توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنفاق رفح.. وشهد شاهد من محتليها!!!

  مصر اليوم -

أنفاق رفح وشهد شاهد من محتليها

بقلم: عماد الدين حسين

يوم السبت الماضى قالت القناة الـ١٢ العبرية نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية إن كل الأنفاق التى تم اكتشافها فى محور صلاح الدين «فيلادلفيا» كانت غير فعالة وغير صالحة للاستخدام، والسبب أن الجيش المصرى دمرها وأغرقها بالماء من الجانب المصرى فى رفح منذ سنوات طويلة.

هذه شهادة صدق نادرة من المسئولين العسكريين الإسرائيليين، ليس حبا فى مصر أو فى الصدق كقيمة أخلاقية، ولكن لأسباب كثيرة أهمها الصراع الذى صار علنيا بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وشركائه من المتطرفين، وبين قادة الجيش وبقية قادة المؤسسة الأمنية.

كلام المصادر العسكرية الإسرائيلية ينسف بصورة واضحة، لا لبس فيها، كل المزاعم والأكاذيب والفبركات والتسريبات والتخرصات الإسرائيلية طوال أكثر من ثلاثة شهور ونصف الشهر عن أن هناك أنفاقا ما تزال تعمل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية وأنها تمثل الرئة أو الأكسجين الذى يسمح للمقاومة الفلسطينية باستمرار العمل والتنفس والحياة والمقاومة.

إسرائيل تشن عدوانها على غزة منذ ٧ أكتوبر الماضى، وحتى مايو الماضى، لم يتحدث نتنياهو وقادة جيشه عن أهمية محور فيلادلفيا «صلاح الدين»، لكن حينما بدأ عدوانه يتعثر ولا يحقق أهدافه المعلنة فكر فى الهروب للأمام واختراع كذبة أو أسطوانة أو خرافة جديدة تسوغ له استمرار العدوان، وهكذا جاءت «افتكاسة» محور فيلادلفيا وحتى يضمن أيضا استمرار وجوده فى الحياة السياسية الإسرائيلية خوفا من شبح المحاسبة والمحاكمة وربما السجن. لكن أظن أيضا أن نتنياهو يعتقد هو والمتطرفون أن احتلال كامل غزة وحدودها مع مصر فرصة قد لا تتكرر قريبا لنسف فكرة الدولة الفلسطينية.

بعض الكُتاب الإسرائيليين قالوا لنتنياهو: لم نكن نظن أنكم اكتشفتم أن حائط المبكى موجود فى فيلادلفيا، وليس فى القدس! والعديد من قادة الجيش الإسرائيليين بمن فيهم وزير الدفاع يوآف جالانت قالوا إن المحور لا يحمل كل هذه الأهمية الاستراتيجية التى يتحدث عنها نتنياهو. وحتى لو كانت له أهمية، فإن الوصول لصفقة تبادل أسرى ووقف الحرب أفضل لإسرائيل كثيرا، ولو اكتشفت أن حماس تعيد تسليح وبناء نفسها فيمكن العودة مرة أخرى للمحور.

نتنياهو وإعلامه ومتطرفوه دأبوا منذ احتلال المحور فى نهاية مايو الماضى، على الإعلان بأنه تم اكتشاف العديد من الأنفاق بين رفح الفلسطينية والمصرية، بل إن أبواقا أمريكية حاولت إعادة ترويج أكاذيب نتنياهو. لكن مصر كانت مدركة للعبة نتنياهو من البداية وكان ردها الدائم نعم قد تكون هناك بدايات أنفاق مفتوحة فى رفح الفلسطينية، لكن الأهم من كل ذلك أنها مغلقة ومسدودة من الجانب المصرى، وبالتالى فكل ما  تعلنه إسرائيل عن اكتشاف أنفاق فى الجانب الفلسطينى هو محض أكاذيب واختلاقات وفبركات لا يعول عليها.

 كان يمكن لأى إسرائيلى يطلق هذه المزاعم أن يدخل أى نفق مفتوح من الجانب الفلسطينى ويستمر فى التقدم حتى يتأكد هل هو مفتوح من الجانب المصرى أم لا.

نسيت إسرائيل ونسى نتنياهو وكل من يؤيده أن مصر دفعت ثمنا فادحا بسبب هذه الأنفاق فى فترة نشاط التنظيمات الإرهابية فى سيناء بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ولذلك فهى التى بادرت بشن العملية العسكرية الشاملة عام ٢٠١٨، لتطهير سيناء من الإرهابيين والتكفيريين، وإحدى الأدوات لذلك كانت إغلاق وتدمير الانفاق وإقامة منطقة عازلة تمتد ٥ كيلومترات بين حدود الجانبين، وبالتالى فقد تم تحييد هذه الأنفاق عن العمل تماما.

المهم أن كل ما أعلنته مصر منذ بداية احتلال رفح قد ثبت صحته، خصوصا من كبار مسئولى الجيش الإسرائيلى - وهم الذين احترفوا الكذب آلاف المرات.

 والسؤال: هل هذه التسريبات العسكرية المستمرة توحى بأن استخدام نتنياهو لفزاعة وورقة فيلادلفيا قد انتهى، أم أنه سوف يختلق أسبابا جديدة من أجل استمرار العدوان والهروب إلى الأمام ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المكاسب ربما تعينه على الهروب من مشاكله الداخلية؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنفاق رفح وشهد شاهد من محتليها أنفاق رفح وشهد شاهد من محتليها



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon