توقيت القاهرة المحلي 16:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يعنى وقف البناء بالكامل؟

  مصر اليوم -

ماذا يعنى وقف البناء بالكامل

بقلم: عماد الدين حسين

هذه الرسالة وصلتنى من قارئ عزيز عن بعض مشاكل النقاط الغامضة فيما يتعلق بالأحياء التى لن يسمح بالبناء عليها، وجاء فيها:
«لا أحد يقف ضد اتجاه الدولة لضبط عملية البناء ووقف النمو العشوائى والتعدى على الأراضى الزراعية، وهى الظاهرة المؤسفة التى نعيشها منذ عشرات السنين، وكانت تمثل جريمة فى حق وطننا، ولا أحد يمكن أن يعارض ما تقوم به الحكومة من وضع اشتراطات جديدة للبناء وهو ما يمثل مكسبا كبيرا للدولة والمواطنين المصريين.
غير أن الأمر الذى أثار قلق البعض هو ما نشر أخيرا فى بعض المواقع الإخبارية، عن مسودة مقترح لقسم التصميم العمرانى والتخطيط بكلية الهندسة جامعة عين شمس، بوقف البناء بشكل كلى فى مناطق داخل 21 حيا من أحياء العاصمة والبالغ عددها 38 حيا، وأوضح مصدر بوزارة التنمية المحلية، أن هذه المسودة لم يتم اعتمادها بشكل نهائى ولذلك هى أولية ويجرى مناقشتها فى الهيئة العامة للتخطيط العمرانى لإقرار ما تراه مناسبا من تعديلات عليها قبل إقرارها بشكل نهائى.
بعض سكان هذه المناطق من ملاك قطع الأراضى غير المبنية حدثونى عن مخاوفهم من أن يتم منعهم من البناء عليها، خصوصا أن خطاب الحكومة فى شأن وقف البناء كلية فى بعض مناطق محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية كمرحلة أولى تمهيدا لتعميمه على باقى المحافظات، لم يكن مصحوبا برسائل طمأنة بتعويض المضارين منهم و«هل ستعوض الدولة من سيصدر قرار بإيقاف البناء على أراضيهم؟ وهل ستمنحهم أرضا بديلة لهم فى المدن الجديدة مثلا؟ وهل قرار الوقف مؤقت أم أبدى؟
فى تقديرى الشخصى أن الدولة لا يمكن أن تقصد إلحاق الضرر بالمواطنين بإيقاف البناء على أراضيهم التى يملكونها ووفقا للتوصيات، إلا إذا كان هذا الأمر مشروطا بإعداد مخطط استراتيجى أو تفصيلى لهذه المناطق، كما أن هذا المنع يتعارض مع القانون والدستور الذى يكفل حق الملكية الخاصة.
وأظن أن الأمر فى حاجة إلى توضيح رسمى من الحكومة وإيصال رسالة طمأنة للمواطنين المعنيين، حتى لا يتم استغلال الأمر من جانب القنوات المعادية فى تزييف الحقائق وتضليل المشاهدين بالأكاذيب على غرار فيديوهات هدم البيوت التى كانوا يبثونها كذبا وزورا.
وأظن أيضا أن على الحكومة أن تبدأ فى توسعة الأحوزة العمرانية المتوقفة فى بعض المناطق منذ عام 2008، وهو أحد الأسباب التى تقف وراء موجة التعدى على الأراضى الزراعية خلال السنوات الأخيرة، فكثير من الفلاحين البسطاء لا يملكون سوى قطعة أرض مساحتها قيراط أو قيراطين ولديهم 4 أو 5 أبناء فى سن الزواج، ولم يكن أمامهم خيار سوى التعدى عليها بالبناء فى ظل غياب الحديث عن توسعة الأحوزة العمرانية ويأسهم من إمكانية البناء القانونى عليها، خصوصا أن المادة 12 فى قانون البناء الموحد تنص على: «يتم مراجعة وتحديث المخطط الاستراتيجى العام للمدن أو القرى كل خمس سنوات على الأكثر لضمان ملاءمته للتطور الاقتصادى والاجتماعى والبيئى والعمرانى والأوضاع المحلية».
انتهت رسالة القارئ العزيز وكما فهمت فهى تدور حول سؤال يراه البعض مهما وهو: إذا كان هناك إيقاف كامل للبناء فى حى مثل الدقى، وكانت هناك قطعة أرض فضاء فهل يحق لصاحبها بناء عمارة أو فيلا عليها أم لا؟ واذا كانت الإجابة هى: لا. فما هى معايير استغلال هذه الأرض؟ وهل صحيح سيتم إنشاء مرافق عامة عليها من مدارس أو مستشفيات؟ وإذا حدث ذلك فمن الذى سيحدد سعر متر الأرض؟
وهل سيكون السعر عادلا ومجزيا، خصوصا أن بعض قطع الأرض هى كل ما يملكه أصحابها وتشبه تحويشة العمر لهم؟!!
وسؤال أخير: إذا انهارت عمارة فى حى متشبع وممنوع البناء فيه فما هى الخيارات المتاحة أمام أصحابها أو قاطنيها؟
تلك أسئلة قد يراها البعض مجرد تفاصيل، وقد تكون كذلك، لكن كما نعلم فإن الشيطان يكمن دائما فى التفاصيل.
وقانا الله وإياكم من الشياطين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يعنى وقف البناء بالكامل ماذا يعنى وقف البناء بالكامل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon