توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغزى توقيت عملية المريوطية

  مصر اليوم -

مغزى توقيت عملية المريوطية

بقلم - عماد الدين حسين

هل الانفجار الإرهابى الذى استهدف السائحين الفيتناميين مساء الجمعة الماضى فى المريوطية كان مفاجئا؟.
بالطبع نعم، لكن شخصيا كنت أضع يدى على قلبى منذ شهور طويلة، متحسبا لمثل هذه العمليات الإجرامية بين لحظة وأخرى.
المتربصون بالأمن والاستقرار فى مصر كثيرون فى الداخل والخارج، وضرب السياحة أحد الأهداف الأساسية لديهم، لأنهم يضربون عبرها أكثر من عصفور بحجر واحد.

تخيلوا كم تبلغ تكلفة العبوة الناسفة أو القنبلة التى تم تفجيرها مساء الجمعة الماضى؟!.
تكلفتها قليلة جدا، لكن آثارها للأسف كبيرة، ونتمنى أن يتم احتواؤها بأسرع ما يمكن، حتى لا تترك ندوبا على جسد السياحة التى بدأت تتعافى فى الفترة الأخيرة.
الإرهابيون يتعاملون مع السياحة باعتبارها هدفا رخوا وسهلا يمكن استهدافه، مما يؤثر على الاقتصاد بأكمله، مثلما يتعاملون مع الأقباط كهدف رخو يهدفون من وراءه لإحداث فتنة طائفية داخليا وإظهار مصر كدولة غير قادرة على حماية أقباطها. 
ضرب السياحة كان هدفا لكل الجماعات الإرهابية منذ عقود طويلة. نتذكر ماذا فعلت «الجماعة الإسلامية»، طوال حقبة التسعينيات من القرن الماضى، حينما كانت دائمة الاستهداف للسائحين، وكانت قمة ذلك العملية التى وقعت فى 17 نوفمبر 1997 فى الدير البحرى بالأقصر، مما أدى إلى مصرع 58 سائحا غالبيتهم من سويسرا، الأمر الذى وجه ضربة قاصمة للسياحة وقتها.

نتذكر أيضا الضربة الموجعة فى ٣١ أكتوبر عام ٢٠١٥ حينما سقطت طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، بعد انطلاقها من مطار شرم الشيخ. وكانت النتيجة أن المدينة صارت تسكنها الأشباح، ولم تبدأ عملية التعافى إلا فى الشهور الأخيرة.
أجهزة الدولة المختلفة خصوصا وزارة السياحة، والوزيرة النشيطة الدكتورة رانيا المشاط لعبوا دورا مهما فى إصلاح وسد العديد من الثغرات، وكانت النتيجة أن معدلات السياحة بدأت تعود فى مناطق كثيرة إلى مستويات ما قبل يناير ٢٠١١، حينما وصلت أعداد السائحين إلى أكثر من ١٢ مليون سائح وقتها.
هذا التعافى يعنى أن أجهزة الأمن المختلفة لعبت دورا كبيرا فى تأمين السياحة والسائحين، ويعنى أن الخدمات تحسنت إلى حد ما فى العديد من المواقع.
وبالتالى فإن من نفذ العملية الإرهابية الأخيرة يدرك تماما كل هذه الوقائع، ويحاول بشتى الطرق عرقلة عودة السياحة إلى دورها الطبيعى والرائد فى الاقتصاد المصرى.
المنفذون اختاروا توقيتا دقيقا، أى قبل رأس السنة الميلادية بثلاثة أيام لمحاولة ليس فقط التأثير على المناسبة، بل والتأثير على الأفواج التى يفترض أن تأتى فى الشهور المقبلة.

قلت كثيرا وأكرر اليوم أنه يستحيل أن يتم منع العمليات الإرهابية تماما، لأن الاستنفار الدائم ضد طبيعة البشر، ونرى كل يوم عمليات إرهابية فى العديد من بلدان العالم، وكان آخرها فى المغرب الشقيق قبل أيام، حينما قامت عناصر إرهابية بذبح سائحتين من الدنمارك والنرويج، وفصل رأسيهما عن جسدهما.
ونرى عمليات دهس وطعن فى العديد من الشوارع الأوروبية.
لكن فى المقابل، وإذا كان مستحيلا منع العمليات الإرهابية تماما، فإن المعلومات الساخنة والدقيقة عن الشبكات الإرهابية، كفيل بأن يجفف منابع العمليات الإرهابية إلى حد كبير. مطلوب من الشرطة أن تكون لديها معلومات كاملة وتفصيلية عن المتطرفين والإرهابيين قدر الإمكان، خصوصا أولئك الذين لا توجد ملفات عنهم.
المطلوب بصفة عاجلة أن نصل إلى هؤلاء الإرهابيين، والأهم أن تقوم وزارة السياحة وسائر المؤسسات المصرية ذات الصلة بتحرك عاجل حتى لا يؤثر حادث الجمعة الماضى على التدفق السياحى. هذا الجهد ينبغى أن تبذله العديد من المؤسسات والأجهزة والوزارات والمجتمع المدنى.
الإرهابيون يحاولون عرقلة المجتمع بكل الطرق، حتى لو كان الثمن هو أرزاق ملايين المصريين. ويبقى السؤال هل يدرك الإرهابيون أنهم ينفذون أجندات أجنبية فعلا، وأن ثمن ضرب السياحة يدفعه الشعب المصرى بأكمله وليس الحكومة فقط؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى توقيت عملية المريوطية مغزى توقيت عملية المريوطية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon