توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر

  مصر اليوم -

المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر

بقلم : عماد الدين حسين

 هناك واجبان مهمان ينبغى على الحكومة والمعارضة الوطنية أداؤهما فى مرحلة السنوات الأربع المقبلة للرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد فوزه رسميا بولاية ثانية الأسبوع الماضى.

الواجب المفروض على المعارضة ــ إذا قررت أن تكون جادة ــ أن تغير من طريقتها شكلا ومضمونا، بعد أن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأسلوب القديم كان عقيما.

عندما أقول المعارضة الوطنية، أقصد القوى التى تؤمن بالقانون والدستور والدولة المدنية، وأستبعد أى حزب دينى أو يتاجر بالدين، أو أى فئة أو حركة أو جماعة أو منظمة تستخدم العنف والإرهاب طريقا لتحقيق أهدافها.

لفترات طويلة اعتمدت المعارضة على الحديث الإعلامى داخل غرف مقراتها المغلقة. قد يكون بعض كلامها صحيحا عن الحصار الذى نتعرض له من الحكومة وأجهزتها. لكن الأكثر صحة أنها المسئول الأول عن ضعفها.

الاهتمام الجماهيرى بالأحزاب ضعيف، وإذا استمرت الأمور بهذه الصورة، فقد يتلاشى تماما أثر هذه الأحزاب!!.

تتخيل بعض دوائر المعارضة، أن الحكومة يفترض أن تقدم لها الحكم على طبق من ذهب. هذا الأمر لا يحدث فى أى مكان بالعالم. وبمقدار جهد وتضحية المعارضة، تحصل على نتائج على الأرض. هى تحتاج أولا أن تكون لها برامج مختلفة عن الحكومة، ثم تطرحها على الناس، وتقنعهم بها، ليصوتوا لها فى أى استحقاقات انتخابية.

لن تحصل المعارضة على ثقة المواطنين أو بعضهم، إلا حينما يثق الناس أنها جادة، وليست مجرد «سبوبة» أو «خيال مآتة».
الصورة النمطية الموجودة عند كثير من المصريين، أن معظم قادة الأحزاب يستغلونها لتحقيق منافع مادية أو وجاهة شخصية، فى حين أن وظيفتها الرئيسية، هى طرح بدائل لما تقدمه الحكومة.

أما إذا اتفقت رؤيتها مع رؤية الحكومة، فعليها أن تتوقف عن المعارضة، وتنضم كفرع إلى الحزب الحاكم!!. ولا يعقل أن يكون الحزب السياسى مؤيدا للحكومة ومعارضا لها فى الوقت نفسه!.

الناس فى كل بلدان العالم الطبيعية، تنضم للأحزاب لأنها تؤمن ببرامجها، وتدفع اشتراكات شهرية منتظمة وتحضر مؤتمراتها وندواتها وتصوت لها فى كل انتخابات.

لا يوجد مواطن طبيعى ينضم لحزب من أجل الحصول فقط على بطاقة تموين أو وظيفة أو رخصة مخبز!!!. قد يحدث ذلك لاحقا عبر العلاقات، لكن الانتماء لحزب والدفاع عن أفكاره، أمر بعيد تماما عن الحصول على المنافع الشخصية فقط.
رأينا نماذج صادمة للمعارضة فى الانتخابات الأخيرة. شخصيات تعلن عن احتمال الترشح لرئاسة بلد بحجم مصر، ولم يتمكنوا من جمع ٢٥ ألف توكيل شعبى.

هذه ليست معارضة، بل مجرد ظواهر صوتية، تجد لها بعض الصدى فى مواقع التواصل الاجتماعى ليلا ثم تتلاشى، مع شروق الشمس!!!.

من دون تحرك المعارضة للتواصل مع الجماهير، فعليها أن تلوم نفسها فقط.

أما الواجب المفروض على الحكومة وأجهزتها، فهو أن تدرك وتوقن أنه من دون وجود حياة سياسية طبيعية، فإنها تخاطر ــ لا قدر الله ــ بعودة قوى التطرف والعنف إلى الساحة السياسية مرة أخرى، لأنها تجيد اللعب على مشاعر البسطاء باسم سلطان الدين، وتتاجر به جيدا.

من زاوية مصلحية نفعية فقط فإنه من مصلحة الحكومة، أن تكون بجانبها أحزاب مدنية قوية، حتى تواجه المتاجرين بالدين، وبالتالى فإن الدولة يمكنها أن تفكر كثيرا فى طرق دعم وتشجيع القوى السياسية المدنية الشرعية، بكل الوسائل القانونية الممكنة لتقف على قدميها ويشتد عودها، أو على الأقل تتركها تعمل من دون الحصار الذى تفرضه عليها.

لو أن الحكومة طبقت على أرض الواقع ما دعا إليه الرئيس السيسى، فى خطاب فوزه يوم الاثنين الماضى، فإن المشهد السياسى المصرى، سوف يتغير إلى حد كبير. خصوصا فى قول السيسى إن مصر تسع الجميع، وأنه سوف يسعى لتوسيع المشتركات بين كل المصريين.

من دون هذين الواجبين من المعارضة والحكومة، فسوف تستمر المعاناة من هشاشة المشاركة الانتخابية، وانصراف الناس عن مجمل العملية السياسية، وليس فقط التصويت فى الانتخابات.

علينا أن نفكر فى وسائل خلاقة لتشجيع اندماج المواطنين فى الأحزاب والنقابات والقوى والقنوات الشرعية، ولو حدث ذلك، فالمؤكد أننا سنكون قطعنا شوطا كبيرا فى هزيمة الأفكار المتطرفة بصورة جذرية، وبدء تغيير المجتمع للأفضل.. والسؤال: هل هذا الأمر قابل للتحقيق، أم أنها أحلام اليقظة؟!!.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon