توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفكار غادة والى لدمج الاقتصاد غير الرسمى

  مصر اليوم -

أفكار غادة والى لدمج الاقتصاد غير الرسمى

بقلم : عماد الدين حسين

 كيف يمكن إدماج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى؟. سؤال يتردد كثيرا، لكنه صار مطروحا بقوة عقب دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الاربعاء قبل الماضى، لأصحاب الاقتصاد غير الرسمى بالاندماج، مضيفا: «يعتقد هؤلاء أن الدولة تريد معرفة بياناتهم ووثائق من أجل تطبيق الضرائب» مضيفا: «خشوا فى الاقتصاد الرسمى وأنا بأقول لكم معاكم 5 سنوات إعفاء ومتدفعوش حاجة.. وإذا حدث ذلك فسوف يتمكن أصحاب الاقتصاد غير الرسمى من دخول البنوك والحصول على تسهيلات حتى تنمو صناعاتكم».

هذا تطور مهم خصوصا حين يؤكد رئيس الدولة على أن الاقتصاد غير الرسمى لعب دورا مهما ويصرف على أسر كثيرة لا تعرفها الدولة، وعلى حد تعبيره: «هما دول اللى بيخلوا الدولة واقفة رغم كل التحديات فى السنوات الماضية، وفى ناس بتاكل عيش».
الرئيس طلب من الحكومة إعفاء هؤلاء لمدة خمس سنوات من الضرائب، وأن تبحث فى كيفية حل مشكلة التأمينات الاجتماعية التى يفترض أن يتم سدادها نيابة عن العاملين فى هذا الاقتصاد حتى يصير رسميا.

حينما انتهت كلمة الرئيس فى مؤتمر الشباب الخامس، قابلت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، وسألتها عن كيفية حل مشكلة التأمين على هؤلاء العاملين؟.
الوزيرة ابتسمت وقالت: «يا ريت نقدر الأول نقنع بعض المؤسسات فى القطاع الرسمى بدفع التأمينات مثل بعض شركات الغزل والنسيج والمؤسسات الصحفية، هؤلاء توقفوا عن الدفع بعد ثورة يناير ٢٠١١»!!.

فى تقدير الوزيرة فإن جزءا كبيرا من المسألة يتعلق بالوعى، وهناك العديد من الأساليب والطرق التى يمكن عبرها استيعاب العاملين فى القطاع غير الرسمى فى المنظومة التأمينية.
البعض يخلط بين شهادة «أمان» وبين التأمين على العمال فى الاقتصاد غير الرسمى. «أمان» هى شهادة ادخار على الحياة يتم استحقاقها عند الوفاة أو الإصابة أو بعد نهاية مدتها، وليست تأمينا اجتماعيا.

أما التأمين على العاملين فى القطاع الرسمى فإنه يتطلب موافقة أصحاب العمل على دفع ما يستحق عليهم من تأمينات للعاملين معهم. المشكلة هنا أن هؤلاء العاملين مؤقتون وليسوا دائمين، لأن الشركة تعمل فى مشروع للبناء مثلا وعندما تنتهى منه فإنها قد تتوقف لفترة.
أحد الحلول من وجهة نظر الوزيرة، هو تجميع المدد، بمعنى أن المقاول يدفع حق العامل خلال عمله المؤقت معه فى أى مشروع من خلال «كارت مجمع»، كما يقوم بدفع نصيبه من التأمين وعندما تكون هناك مدد كبيرة يمكن التأمين على العمال مباشرة بصورة بسيطة وسهلة ومبتكرة.

طبعا هناك مشكلة أخرى هى أن العامل يتقاضى أجرا مختلفا فى كل عمل يؤديه، حسب مهارته أو حسب ظروف المشروع والبلد الاقتصادية.. فكيف يكون الحل فى هذه الحالة؟!.
يمكن عمل تقييم لمستوى كل عامل، بمعنى أن يتم على أساسه تقدير الأجر الذى يحصل عليه، وبالتالى فعندما يقوم المقاول بسداد الأجر التأمينى فإن ذلك يتم على أساس هذا الأجر المحدد والمتعارف عليه.

فى تقدير دكتور غادة ايضا، أنه يمكن أن يقترب التأمين الاجتماعى مع التأمين الصحى حتى نحمى العمالة غير الرسمية من كل المخاطر والتهديدات التى تتعرض لها.

هناك تقدم كبير فيما يتعلق بالتأمين على العمالة فى قطاع المقاولات، خصوصا فى العاصمة الإدارية، وبالتالى يصبح السؤال هو: كيف يمكن تقييم ذلك؟

مطلوب أن يدرك المقاولون أن التأمين على العامل سيصب فى النهاية فى صالح الجميع، وليس فقط من زواية الأجر الإضافى.

نعرف أن بعض رجال الأعمال قاوموا بضراوة تطبيق الحد الأدنى للأجور وهو ١٢٠٠ جنيه على العمال والموظفين فى شركاتهم حينما تم تطبيقه عام ٢٠١٤ على القطاع الحكومى. يومها افتعلوا كل المعوقات لتطبيقه، فما الذى يدعو رجال الأعمال والمقاولين فى القطاع غير الرسمى إلى التأمين الاجتماعى على العمال وليس حتى زيادة رواتبهم؟!.
فى كل الأحوال الفكرة التى طرحها الرئيس جيدة والأفكار التى تتحدث عنها الوزيرة ممتازة.. المهم أن نتحرك لتطبيقها على أرض الواقع.

أى موظف أو عامل يتم التأمين عليه فهو إضافة للاقتصاد القومى، ونزع فتيل قنبلة اجتماعية قد تنفجر فى وجه المجتمع بأكمله.

نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفكار غادة والى لدمج الاقتصاد غير الرسمى أفكار غادة والى لدمج الاقتصاد غير الرسمى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon