توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علاء عبدالعزيز.. نموذج مصرى مشرف

  مصر اليوم -

علاء عبدالعزيز نموذج مصرى مشرف

بقلم - عماد الدين حسين

فى عام ١٩٨٥ سافر طالب الماجستير علاء عبدالعزيز فى كلية العلوم بجامعة عين شمس من مصر إلى كندا. الآن هو رئيس جامعة برنس أدوارد إيلاند، التى يمتد عمرها إلى أكثر من مائتى عام.

تعرفت على د. عبدالعزيز فى عجالة للمرة الأولى قبل أسابيع، حينما ألقى كلمة مميزة خلال الافتتاح التجريبى لجامعة «كندا فى مصر» بالعاصمة الادارية الجديدة. وتعرفت عليه أكثر يومى الخميس والجمعة الماضيين، فى مدينة شارلوت عاصمة مقاطعة برنس أدوارد، برفقة دكتور مجدى القاضى رئيس مجلس إدارة شركة كانويل، التى اتفقت مع الجامعة على افتتاح فرع لها فى العاصمة الادارية سيبدأ الدراسة فى سبتمبر المقبل.

هو أول مصرى وأول شرق أوسطى يتولى رئاسة هذه الجامعة التى بدأت عام ١٨٠٧ ككلية دينية، وتوسعت الان إلى ثمانى كليات تقع على بعد خطوات من المحيط الأطلنطى.

د. عبدالعزيز قضى حتى الآن ٢٤ عاما فى الإدارة الجامعية من رئيس قسم إلى رئيس جامعة. ورغم ذلك، مايزال يعتز بكونه أستاذا للكيمياء، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه فى كندا وخارجها. وقبل توليه مهام الرئاسة كان مديرا لجامعة برتش كولومبيا «UBC».

الجامعات فى كندا حكومية، وتجربتها فى الإدارة تستحق الدراسة. الحكومة تعين ثمانية فقط فى مجلس الأمناء، والجامعة ترشح ثمانية آخرين، من محامين ومحاسبين ورجال أعمال، واثنين من الطلبة و4 أساتذة إضافة إلى رئيس الجامعة بصفته.

هذه اللجنة تلتقى 5 مرات سنويا، إضافة إلى لجان تلتقى مرة شهريا. مجلس الأمناء هو الذى يراقب رئيس الجامعة، الذى يطلعهم شهريا ماذا فعل وماذا ينوى أن يفعل.

أحد مهام المجلس هو اختيار رئيس الجامعة. الأعضاء الـ٢٥ يلتقوا مع كل المرشحين، وتجرى مناقشات كثيرة، بل واختبارات حتى لزوجة المرشح رئيسا.

هم لا يقولون إنه اختبار للزوجة، بل تتم دعوة المرشح وزوجته على عشاء، ويكون هناك نقاش مفتوح ليعرفون كيف تفكر زوجته.

زوجة الدكتور علاء درست فى الجامعة نفسها، ولديها «شهادة ماستر» فى التمريض. أولاده الاثنان تخرجا من هذه الجامعة ايضا. سألته: هل هناك أى مزايا للأولاد أو الزوجة لكون الوالد رئيس الجامعة؟!

رد بجدية: لا أستطيع أن ألمس أى ورقة تخص أى قريب، بل لا يمكن لابنى أن يأخذ مكانا فى الجراج، لمجرد أنه ابنى. القواعد واضحة وصارمة، ولا يمكن التحايل عليها لأن هناك من يتابع ويراقب ويسائل.

الدكتور علاء أنهى الدورة الأولى فى رئاسة الجامعة، وأمضى عامين فى الدورة الثانية. سألته هل تفكر فى دورة ثالثة؟ قال لا لأن العرف أن يقضى رئيس الجامعة دورتين فقط، رغم أن من حقه قانونا أن يترشح لدورة ثالثة، والكلمة الفصل هى لمجلس الأمناء، لكن أحيانا يقوم المجلس بمد عامين فقط للرئيس.

الدكتور علاء ولد وعاش فى حى شبرا حتى سافر لكندا. مايزال متعلقا بكل شىء فى مصر. الشوارع التى عاش فيها، والجيران، وسفره مع والده وجده إلى قريته الباجور بالمنوفية. زوجته الكندية تعلمت العربية إلى حد كبير، بل وتقوم بتجويد القرآن.

هو يقول أن أحد أكبر مزايا التعليم الجيد أنه يقرب بين الأمم والشعوب والبشر ويجعلهم أكثر إنسانية، وإذا حدث ذلك فإن التمايزات والاختلافات تتلاشى، ويعم السلام.

يقول بتأثر إن هناك جمالا كثيرا فى مصر، لا ندركه إلا عندما نتركها، ولذلك فهو حريص دائما على زيادة مصر بصورة شبه دورية بصحبة أسرته، ليس فقط لشقته قرب أهرامات الجيزة ولكن لقريته. هو يعتز بهويته المصرية وسنوات نشأته الاولى فى حى شبرا، لكنه سعيد بجنسيته الكندية أيضا.

حينما ينتهى العمل فى الجامعة يقود سيارته لمدة ١٤ دقيقة إلى منزله المطل على المحيط الأطلنطى فى كورنويل. على هذا الطريق زرعات البطاطس التقليدية التى تتميز بها كندا وحقول شاسعة ترعى فيها الأبقار. هو يستمع جدا بهذا الطقس اليومى. وحينما يعود إلى المنزل فإنه ينهمك كثيرا فى ترتيب وتهذيب الحديقة كأى فلاح مصرى حقيقى. داخل المنزل ركن خاص يستمتع فيه بمشاهدة القنوات الفضائية المصرية، وهو على معرفة دقيقة بكل ما يحدث فى مصر، بما فيها مباريات الدورى العام، وكذلك مباريات ليفربول لمتابعة محمد صلاح. أما الواجب اليومى الذى لا يمكن له أن يتجاوزه، فهو الاتصال بوالدته، والاطمئنان عليها، والاستماع إلى دعواتها.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاء عبدالعزيز نموذج مصرى مشرف علاء عبدالعزيز نموذج مصرى مشرف



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon