توقيت القاهرة المحلي 13:08:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذى حدث فى البساتين وأطراف الجيزة؟!

  مصر اليوم -

ما الذى حدث فى البساتين وأطراف الجيزة

بقلم: عماد الدين حسين

الكتلة الأساسية للمصريين لم تلتفت لدعوات جماعة الإخوان وأعوانها للنزول أو التظاهر أو الثورة يوم ٢٠ و٢٦ سبتمبر الجارى، ورغم ذلك فقد كانت هناك بعض بؤر التوتر والغضب والتظاهر فى مناطق معدودة خصوصا أطراف بجنوب محافظة الجيزة وبنى سويف وفى حى البساتين بالقاهرة، وفى أسوان ودمياط.
من مصادر على الأرض وليس عبر وسائل إعلام الإخوان أو الحكومة، فإن من شاركوا فى هذه المظاهرات كانوا عشرات وليس حتى مئات احتجاجا على سياسة الحكومة.
بطبيعة الحال الإخوان وأنصارهم يحاولون النفخ فيها بكل الطرق لتبدو وكأنها مظاهرات حقيقية.
فى حى البساتين كانت هناك بعض الاضطرابات وحسب أحد سكان المكان وهو صديق أثق به جدا، فإن الموضوع، لم يكن له صلة بدعوات للإخوان أو محمد على من بعيد أو قريب، ربما هى الصدفة أو حتى استغلال الدعوة. الذى حدث أن الشرطة طلبت من أصحاب المقاهى والكافيتريات إغلاقها يوم ٢٠ سبتمبر. بعض الشباب، خصوصا العاطلين، معظم أوقاتهم على هذه المقاهى، حاولوا الجلوس فى أى مكان بالشارع وطلب منهم الانصراف، هنا بدأت الاحتكاكات، وفى هذه اللحظة انضم إليهم أطفال تصل أعمارهم إلى ١٦ عاما، وحاولوا مهاجمة إحدى سيارات الشرطة، وتم القبض على بعضهم. ورغم ذلك فعلينا تذكر أن عددا كبيرا من أبناء هذه المنطقة كانوا يعملون فى صناعة الرخام، وصاروا عاطلين عن العمل الأن، وبالتالى فهناك بيئة خصبة يمكن استغلالها من قبل المتربصين، وهو موضوع شديد الخطورة فى اماكن متعددة.
فى بعض قرى الصف والبدرشين والعياط، كان الأمر مختلفا إلى حد ما. المظاهرات كانت بالعشرات فى نحو ٥ قرى. الإخوان هنا لعبوا دور المحرض والمهيج، لكن معظمهم لم يشارك بصورة واضحة، خوفا من القبض عليهم، وتركوا المهمة لشباب صغير السن أو عاطلين عن العمل.
وبعض العاملين فى مصنع الطوب الطفلى فى أطفيح تظاهروا لعدم قدرتهم على تسويق منتجاتهم، وتم الاتفاق طبقا للنائب عبدالوهاب خليل مع الهيئة الهندسية على حل المشكلة بالتوريد للمشروعات القومية مباشرة.
فى السويس تم القبض على ستة أشخاص كانوا يرفعون لافتات ضد الحكومة والرئيس السيسى، والأمر نفسه حدث فى محافظة أسوان.
كل ذلك تم يوم الأحد ٢٠ سبتمبر، وفى الدعوة الثانية للتظاهر يوم الجمعة الماضى، تكرر الأمر ولكن بأعداد أقل، طبقا لمصادر على الأرض، خصوصا فى قرى بمحافظة الجيزة وأخرى فى بنى سويف، وأعلنت مصادر أمنية أنه تم القبض على مجموعة من الأشخاص حرضوا على قطع طريق الأتوستراد بالقاهرة، لكن كان واضحا أن إعلام جماعة الإخوان يحاول تضخيم الأمور. حيث خرج بعض مواطنى قرية الكداتية فى أطفيح بلافتات مؤيدة للرئيس والحكومة، ردا على ما تردد عن مظاهرات معارضة فيها.
وفى دمياط خرجت مظاهرة معارضة شارك فيها العشرات.
هذا تقريبا ما وصلت إليه من معلومات. لم تكن هناك استجابة بالمرة أوحتى التفاتة من غالبية الشعب لدعوة الإخوان، لكن كانت هناك تحركات محدودة.
مرة أخرى هل معنى كلامى أن كل المصريين راضون عن أداء الحكومة وسياساتها؟!
المؤكد أن الإجابة هى لا.. وهذا الأمر لا يحدث حتى فى أعتى النظم الديمقراطية المستقرة والفتية، فما بالك بدولة مثل مصر بها مائة مليون مواطن، ومشاكل متلتلة؟!
لكن النقطة المهمة هى التفريق بوضوح بين أن بعض المصريين غير راضين عن أداء الحكومة، وبين أنهم يوافقون على دعوات الإخوان.
وربما تكون النقطة الجوهرية التى يفترض أن تلتفت إليها الحكومة فى المرحلة المقبلة هى ضرورة الالتفات إلى وجود عدد كبير من المصريين غاضب جدا من سياسات وإجراءات حكومية متعددة، خصوصا ارتفاع أسعار الكهرباء ورسوم متعددة، ثم جاءت طريقة تطبيق قانون التصالح فى البناء لتزيد الأمر سوءا.
تقول الحكومة إن هذه القرارات مهمة للإصلاح والانطلاق إلى مرحلة جديدة، وربما يكون كلامها صحيحا، لكن طريقة وتوقيت التطبيق فى غاية الأهمية.
الأمر ببساطة لا يتعلق بالصح والخطأ، وهل هذا القرار أو الإجراء صحيح أم لا، لكن بكيفية التطبيق وموعد التنفيذ. الأمر باختصار أن بعض الإجراءات والقرارات توفر البيئة المثلى لكل المخربين والمحرضين والارهابيين لكى يستغلوها، وهذا موضوع يحتاج لنقاش لا حق إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى حدث فى البساتين وأطراف الجيزة ما الذى حدث فى البساتين وأطراف الجيزة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon