توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نواجه الإعلام المعادى؟

  مصر اليوم -

كيف نواجه الإعلام المعادى

بقلم: عماد الدين حسين

فى قاعة فسيحة بالدور السابع من مبنى التليفزيون المصرى «ماسبيرو» كان هناك عدد كبير من الإعلاميين المصريين مجتمعين صباح الاثنين الماضى، للإجابة على سؤال هو: «دور الإعلام فى مواجهة الحملات المعادية لمصر».
الدعوة وجهها كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بمشاركة حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام وعبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعدد كبير من كبار رجال الإعلام ومنهم معظم رؤساء التحرير، وكبار مقدمى البرامج الفضائية وكتاب كبار وقيادات مبنى ماسبيرو.
كرم جبر رصد فى كلمته بالأسماء والتفاصيل الشبكة الإعلامية التى تستهدف مصر من الخارج، والمدعومة من قطر وتركيا وجماعة الإخوان. ثم ترك مقعده فى منصة إدارة الندوة، وهبط إلى القاعة ليعطى الكلمة لمن يطلبها، وليوجه لهم الأسئلة بنفسه، وكان السؤال الجوهرى هو: كيف تواجه مصر هذه الحرب الممنهجة؟
الإجابات بعضها كان حماسيا وعاطفيا جدا، وبعضها كان واقعيا وعمليا ومحددا.
لفت نظرى ما قاله بعض الحاضرين، ومنهم عبدالمحسن سلامة رئىس مجلس إدارة الأهرام عن أهمية معركة الوعى، وضرورة قيام الدولة بدعم وسائل الإعلام، لأنها تقوم بتنمية وعى الشعوب وتشكيل وجدانها، كما تفعل فرنسا، التى تدعم الإعلام بعشرة مليارات يورو، آملا فى وجود نسخة دولية من الأهرام بدعم من الدولة.
محمود مسلم قال إنه ثبت أن فكرة الترفع عن الرد على الحملات المعادية ثبت فشلها.
نشأت الديهى طالب بضرورة أن تتم إدارة الإعلام بحالة وعى حقيقية، وتحديد آلية لمواجهة الإعلام المعادى.
محمد الباز طالب بضرورة «تشكيل مجلس حرب إعلامى من الخبرات الإعلامية لوضع استراتيجية واضحة لمواجهة الإعلام المعادى».
خالد ميرى طالب «بالتوقف عن تناول ما حدث فى الفترة الأخيرة» وهو يقصد بالطبع الجدل حول دور الإعلام ومدى تأثيره.
أحمد موسى أعرب عن حزنه من حال مبنى ماسبيرو، وطالب بضرورة توفير المعلومات السريعة والصحيحة للإعلام حتى يكون قادرا على الرد على الإعلام المضاد.
عبده مغربى أكد على ضرورة الحرص على وجود تميز واختلاف بين وسائل الإعلام. وسأل: «ما الذى يمنع الإعلام من أن يختلف مع أى وزير، أو حتى رئيس الوزراء، طالما أن ذلك فى إطار القانون؟».
أعجبنى أكثر وجود نبرة هادئة وموضوعية بين غالبية من تحدثوا عن عدم التفريق بين الإعلام الحكومى والإعلام الخاص، لأن الجميع شركاء فى الوطن. هذا المعنى أمر جديد ومهم، ويصلح خطأ كبيرا كان يقع فيه الجميع. وظنى أن الإعلام الخاص لعب دورا شديد الوطنية فى العديد من المحطات المهمة، وبصورة مهنية أكثر تأثيرا.
حينما طلب منى كرم جبر الحديث قلت فى عجالة لا تزيد عن دقيقتين، «إن الحل الحقيقى للموضوع الذى نتحدث عنه اليوم، هو الإيمان بأن الإعلام المهنى والحر والمتنوع والصادق والجذاب، الذى يقدم المعلومات والحقائق ووجهات النظر المختلفة، فى إطار القانون والدستور، هو أفضل علاج لمواجهة الحملات المعادية لمصر سواء جاءت من الداخل أو الخارج وسواء كانت بجهل وحسن نية أو ممهنجة وخبيثة».
هذا ما قلته صباح أمس الأول، وأضيف أن إعلامنا لايزال قويا ومؤثرا فى المنطقة بأكملها، لكنه ليس فى أفضل حالاته، ويحتاج إلى الدعم والمساندة والإصلاح حتى يتخلص من العديد من التحديات والعقبات والعراقيل، ليصبح أكثر قوة وتأثيرا وفعالية.
القصة ليست فى التفريق بين الورقى والإلكترونى ولكنها أساسا فى التأثير.
ظنى الشخصى أيضا أن الحكومة لا ينبغى أن تتعامل مع الإعلام باعتباره مشروعا ربحيا، لأنها لو فعلت ذلك، فعليها فى هذه الحال أن تترك الإعلام يدير نفسه كمشروع ربحى على أسس اقتصادية، فى حين أنه على أرض الواقع يحقق العديد من الأهداف للدولة المصرية.
على الحكومة أن تدعو المؤسسات القومية أن تتقشف فيما يمكن التقشف فيه إداريا وماليا وترفيا، لكن عليها فى المقابل أن تدعم المحتوى المهنى فى كل وسائل الإعلام الوطنى العام والخاص خصوصا المؤثر منه.
الإعلام المصرى يمتلك العديد من الكوادر والكفاءات فنيا وتحريريا، ويمكنه أن يكون أكثر فاعلية وتأثير، إذا تم استغلال كل الإمكانيات المتاحة وأحسنت إدارته. ولو حدث ذلك، فلن نشكو يومها من الإعلام المعادى، لأنه سوف يضمحل من تلقاء نفسه ويتلاشى، حينما تلتف غالبية الناس حول إعلامها الوطنى، الذى سيقدم إليها وجبات إعلامية متنوعة وجذابة والأهم صادقة ودقيقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نواجه الإعلام المعادى كيف نواجه الإعلام المعادى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon