توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوابير الخارج.. وانتخابات الداخل

  مصر اليوم -

طوابير الخارج وانتخابات الداخل

بقلم : عماد الدين حسين

  بكل المقاييس فإن كثيرين من المراقبين والمتابعين لم يتوقعوا وجود طوابير طويلة نسبيا أمام 139 لجنة انتخابية في 124 دولة موزعين علي 123 سفارة و16 قنصلية مصرية ،فى أول يوم من بدء انتخابات رئاسة الجمهورية فى الخارج التى بدأت أمس الأول الجمعة وتنتهى اليوم الأحد.

طبعا، كل كلامنا فى هذا الصدد سيكون تقديريا، فى انتظار معرفة نسبة المشاركة النهائية فى المرحلة الأولى من الانتخابات، والتى هى أغلب الظن ستكون المرحلة النهائية، ويصعب تماما تخيل وجود إعادة بين المرشحين عبدالفتاح السيسى وموسى مصطفى موسى.

غالبية التقديرات والتوقعات التى سبقت الانتخابات كانت تتشكك فى وجود نسبة مشاركة كبيرة فى الانتخابات. الأسباب التى استند اليها هؤلاء مختلفة، لكن أهمها العامل النفسى المتمثل فى إيمان غالبية المصريين بأن فوز السيسى أمر محسوم، وبالتالى فإن ذهابهم أو عدم ذهابهم لن يفرق كثيرا.

هذا العامل كان هو الأسوأ على الإطلاق ضد نسبة المشاركة، لأن المتضرر الحقيقى منه هو الرئيس السيسى، باعتبار أن ما يشغله ليس هو الفوز المضمون، بل نسبة المشاركة.

ونعلم جميعا أن كل المعارضين باختلاف توجهاتهم يحلمون بتدنى نسبة المشاركة، كى يشككوا فى شرعية الانتخابات نفسها، بل إن بعضهم افترض جدلا ان أى نسبة مشاركة مرتفعة ستعنى وجود تزوير فى الانتخابات!!.
مرة أخرى سوف ننتظر نسب المشاركة النهائية، لكن مشهد الطوابير لا يمكن تجاوزه، لأنه يعطى دلالة معنوية مهمة، وهى أن كثيرين قرروا النزول والمشاركة خلافا لكل التوقعات السابقة.

رأينا مشاهد يصعب وصفها بأنها جاءت نتيجة إجبار، خصوصا لمصريين بسطاء وقفوا فى الطوابير أو صعايدة قرروا ممارسة «لعبة التحطيب» أمام إحدى اللجان فى دولة خليجية. رأينا شابا مقعدا يقطع مئات الاميال فى أستراليا ليشارك فى التصويت فى سيدنى، ومسن تجاوز عمره 75 عاما يقف امام السفارة فى برلين ليدلى بصوته، وشابة عمرها عشرون عاما، تجلس على كرسى متحرك وتدلى بصوتها فى سفارتنا فى أوتاوا الكندية.

السؤال كيف يمكن تفسير هذه الكثافة المبدئية أمام اللجان فى الخارج؟!

فيما يتعلق بالمصريين بالخارج فربما يكون شاغلهم الأول هو ضرورة أن تستمر بلدهم مستقرة. هم يشاهدون كل يوم فى البلدان التى يعملون بها، مشاهد اشقائهم العرب اللاجئين خصوصا من من سوريا والعراق واليمن وليبيا، نتيجة الحروب والصراعات الأهلية والطائفية، الأمر الذى أدى إلى تشتتهم، وتفرقهم. قد يستهين عدد كبير منا بهذا العامل، بل ويسخر منه، لكن من يعيش فى الخارج يشغله هذا الأمر تماما، بغض النظر عمن هو الرئيس. هم يريدون بلدا مستقرا يستطيعون العودة إليه فى أى وقت يقررون، إضافة أن أهاليهم وأقاربهم موجودون فى مصر، وبالتالى يهمهم ان يعيشوا فى بلد آمن ومستقر.

العامل الثانى هو الدور الذى لعبته الحكومة، ممثلة فى وزارتى الخارحية، والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، فى إقناع الناخبين بالتصويت، يبدو أنها ساهمت فى زيادة الإقبال على التصويت، خصوصا في دول الخليج :وبالاخص في الكويت والسعودية والامارات.

كثيرون منا لا يدركون أن بعض المصريين فى الخارج يقطعون مئات الأميال للوصول إلى السفارة أو القنصلية المصرية من أجل الإدلاء بأصواتهم. بعضهم يفعل ذلك تأييدا لمرشح من المرشحين، والبعض الآخر من أجل المشاركة والإحساس أن له صوتا ورأيا فى تقرير مستقبل بلده. البعض الثالث وفاء للجهد والنضال الذى تم بذله طوال سنوات حتى تم إقرار حق المصريين بالخارج فى الإدلاء بأصواتهم وهو من المكاسب المهتمة التى تحققت بعد ثورتى ٢٥ يناير ٢٠١١ و30 يونية 2013.

السؤال المنطقى هو: إلى أى مدى سوف تتكرر هذه الطوابير، التى رأيناها فى السفارات والقنصليات، حينما تبدأ الانتخابات داخل مصر أيام ٢٦ و٢٧ و٢٨ مارس الجارى؟!.

هذا هو السؤال الجوهرى.. وإلى أن نأتى لهذا اليوم وجب توجيه التحية لكل مصرى قرر المشاركة فى الانتخابات، بغض النظر هل أعطى صوته لهذا المرشح أو ذاك أو حتى أبطل صوته.

نفلاً الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوابير الخارج وانتخابات الداخل طوابير الخارج وانتخابات الداخل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon