بقلم: عماد الدين حسين
مساء الجمعة الماضى انتقل الحديث عن إمكانية المصالحة بين الرباعى العربى مصر والسعودية والإمارات والبحرين، من دائرة التكهنات والتسريبات إلى التأميد والعلانية.
كان ملفتا للنظر أن وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر تواجدوا فى العاصمة الإيطالية روما للحديث أمام «منتدى حوار المتوسط» وهو منصة سنوية مهمة تجمع كبار المسئولين فى العالم خصوصا وزارء الخارجية. المفاجأة ليست فى وجودهم بمكان واحد، بل حديث الثلاثة أمام المنتدى بصورة إيجابية، أو على الأقل ليست عدائية عن ملف المصالحة.
يضاف إليهم تصريحات وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية فى تويتر والتى أكدت على أهمية مجلس التعاون الخليجى.
السفير سامح شكرى قال كما نقل عنه موقع جريدة «الوطن» مساء الجمعة:
«إن مصر دائما تبحث عن الحلول فى العلاقات المشتركة، التى تستند لتاريخ طويل من العلاقات، لكن أسلوب استضافة قطر للمنظمات الإرهابية والدعم الذى قدمته للمنظمات المتطرفة والتدخلات فى غزة وليبيا، أدت إلى زعزعة الاستقرار فى المنطقة، نحن لا نرى تغيرات فى سياسة قطر، ولكن هناك أملا دائما فى تغيير سياساتها» وختم شكرى كلامه فى هذه النقطة بالقول: «أمن واستقرار مصر سينعكس على المنطقة، وعدم الاستقرار فيها، سيكون له تبعات خطيرة على المنطقة».
وزير الدولة السعودى للشئون الخارجية عادل الجبير، قال إن بلاده وجهت دعوى رسمية لأمير قطر تميم بن حمد لحضور قمة مجلس التعاون الخليجى رقم ٤٠ فى الرياض، يوم الثلاثاء المقبل. وتغيير الموقف مع قطر مرهون بخطوات منها، خصوصا ما يتعلق بوقف دعم الإرهاب.. يعرف القطريون ما عليهم فعله، وأين تكمن المشكلة، وعليهم اتخاذ الخطوات اللازمة لتخطى المشكلة، ولطالما قلنا إننا نملك تاريخا ومصيرا مشتركا مع قطر، لكن من الحيوى أن تغير قطر بعض السياسات ونتمنى حدوث ذلك، أنا متفائل. وهناك بعض التغيرات القطرية القانونية لقضية دعم الإرهاب، لكن يجب عليهم اتخاذ إجراءات إضافية وأعتقد أنهم يعرفون ما هى هذه الخطوات.
فى نفس المنتدى قال وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثان: «هناك مباحثات مع الأشقاء فى السعودية، ونأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية، وانتقلنا من طريق مسدود فى الأزمة الخليجية إلى الحديث عن رؤية مستقبلية بشأن العلاقة. لكن أى انفتاح مع الرباعى العربى لن يؤثر على الانفتاح القطرى على إيران وأن سياستنا الداخلية والخارجية ستبقى مستقلة وليست موضوع نقاش مع أى طرف. نحن نتفهم مخاوف جيراننا، ومستعدون لبحثها، ولم يعد الحديث يدور عن المطالب الـ١٣، والمفاوضات تبتعد عنها.
قبل ذلك بيوم، أى الخميس كتب وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش على تويتر مغردا عن القمة الخليجية، لكنه لم يتحدث مباشرة عن قطر. هو قال إن بلاده تتطلع بأمل للقمة الخليجية التى تستمد أهميتها مما يحمله الموقع والمكان «أى الرياض» من وزن وثقل استراتيجى».
وفى تغريدة أخرى قال قرقاش: «نؤكد التزام الإمارات بالتكتل الخليجى المؤسس فى عمق رؤيتها الحريصة على استقرار المنطقة وازدهارها وقيادة خادم الحرمين لهذا التجمع المبارك وهو خير عهد وضمان لنجاح واستمرار المسيرة المباركة التى تجمعنا قادة وشعوبا».
الأكاديمى الإماراتى د. عبدالخالق عبدالله كان حاضرا فى روما، وكتب على تويتر يقول: «استمعت إلى كلمة وزير الخارجية القطرى الذى كان تصالحيا وإيجابيا، هو أسقط أى حديث عن «الحصار» وقال: «إننا على شك تجاوز الماضى والنظر إلى المستقبل والحوار مستمر لمعالجة قضايا تفصيلية».
تلك هى تصريحات الوزراء الأربعة من مصر والسعودية والإمارات وقطر.
الملاحظة المبدئية هى وجود أجواء إيجابية وتعظيم للمشتركات، واختفاء لغة التلاسن والهجوم.
والسؤال: هل هذا يكفى للحديث عن مصالحة حقيقية أم أنه مجرد تقارب شكلى فرضته التطورات وربما الضغوط الأمريكية، وهل صحيح أن قطر تسعى للمصالحة مع السعودية فقط، خصوصا بعد أن قال وزير خارجيتها: فى بطولة الخليج لكرة القدم هزمنا الإمارات وانهزمنا من السعودية، وتلك نتيجة نراها عادلة ومقبولة!!!