اللمس، فالراجح أنك ستسمعين كلمات ذات إيحاءات جنسية، أو مجرد صفير يفهم بشكل اتوماتيكى أنه تحرش جنسى، وفى أقصى الحالات، قد يلاحقك أحدهم ببضعة أمتار، ويمطرك بسيل من كلمات الغزل مثل: «يا حلوة، على أمل أن تتوقفى للحديث معه».

العبارات السابقة موجودة فى مقدمة تقرير كبير على موقع «رصيف ٢٢»، وحينما قرأتها للوهلة الأولى، ظننت أن التقرير يتحدث عن مصر. ثم كانت المفاجأة أن التقرير بأكمله يتحدث عن ظاهرة التحرش فى المغرب الشقيق.
حتى شهور مضت كنت أعتقد واهما أننا الدولة الأولى الأكثر تحرشا فى العالم، وذلك من خلال التقارير والبيانات والكتابات والأهم من خلال الملاحظات الشخصية، وما تتعرض له السيدات فى كل مكان بمجرد أن يتحركن من بيوتهن. وتبين لاحقا أن بعض السيدات يتعرضن أحيانا للتحرش من أقارب داخل بيوتهن.

لكن المفاجأة أن انفجار ثورة «Me Too» أو «أنا أيضا»، قد كشفت أن وباء أو فيروس التحرش موجود للأسف فى مناطق كثيرة بالعالم، لكن بدرجات متفاوتة.

ثورة «أنا أيضا» اندلعت بعد تفجر فضيحة «متحرش هوليوود» المنتج السينمائى الكبير هارفى وينستين الذى تم وصفه «بوحش هوليوود»، وتم فضحه وتجريسه وطرده من مجال الانتاج السينمائى، بعد أن ثبت تحرشه بمئات وربما الآلاف فى هوليوود من عاملات البوفيه إلى نجمات السينما!!!.

انكشاف أمر وينستين جعل الكثير من السيدات المشهورات وغيرهن يخرجن ليحكين تجاربهن. وما تعرضن له ولم يكن قادرات على البوح به، خوفا من مضايقات أكثر، أو عدم ثقة فى الحصول على حقهن.

أحدث المنضمين إلى المعترفين هو مصمم الرقصات الاسترالى الشهير ويد روبسون، الذى كشف قبل أيام قليلة عن نجم البوب الشهير مايكل جاكسون كان يتحرش به ويغتصبه لسنوات طويلة من سن السابعة إلى سن السابعة عشر، حينما كان يقيم معه فى مزرعته الخاصة، وأنه كان يهدده دائما لو قام بكشف المستور. المعروف أن روبسون نفى تحت القسم الاعتراف على جاكسون خلال محاكمته الشهيرة بالاعتداء على قاصر.

ثم اكتشفنا قبل ثلاثة أيام أيضا أن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد كيس قد تحرش بـ ١٢ سيدة منهن بعض سيدات المجتمع فى أمريكا مثل جوليا سالازار، المرشحة لمقعد فى مجلس شيوخ السلطة التشريعية لولاية نيويورك، والصحفية فى «وول ستريت جورنال» الأمريكية شايندى رايس.

نسمع كل يوم حكايات تحرش كثيرة فى مصر وخارجها، ومن الواضح أن الفيروس قد انتشر بصورة وبائية، ولا نعرف هل هذا الانتشار جديد، أم أنه كان موجودا فى المجتمع طوال الوقت، لكن وسائل التواصل الاجتماعى هى التى جعلتنا نعتقد أنه جديد وبهذه الضخامة؟!.

هذا الجدل ليس مهما كثيرا، فالأهم هو كيفية القضاء، على هذا المرض المنتشر، كالنار فى الهشيم. كان الأزهر الشريف موفقا جدا، حينما أدان قبل أيام التحرش قطعيا، مطالبا بعدم التماس أى أعذار للمتحرشين. خصوصا أن لدينا فى مصر والمنطقة العربية منطقا أعوج يدين الفتاة الضحية بسبب ملابسها مثلا أو حتى لمجرد خروجها من بيتها، ولا يدين الفاعل الأصلى وهو المجرم المتحرش.

تابعنا قضية فتاة التجمع، التى أصرت على فضح المتحرش وأظن أن ذلك ساهم فى تسليط الضوء على الظاهرة أكثر، خصوصا أنه سينبه المتحرشين إلى أن هناك احتمالات كبيرة لفضحهم، صوتا وصورة.

السؤال إذا كنا ندين ظاهرة التحرش بكل قوة ممكنة أليس هناك واجب أيضا أن نحمى بعض الرجال الأبرياء من ابتزازهم بفكرة التحرش، وهل هناك خيط رفيع بين التحرش الرجالى وبين الابتزاز النسائى؟!!.
سؤال سنحاول الإجابة عنه لاحقا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحرش ليس مرضًا مصريًا فقط التحرش ليس مرضًا مصريًا فقط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon