توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هناك موقف مصرى جديد من فلسطين؟

  مصر اليوم -

هل هناك موقف مصرى جديد من فلسطين

بقلم : عماد الدين حسين

  فى جلسة «اسأل الرئيس» فى المؤتمر الوطنى الخامس للشباب يوم الأربعاء الماضى فى فندق الماسة، كشف الرئيس عبدالفتاح السيسى العديد من المواقف الواضحة فى السياسة الداخلية والخارجية لمصر، وأهمها من وجهة نظرى كان الإعلان الواضح بشأن الموقف من القضية الفلسطينية وإسرائيل.

أحد الأسئلة كان عن موقفنا من العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطنيين خلال مسيرة العودة على الحدود مع قطاع غزة، وتزامنها مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة.

الرئيس قال إن نقل السفارة سيؤدى إلى عدم استقرار الأوضاع فى المنطقة، وأن مصر ستقدم للاشقاء الفلسطينيين الأدوية وسيارات الإسعاف، وستفتح معبر رفح لهذا الغرض، وستجرى اتصالات مع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى. سنقول للفلسطينيين «لا نريد إجراءات تؤدى إلى سقوط شهداء». وسنقول للإسرائيليين عليكم أن تراعوا أن تحركات الفلسطينيين مشروعة.

الرئيس سأل قائلا: «هل نقدر نعمل أكثر من كده؟».

وأجاب عن سؤاله بالقول لا. مضيفا: «تحركنا فى القضية الفلسطينية سيكون فى حدود قدرتنا، ولازم نشتغل ونكد حتى يكون لنا تأثير. والتأثير سيكون بالقدرة، لكننا لن نطرقع تصريحين، فنحن لن نزايد. ونريد أن نساهم فى الحل وليس التعقيد».

هذه التصريحات فى غاية الأهمية، لأنها تكشف حدود الدور المصرى فى عملية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. أهميتها أنها تكشف عن جوهر الموقف بلا تزيين أو تزييف، أو استخدام مصطلحات فضفاضة، أو تعبيرات رنانة، ظل كثيرون فى المنطقة العربية يستخدمونها فى وسائل الإعلام من دون تطبيقها على الأرض.

مرة أخرى لماذا هى مهمة؟!

لأنها تمثل إجابة على الكثير من الأسئلة التى تتكرر فى كل مرة تتطور فيها الأحداث على الساحة الفلسطينية، سواء عبر عدوان إسرائيلى مباشر، أو حصار غير مباشر، أو عمليات فدائية تقوم بها منظمات فلسطينية أو انحياز أمريكى سافر لإسرائيل.

حينما قتلت إسرائيل أكثر من ستين شخصا وأصابت نحو ألفى شخص منتصف الأسبوع الماضى خلال مسيرة العودة على حدود القطاع، طالب بعض المصريين بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيره وإغلاق سفارته. هذه المطالب تتكرر فى كل مرة تمارس فيها إسرائيل بلطجتها منذ اجتياحها للبنان عام 1982، ويصل بعض الحالمين فيها إلى ضرورة إعلان الحرب ضد إسرائيل.

معنى وترجمة تصريح الرئيس السيسى أن مصر لن تلجأ إلى أى إجراءات ضد إسرائيل، بل ستحاول التأثير فيها فقط عبر العلاقات، وليس عبر قطعها.

السؤال هل هذا الموقف جديد ومتفرد؟!

الإجابة هى لا قاطعة، وهى نفس السياسة تقريبا المتبعة منذ توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المصرية والإسرائيلية فى مارس ١٩٧٩، مع توترات بسيطة كان أهمها مثلا استدعاء السفير المصرى من تل أبيب احتجاجا على العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين أكثر من مرة.

فى أسوأ الظروف لم تهدد الحكومة المصرية بقطع العلاقات أو إعلان الحرب، أو حتى طرد السفير.

وبالمناسبة كثيرا منا ينسون أن إسرائيل شنت عدوانا سافرا ووحشيا ضد حركة حماس الإخوانية فى نوفمبر ٢٠١٢.

وقتها فإن الحكومة المصرية الإخوانية والرئيس الإخوانى ومجلس الشعب والشورى الذى كان يسيطر عليه الإخوان وحلفاؤهم السلفيون، لم يقطعوا العلاقات مع إسرائيل أو يعلنوا عليها الحرب، وباستثناء التصريحات العنترية، فإنهم عمليا قاموا بدور الوساطة بين العدو و«جماعتهم» فى غزة، وحصلوا على مقابل ضخم وقتها تمثل فى تمرير الإعلان الدستورى فى ٢١ نوفمبر من العام نفسه الذى أمم لهم الحياة السياسية، إضافة إلى مديح غير مسبوق من كبرى وسائل الإعلام الغربية، بل والإسرائيلية التى تفاجأت برد فعل جماعة الإخوان المسلمين.

قد يسأل سائل وهل هذا الموقف المصرى الحالى صحيح أم لا؟! .

باعتبارى عروبيا يرى أن الصراع مع إسرائيل صراع وجود وليس حدود، أتمنى أن تحرر الجيوش العربية فلسطين من النهر إلى البحر، وأن تعود القدس عربية.

لكن التمنيات وحدها لا تحقق شيئا، وبالتالى فلا يمكن أن تنتصر على عدوك بالكلمات الجوفاء والاغانى والخطب أو التصريحات أو الأمانى فقط، بل أن تبنى بلدك وأمتك جيدا فى كل المجالات، ليس الجيوش فقط بل التعليم والصحة وقبل كل شىء أن تبنى الانسان نفسه.

الانتصار على العدو يحتاج أن نهزمه فى كل المجالات، وأن ننتصر على أنفسنا أولا، وإذا حدث ذلك فربما لن نكون وقتها محتاجين للقوة العسكرية، لكى نحرر فلسطين!!!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك موقف مصرى جديد من فلسطين هل هناك موقف مصرى جديد من فلسطين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon