توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن تبدأ الانتخابات النيابية

  مصر اليوم -

قبل أن تبدأ الانتخابات النيابية

بقلم: عماد الدين حسين

اليوم تبدأ انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب فى داخل مصر فى ١٤ محافظة.
وكل الأمل أن تقود هذه الانتخابات إلى تشكيل مجلس نواب قوى وحيوى، ويمثل غالبية شرائح المجتمع، بما يؤدى إلى إثراء وتقوية الحياة السياسية ويدفع عجلة التنمية للأمام. ويجعل البلاد أكثر منعة فى مواجهة الضغوط الدولية المتصاعدة.
المجلس يتشكل من ٥٦٨ عضوا ينتخبهم ٦٣ مليون مصرى بالاقتراع السرى المباشر، ويخصص للمرأة ما لا يقل عن ٢٥٪ من إجمالى عدد المقاعد، ويجوز لرئيس الجمهورية تعيين عدد من الأعضاء لا يزيد على ٥٪.
واليوم ستبدأ الانتخابات فى محافظات الجيزة والصعيد والاسكندرية والبحيرة ومطروح.
بعض المراقبين لم يكونوا شديدى التحمس لهذه الانتخابات، باعتبار أن نصف المقاعد يتم بالقائمة المطلقة المغلقة، وهو ما يهدر من وجهة نظرهم جزءا كبيرا من التنافس.
لكن للموضوعية، اكتشف كثيرون أن غالبية الدوائر الفردية تشهد تنافسا كبيرا، خصوصا بين المرشحين المستقلين ومرشحى حزب مستقبل وطن.
كنت أعتقد مثل كثيرين أن دائرة الجيزة، هى الأكثر سخونة فى الفردى، على اعتبار أنها تضم مشاهير من رجال الأعمال والرياضة والإعلام، وحينما بدأت أعرف تفاصيل غالبية الدوائر، اتضح لى أنها ملتهبة أيضا.
والملاحظات المبدئية على هذه الانتخابات قبل أن تبدأ هى الآتى:
قد يكون التنافس السياسى المعروف غائبا، بمعنى أنه لا توجد مظاهر حادة لهذا التنافس، بين أحزاب قوية ومتقاربة ومختلفة، أو حتى التنافس الذى كان سائدا، قبل ثورة يناير ٢٠١١، والانتخابات التى تلتها فى خريف هذا العام.
هناك حزب عملاق هو «مستقبل وطن» وأحزاب أخرى لم يستطع أحد منها أن يكون لديه مرشحون فى كل الدوائر بما فيها الاحزاب الموصوفة بأنها تاريخية.
التنافس هذه المرة عاد ليكون أكثر فردية، بمعنى أن شخص المرشح هو البطل ومعه ماله ونفوذه وسمعته وعائلته وعصبيته القبلية.
ومع اتساع حجم الدوائر الانتخابية بسبب أن نصف المقاعد ذهبت إلى القوائم، فإن المرشحين الفرديين مطلوب منهم أن يبذلوا المزيد من الجهد وينفقون المزيد من المال ليضمنوا الفوز، بديلا للشكل القديم، أى مقعدين لكل دائرة تقليدية، سواء كانت عبارة عن المركز أو البندر.
مع اتساع الدوائر صار هناك حرص من كل مدينة على أن يكون لها مرشح، وبالتالى فالمتوقع أن تكون إحدى سمات التصويت أن كل مركز سيصوت لصالح أبنائه إلى حد كبير، لكى يضمن وجود ممثل له فى البرلمان.
الملاحظة الأخرى: إن المرشحين على القوائم لن يضمنوا الفوز آليا هذه المرة، كما حدث فى الانتخابات السابقة عام ٢٠١٦، حينما فازت قائمة «فى حب مصر» بكل المقاعد بالتزكية.
ورغم ذلك فالمتوقع أن تتفوق «القائمة الوطنية من أجل مصر» فى مواجهة «نداء مصر». الملاحظة الاخرى: إن المال لا يزال يلعب دورا مهما فى كل الانتخابات سواء كانت نيابية أو شيوخ أو حتى محلية، بل وفى النقابات والجمعيات والأندية. لكن سمعت من المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات قبل أيام بأن القانون سيطبق بكل قوة على من يثبت أنه تجاوز الحد الأقصى للإنفاق أو لعب المال دورا مهما فى التأثير على إرادة الناخبين، وأن هناك لجنة فى كل محكمة ابتدائية لمراقبة هذا الموضوع.
طبقا للقانون فمن حق اللجان الانتخابية الفرعية والعامة أن تجرى حصرا عدديا للأصوات، لكن ليس من حقها بالمرة إعلان نتائج، خصوصا أنه لا يتم إضافة أصوات المصريين فى الخارج إلا قبل إعلان النتيجة النهائية، وهو ما يعنى التأكيد على أن الحصر العددى ليس دقيقا وليس نهائيا، وقد يؤدى إلى البلبلة.
فى تقدير المستشار لاشين إبراهيم فإن البطاقة الدوارة اختفت تماما والفضل للتكنولوجيا الحديثة والمؤمنة للبطاقات من مطابع الشرطة، وبالتالى فلن يكون ممكنا تكرار ما كان يحدث سابقا.
وإذا كانت البطاقات الدوارة قد اختفت فإن كل ما نرجوه أن يكون الطريق إلى صندوق الانتخابات مؤمَّنًا أيضا ونزيها.
هذا الأمر ليس فقط مسئولية الحكومة أو الهيئة الوطنية للانتخابات بل مسئولية المجتمع بأكمله، خصوصا أن بعض المرشحين صار محترفا فى استغلال أمواله الهائلة من أجل التأثير على إرادة الناخبين واستغلال ظروفهم الاقتصادية الصعبة، وهذا موضوع يحتاج إلى نقاش لاحق إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن تبدأ الانتخابات النيابية قبل أن تبدأ الانتخابات النيابية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon