توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبس المستثمرين.. أم مساعدتهم؟!

  مصر اليوم -

حبس المستثمرين أم مساعدتهم

بقلم: عماد الدين حسين

هل العميل أو المستثمر المتعثر يتم سجنه وعقابه، أم يتم مساعدته للخروج من تعثره، بحيث يعود للسوق مرة أخرى ويساهم فى توفير المزيد من فرص العمل؟!
هذا السؤال المهم مطروح بقوة فى الفترة الأخيرة، خصوصا بعدما تناوله الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاحه بعض المشروعات القومية الجديدة فى محافظة قنا ضمن فاعليات «أسبوع الصعيد» يوم السبت ٢٥ من ديسمبر.
الرئيس قال نصا لوزير الداخلية اللواء محمود توفيق ولوزيرة الصناعة نيفين جامع: «نريد حركة بناء وليس رصد مخالفات وقضايا. نسعى لمساندة المخالفين لتصحيح مسارهم والدعوة إلى مبادرة تهدف إلى التعاون والعمل معا فى تصويب أوضاعهم ودمجها فى المنظومة الصناعية، بما يتناسب مع المعايير المطلوبة».
السيسى قال أيضا: «وزارة الداخلية تضبط يوميا عشرات المصانع التى تعمل من دون ترخيص ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم». وقال الرئيس إنه وجه بتقنين أوضاع تلك المصانع المخالفة بدلا من اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، وأضاف: «الدولة لديها حكومة بناء وليس حكومة حساب، وسوف نقدم الدعم اللازم لكل من يحاولون العمل والتصنيع داخل مصر».
ما قاله الرئيس السيسى تطور فى منتهى الأهمية، ومن الواضح أنه لا يتعلق فقط بأصحاب المصانع المتعثرة، ولكن بالمتعثرين فى كل المجالات، مثل البنوك.
قبل أيام انفردت «الشروق» فى ملحق مال وأعمال بنشر تقرير مهم كتبته الزميلة عفاف عمار يتضمن أن طارق عامر محافظ البنك المركزى وجه رؤساء وكبار مسئولى البنوك المصرية، بمساعدة العملاء المتعثرين فى سداد قروضهم، بدلا من اتخاذ الإجراءات القانونية فقط ضدهم، علما أن القاعدة العريضة الأساسية من عملاء البنوك ملتزمون ويسددون قروضهم بصورة جيدة.
هل معنى ذلك أن تترك الدولة من لم يسدد حقوقها سواء كان فى البنوك أو المصانع حرا يفعل ما يشاء يهدد أموال الدولة والمودعين أو يطرد العاملين من مصنعه؟!
الإجابة هى لا، وأظن أن كل مرحلة لها سياسات محددة.
فى فترة معينة كان ينبغى على أجهزة الدولة أن تضرب بيد من حديد كل من لا يسدد القروض، أو يغلق مصنعه ويطرد العمالة، كان ذلك مقبولا فى ظل وجود عنف وإرهاب وتطرف ومحاولات لهدم اقتصاد الدولة وجمع الدولارات خارج الإطار الرسمى.
لكن الآن الدولة عادت قوية واستقرت، وبالتالى فان المعيار الأساسى هو التأكد أن هذا المستثمر أو المفترض أو المصنع جاد، ولم يلجأ إلى حيل للتهرب من سداد ما هو مستحق عليه، وبالتالى يمكن منحه مزيدا من الوقت حتى يتعافى ويعود منتجا، ووقتها يمكنه أن يسدد ما عليه من التزامات.
الرئيس السيسى، قال إنه «بعد حصر المصانع غير المرخصة سيتم نقلها إلى أقرب مجمع صناعى وإعطاؤها الأوراق المطلوبة لتفادى وقوعها تحت طائلة القانون، وإن الدولة أقامت ١٣ مجمعا صناعيا مجهزة بالمرافق والبنية التحتية والأمن الصناعى لتسهيل عمل المستثمرين، وسوف نساعدهم على تسويق منتجاتهم داخليا وخارجيا، والهدف هو دفع المزيد من المصانع للبدء فورا فى عمليات الإنتاج الفعلى، وإنه علينا التعلم من التجارب السابقة خصوصا الروبيكى التى كانت فكرة من عام ٢٠٠٤ ولم تتحول للإنتاج إلا قبل عامين ومدينة الأثاث بدمياط التى لم تتوافر بها بعض المواد الخام فتأخر العمل بها».
الرئيس قال إن تكلفة إقامة المجمعات الصناعية الـ١٣ التى تم افتتاحها تبلغ ١٠ مليارات جنيه، وكذلك ٦ مليارات جنيه لإمدادها بالمرافق، فى حين أن اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية قال إن الدولة ضخت استثمارات فى الصعيد بـ٥٣٫٦ مليار دولار فى السنوات السبع الأخيرة.
إذن توجه الدولة الحالى بمساندة المستثمرين والمصنعين ودعمهم بدلا من حبسهم ومطاردتهم بالإجراءات القانونية توجه ممتاز، شرط أن يترافق أيضا مع معاقبة الكسالى والمهملين والمتقاعسين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الدولة، حتى لا تصل هذه الرسالة الإيجابية من الدولة بصورة عسكية إلى هواة ومدمنى المكسب الحرام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبس المستثمرين أم مساعدتهم حبس المستثمرين أم مساعدتهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon