توقيت القاهرة المحلي 07:26:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنفاق رفح.. وشهد شاهد من محتليها!!!

  مصر اليوم -

أنفاق رفح وشهد شاهد من محتليها

بقلم: عماد الدين حسين

يوم السبت الماضى قالت القناة الـ١٢ العبرية نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية إن كل الأنفاق التى تم اكتشافها فى محور صلاح الدين «فيلادلفيا» كانت غير فعالة وغير صالحة للاستخدام، والسبب أن الجيش المصرى دمرها وأغرقها بالماء من الجانب المصرى فى رفح منذ سنوات طويلة.

هذه شهادة صدق نادرة من المسئولين العسكريين الإسرائيليين، ليس حبا فى مصر أو فى الصدق كقيمة أخلاقية، ولكن لأسباب كثيرة أهمها الصراع الذى صار علنيا بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وشركائه من المتطرفين، وبين قادة الجيش وبقية قادة المؤسسة الأمنية.

كلام المصادر العسكرية الإسرائيلية ينسف بصورة واضحة، لا لبس فيها، كل المزاعم والأكاذيب والفبركات والتسريبات والتخرصات الإسرائيلية طوال أكثر من ثلاثة شهور ونصف الشهر عن أن هناك أنفاقا ما تزال تعمل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية وأنها تمثل الرئة أو الأكسجين الذى يسمح للمقاومة الفلسطينية باستمرار العمل والتنفس والحياة والمقاومة.

إسرائيل تشن عدوانها على غزة منذ ٧ أكتوبر الماضى، وحتى مايو الماضى، لم يتحدث نتنياهو وقادة جيشه عن أهمية محور فيلادلفيا «صلاح الدين»، لكن حينما بدأ عدوانه يتعثر ولا يحقق أهدافه المعلنة فكر فى الهروب للأمام واختراع كذبة أو أسطوانة أو خرافة جديدة تسوغ له استمرار العدوان، وهكذا جاءت «افتكاسة» محور فيلادلفيا وحتى يضمن أيضا استمرار وجوده فى الحياة السياسية الإسرائيلية خوفا من شبح المحاسبة والمحاكمة وربما السجن. لكن أظن أيضا أن نتنياهو يعتقد هو والمتطرفون أن احتلال كامل غزة وحدودها مع مصر فرصة قد لا تتكرر قريبا لنسف فكرة الدولة الفلسطينية.

بعض الكُتاب الإسرائيليين قالوا لنتنياهو: لم نكن نظن أنكم اكتشفتم أن حائط المبكى موجود فى فيلادلفيا، وليس فى القدس! والعديد من قادة الجيش الإسرائيليين بمن فيهم وزير الدفاع يوآف جالانت قالوا إن المحور لا يحمل كل هذه الأهمية الاستراتيجية التى يتحدث عنها نتنياهو. وحتى لو كانت له أهمية، فإن الوصول لصفقة تبادل أسرى ووقف الحرب أفضل لإسرائيل كثيرا، ولو اكتشفت أن حماس تعيد تسليح وبناء نفسها فيمكن العودة مرة أخرى للمحور.

نتنياهو وإعلامه ومتطرفوه دأبوا منذ احتلال المحور فى نهاية مايو الماضى، على الإعلان بأنه تم اكتشاف العديد من الأنفاق بين رفح الفلسطينية والمصرية، بل إن أبواقا أمريكية حاولت إعادة ترويج أكاذيب نتنياهو. لكن مصر كانت مدركة للعبة نتنياهو من البداية وكان ردها الدائم نعم قد تكون هناك بدايات أنفاق مفتوحة فى رفح الفلسطينية، لكن الأهم من كل ذلك أنها مغلقة ومسدودة من الجانب المصرى، وبالتالى فكل ما  تعلنه إسرائيل عن اكتشاف أنفاق فى الجانب الفلسطينى هو محض أكاذيب واختلاقات وفبركات لا يعول عليها.

 كان يمكن لأى إسرائيلى يطلق هذه المزاعم أن يدخل أى نفق مفتوح من الجانب الفلسطينى ويستمر فى التقدم حتى يتأكد هل هو مفتوح من الجانب المصرى أم لا.

نسيت إسرائيل ونسى نتنياهو وكل من يؤيده أن مصر دفعت ثمنا فادحا بسبب هذه الأنفاق فى فترة نشاط التنظيمات الإرهابية فى سيناء بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ولذلك فهى التى بادرت بشن العملية العسكرية الشاملة عام ٢٠١٨، لتطهير سيناء من الإرهابيين والتكفيريين، وإحدى الأدوات لذلك كانت إغلاق وتدمير الانفاق وإقامة منطقة عازلة تمتد ٥ كيلومترات بين حدود الجانبين، وبالتالى فقد تم تحييد هذه الأنفاق عن العمل تماما.

المهم أن كل ما أعلنته مصر منذ بداية احتلال رفح قد ثبت صحته، خصوصا من كبار مسئولى الجيش الإسرائيلى - وهم الذين احترفوا الكذب آلاف المرات.

 والسؤال: هل هذه التسريبات العسكرية المستمرة توحى بأن استخدام نتنياهو لفزاعة وورقة فيلادلفيا قد انتهى، أم أنه سوف يختلق أسبابا جديدة من أجل استمرار العدوان والهروب إلى الأمام ومحاولة الحصول على أكبر قدر من المكاسب ربما تعينه على الهروب من مشاكله الداخلية؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنفاق رفح وشهد شاهد من محتليها أنفاق رفح وشهد شاهد من محتليها



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon