توقيت القاهرة المحلي 04:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حان وقت «العين الحمراء» مع إثيوبيا

  مصر اليوم -

حان وقت «العين الحمراء» مع إثيوبيا

بقلم: عماد الدين حسين

هل أخطأنا حينما تعاملنا مع إثيوبيا، بمبدأ «حسن النية الكامل»، أم أن الظروف وقتها، لم تكن تسمح لنا بأكثر من ذلك؟!
سؤال مهم يسأله كثيرون هذه الأيام، خصوصا فى ظل التعنت الإثيوبى فى مفاوضات سد النهضة، وإصرارها على عدم الاستجابة للحد الأدنى من المطالب المصرية العادلة
نعلم أن اليوم الأربعاء بتوقيت أمريكا، هو ختام جولة المفاوضات الثلاثية المصرية الإثيوبية السودانية فى واشنطن بحضور وزير الخزانة الأمريكى ستيفان منوشين ورئيس البنك الدولى ديفيد مالباس اللذين يحضران كمراقبين، وليس كوسطاء.
وما لم تحدث معجزة تقود إلى انفراجة حقيقية، فأغلب الظن أن إثيوبيا ستواصل سياسة المماطلة، ودليل ذلك، طلب رئيس وزرائها آبى أحمد لوساطة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا مع مصر، بصفته سيتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقى فى فبراير المقبل.
حينما تطلب إثيوبيا هذه الوساطة، فهى تقول بوضوح إن مفاوضات واشنطن والجولات الأربع التى سبقتها فى القاهرة والخرطوم وأديس أبابا قد تعثرت تماما.
الخطر الحقيقى هو إصرار إثيوبيا على بدء ملء سد النهضة فى يوليو المقبل كما تردد دائما، حتى من دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان. وبالتالى فإن ما تفعله الآن هو استهلاك الوقت فى المفاوضات العقيمة حتى تضع مصر أمام الأمر الواقع.
ما تفعله إثيوبيا الآن هو أسلوب إسرائيلى أصيل، نراه منذ سنوات، وطبّقه بمهارة شديدة غالبية مسئوليها، خصوصا رئيس الوزراء الأسبق آريل شارون، وشريكه فى الحكم وقتها إسحاق شامير، حينما ضغط عليهم الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب، لحضور مفاوضات مدريد مع الفلسطينيين عام 1992. وقتها قال شارون ما معناه «سوف نستنزف الفلسطينيين والعرب فى عملية السلام بحيث تستمر المفاوضات ١٥ عاما من دون أن تؤدى إلى نتيجة»!! وقتها حينما قرأنا ذلك، كنا نظن أن شارون يحلق فى عالم الخيال، ثم تبين أننا كعرب نعيش فى الخيال. فـ«العملية» ما تزال مستمرة، طوال ٢٨ عاما، من دون أن تؤدى إلى نتيجة، وكل يوم تأخذ اسما جديدا من «عملية السلام» إلى «صفقة القرن»!!
البيان الذى أصدرته إثيوبيا بعد فشل مفاوضات أديس أبابا الأخيرة، درس فى تزييف الحقائق، وكان رد الخارجية المصرية عليه قويا، لكن السؤال المهم، ماذا سنفعل إذا أصرت إثيوبيا على موقفها المتعنت؟!
قرأت واستمعت لخبراء فى الملف. لا يوجد رأى قاطع جيد، لأن لكل سيناريو مميزات وعيوبا. لكن الإجماع الوحيد بينهم، هو ضرورة التخلص من سياسة حسن النية والثقة فى الجانب الإثيوبى، لأنه لا يستحق ذلك، ونجح للأسف فى استدراجنا بطرق مختلفة إلى هذه النهاية الصعبة.
طبقا لبعض خبراء الملف فإن هناك تخوفا أن ترفض إثيوبيا وساطة أمريكا والبنك الدولى، إذا فشلت مفاوضات واشنطن، وتصر على وساطة جنوب إفريقيا أو دول «المبادرة المشتركة لحوض النيل» باعتبارها صاحبة مصلحة، ولو حدث ذلك فسندخل فى متاهة موضوعية وإجرائية، وتمييع مستمر للموقف، يصل بنا إلى فرض الأمر الواقع.
السؤال هل من حقنا طبقا لإعلان المبادئ عام ٢٠١٥، أن نصر على وسيط معين كأمريكا والبنك الدولى مثلا، أم لابد من موافقة البلدين معا؟
ثانيا: إلى أى درجة تتعاطف السودان معنا، وهل ما يزال موقفها أقرب إلى الموقف الإثيوبى؟!
ثالثا: علينا أن نعبئ الرأى العام الدولى والقوى الفاعلة فيه بكل الطرق للضغط على إثيوبيا، كى تصل إليها رسالة واضحة أن إصرارها على الحلول الفردية ستدفع ثمنه غاليا.
على المفاوض المصرى أن يكون صلبا ويحاصر المماطلة الإثيوبية، وكما قرأت للسفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق، فعلينا أن نسألهم: «ماذا سيقدمون من جديد مع جنوب إفريقيا، ولم يقدموه فى واشنطن»؟!.
تقدير السفير حجازى، أن السلوك الإثيوبى لا يريد أن يضع حدودا لسقف طموحاته كى يبنى المزيد من السدود والمشروعات المائية فى المستقبل، بديلا للتوصل إلى حل يقود إلى تعاون شامل وإدارة مشتركة للسدود.
علينا أن نكشف حقيقة الموقف الإثيوبى لكل من يهمه الأمر. وأن نجبر إثيوبيا على تقديم إجابات نهائية عن الأسئلة المهمة، خصوصا قواعد الملء والتشغيل فى سنوات الجفاف، وكذلك مرحلة ما بعد بناء سد النهضة. علينا ألا نقبل فورا، وساطة جنوب إفريقيا، وإذا قبلنا علينا أن نصر على وجود قواعد صارمة، أهمها التزام إثيوبيا بعدم ملء السد إلا فى وجود اتفاق، حتى لا ندور فى نفس الحلقة المفرغة!.
وأخيرا، فلابد أن تصل لأديس أبابا رسالة، بأن مصر لن تقبل تحت أى ظرف من الظروف، سياسة فرض الأمر الواقع. حان الآن وقت إظهار «العين الحمراء» لإثيوبيا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حان وقت «العين الحمراء» مع إثيوبيا حان وقت «العين الحمراء» مع إثيوبيا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon