توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخط الأحمر.. وضرورة تذكير الإثيوبيين بالواقع

  مصر اليوم -

الخط الأحمر وضرورة تذكير الإثيوبيين بالواقع

بقلم: عماد الدين حسين

الخط الأحمر الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى من قناة السويس يوم الثلاثاء قبل الماضى بأن مصر لن تتنازل عن قطرة واحدة من مياه النيل وأنه لا أحد بعيد عن قدراتها، ومن يريد أن يجرب فليجرب، كانت له فوائد عديدة تحدث عنها كثيرون.
لكن هناك ميزة إضافية أيضا، وهى أن مثل هذا الخط الأحمر، سيكون له دور مهم فى الحد من اللغة المتحدية والعنجهية التى يتحدث بها بعض المسئولين الإثيوبيين طوال السنوات الماضية.
بعض هؤلاء المسئولين افتروا كثيرا فى الفترات الماضية، وتعاملوا باعتبارهم قوة عظمى وكأن مصر دولة صغيرة لاحول لها ولا قوة.
هؤلاء انطلقوا فى حملات هجوم وتبجح، لا تتناسب إطلاقا مع الواقع على الأرض، الذى يقول إن مصر دولة كبيرة جدا، وأهم وأقوى دولة إفريقية فى جميع المجالات تقريبا.
نتذكر جميعا التصريح الشهير الذى أطلقه وزير الخارجية الإثيوبى جيدو اندار جاشيو وكرره وزير الرى فى ٢٢ يوليو الماضى، بعد تنفيذ عملية الملء الأول بصورة انفرادية.
جاشيو قال وقتها: «كان يدعى نهر النيل وأصبح الآن بحيرة، ستحصل منها إثيوبيا على التنمية التى تريدها. فى الواقع النيل لنا».
المسئولون الإثيوبيون تحدثوا كثيرا بنفس اللهجة المتعجرفة، لكن تصريح وزير الخارجية كان الأكثر صلفا وتحديا وسفورا وكشفا عن حقيقة الطريقة التى تفكر بها حكومة إثيوبيا التى أطلقت وكالة أنبائها الرسمية حملة بدأت أمس الأول الجمعة عنوانها «لن تمنعنا أى قوة على الأرض من بناء سد النهضة».
جوهر كلام جاشيو أنه لا يعترف إطلاقا بأن نهر النيل هو نهر دولى عابر للحدود، تتشارك فيه ١١ دولة، ويخضع للقوانين الدولية التى تنظم تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة.
هو يقول إن النيل لم يعد نهرا دوليا، بل مجرد بحيرة إثيوبية داخلية، ثم أكد على نفس المعنى حينما قال «النيل لنا» وهى عبارة تعنى أنه ليس لبقية البلدان أى مصر والسودان.
هذه اللغة العنترية تكررت بصور كثيرة على لسان مسئولين إثيوبيين فى الفترة الأخيرة، حينما يدعون أن مصر هى سبب فقر إثيوبيا لأنها كانت تصر على حرمانها من إقامة السدود، وأنه حان الوقت لكى تنعم إثيوبيا بالمياه، وأن تجرب مصر الفقر مثلما جربته إثيوبيا!!!
وسمعنا أيضا تلميحات أنه إذا كانت مصر تريد المياه فعليها أن تدفع مقابل ذلك. هذه التلميحات تحولت إلى كلام صريح قبل أيام على لسان المتحدث باسم الخارحية الإثيوبية دينا مفتى، قبل أن يسحب كلامه بعد أن أوصل رسالته لنا. هذه التصريحات هى التى تكشف عن وجه إثيوبيا الحقيقى، وسمعنا وقرأنا وشاهدنا ما يشبه انفجار ماسورة من الأكاذيب والحقد والغل ضد مصر والمصريين طوال السنوات الماضية.
المشكلة أن هذا التحدى والتعنت الإثيوبى لا يستند إلى حقيقة واقعة على الأرض، فلا توجد مقارنة تذكر بين البلدين.
مصر تسبق وتتقدم على إثيوبيا فى كل المجالات تقريبا من أول الاقتصاد نهاية بالقوة العسكرية.
إثيوبيا لاتزال فى المراحل الأولى من عملية التنمية التى لم تعارضها مصر إطلاقا، وكل ما طلبته ألا تكون هذه العملية وبناء سد النهضة مضرة بحقوق مصر، خصوصا حقها فى الحياة، لكن للأسف فإن النوايا الإثيوبية، تكشف لنا كل يوم أن الهدف الجوهرى من إقامة سد النهضة هو تحويله إلى محبس للتحكم فى إرادة مصر وتركيعها، وتعطيشها.
من هنا تأتى أهمية التصريحات التى أطلقها الرئيس السيسى وتحديده للخط الأحمر، حتى يرتدع هؤلاء المسئولون الإثيوبيون، ويتذكروا أنهم يتعاملون مع مصر، وليس مع دولة صغيرة.
وحتى فى العلاقات الدولية فمن المهم أن تقوم الدول الكبرى بتذكير الآخرين بالواقع، حتى لا يتصرفوا بمعزل عنه. عبارة «اللى عايز يجرب يجرب»، مهمة جدا لأمثال هؤلاء المسئولين الإثيوبيين، وتذكيرهم بأنهم ليسوا بعيدين عن قدرة مصر، وعليهم أن يتحدثوا طبقا للواقع، وليس للخيالات والأوهام وأحلام اليقظة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخط الأحمر وضرورة تذكير الإثيوبيين بالواقع الخط الأحمر وضرورة تذكير الإثيوبيين بالواقع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon