توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطوير التعليم.. كيف ندعمه؟

  مصر اليوم -

تطوير التعليم كيف ندعمه

بقلم - عماد الدين حسين

لو أن النظام التعليمى الجديد الذى تحدث عنه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى مساء يوم السبت الماضى، تم تطبيقه بطريقة صحيحة على أرض الواقع، لتغير تعليمنا ليصبح مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وفنلندا واليابان وكندا وألمانيا، وسائر التجارب التعليمية العالمية المتقدمة.

عصر يوم السبت الماضى، تحدث د. شوقى فى الجلسة الأخيرة من اليوم الأول لمؤتمر الشباب، الذى انعقد بالقاعة الرئيسية بجامعة القاهرة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وغالبية كبار مسئولى الدولة والشخصيات العامة والإعلاميين ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة.

الجلسة كان عنوانها «استراتيجية تطوير التعليم»، معظم أفكارها سمعناها قبل ذلك، فى مناسبات متعددة، وبطرق مختلفة من وزير التعليم، لكن الجديدة هذه المرة، أن الوزير تحدث عن واقع ملموس سيتم تطبيقه فى الموسم الدراسى الذى سيبدأ فى شهر سبتمبر المقبل إن شاء الله.
أثناء العرض سأل الدكتور طارق: هل نحن جاهزون بالكتب والمناهج والنظام الجديد؟ وفى تلك اللحظة كان هناك منظمون يقومون بتوزيع كتب النظام الجديد على الجالسين.

قبلها وحينما دخلنا القاعة المركزية الكبرى بجامعة القاهرة لحضور الجلسة، وجدت على الكراسى الكتب المختلفة الخاصة بنظام التطوير الجديد. كانت هناك ثلاثة كتب الأول عن اللغة العربية لمرحلة رياض الأطفال للمستوى الأول، والثانى عن نفس المرحلة ولكن بعنوان «اكتشف» والثالث هو «دليل المعلم» الذى يشرح للمعلمين طريقة التدريس.

مرة أخرى ما عرضه الوزير طارق شوقى أكثر من ممتاز، والسؤال الذى نكرره: كيف يمكن ترجمة هذه الكلمات الطيبة والجميلة إلى واقع ملموس على الأرض فى ظل وجود تحديات كثيرة؟!.

هذا الواقع يقول أن لدينا أكثر من ٢٢ مليون طالب و٥٤ ألف مدرسة و٤٥٠ ألف فصل، و١٫٢٥ مليون معلم، و276 إدارة تعليمية فى ٢٧ محافظة، فى حين أن عدد الطلاب فى سنغافورة ٧٥ ألفا وعدد المعلمين ٣٢ ألفا وفى فنلندا مليون طالب و٦٧ ألف معلم.

كلنا يعلم ويعرف ويعايش واقع التعليم الصعب والمتردى، ولا يعلم كثيرون أن التطوير الذى يقترحه الوزير موجه بالأساس للمدارس الحكومية التى تشكل ٨٦٪ من إجمالى المدارس مقابل ١٢٪ للمدارس الخاصة و١٪ للمدارس التجريبية، وأقل من ١٪ للمدارس الدولية، والأخيرة غير المستهدفة بالتطوير الجديد.

فى تقدير الوزير فإن مصر تستحق تعليما مختلفا ومحترما يليق بها وبشعبها. تعليما يستهدف تحسين الحاضر وبناء المستقبل ويركز على تحسين المنتج الموجود فى بقية السنوات الدراسية. هو تعليم مختلف وجديد فى أولى ابتدائى وأولى ثانوى، مع تحسين الموجود فى بقية السنوات الدراسية بالتدريج، بحيث يتغير المنهج بعد ٥ سنوات بنسبة ٥٠٪، ويتغير كاملا فى الموسم الدراسى ٢٠٢٦ ــ ٢٠٢٧ عندما يصل قطار الإصلاح التعليمى إلى محطته الأخيرة.

الذى سيتغير كما يقول الوزير ليس التابلت أو الشبكة الداخلية، كل تلك مجرد وسائل، ولكن الذى سيتغير بالأساس هو طريقة التدريس والمناهج ومجمل فلسفة التعليم.

طارق شوقى يرى أنه ليس من العدل أن يكون مستقبل الطلاب متوقفا على امتحان واحد ولمرة واحدة فى العمر هو الثانوية العامة، الذى أدى إلى ضغوط على الطلاب وقاد إلى صناعة الدروس الخصوصية، وسيكون البديل امتحانات ربع سنوية على مدار سنوات الثانوية الثلاث، بحيث يحصل الطالب على أفضل نتائج فى ٥٠ أو ٦٠ أو ٧٠٪، وبالتالى ينتهى بعبع الثانوية العامة.

الهدف الرئيسى للنظام هو تعليم يقوم على فهم الطالب لنفسه ولمحيطه ومجتمعه والعالم الذى يعيش فيه. تعليم يقوم على التفكير وليس مجرد الإجابة الصحيحة للسؤال، نظرا لأن هناك أكثر من إجابة صحيحة للسؤال الواحد.

حينما جلست مع الدكتور طارق شوقى قبل أسبوعين اقتنعت تماما بالمنهج الجديد للمرحلة الابتدائية. وأتمنى أن يتكاتف الجميع لإنجاح التجربة، لأن نجاحها يعنى نجاحنا جميعا ــ وليس فقط طارق شوقى أو الحكومة أو الرئيس ــ فى عبور معظم أزماتنا، ولو فشل النظام الجديد ــ لا قدر الله ــ ستكون الخسارة للمجتمع بأكمله وليس فقط للوزير أو الحكومة أو الرئيس، وبالتالى وجب علينا جميعا، أن ندعم هذا التطوير، بعد مناقشته وتجنب كل الثغرات التى يمكن أن تعيقه.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطوير التعليم كيف ندعمه تطوير التعليم كيف ندعمه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon