توقيت القاهرة المحلي 16:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تراجع فيروس كورونا.. وهل يعود؟

  مصر اليوم -

لماذا تراجع فيروس كورونا وهل يعود

بقلم: عماد الدين حسين

فى الأسابيع الماضية انخفضت الأعداد التى تعلنها وزارة الصحة يوميا للمصابين بفيروس كورونا، ثم بدأت ترتفع قليلا.
وأغرب وأعجب تفسير لهذا الانخفاض، هو التزام الناس بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات، إضافة لإجراءات الحكومة.
هو غريب وعجيب لأننا نعلم جميعا أن معظمنا لا يلتزم بهذه الإجراءات.
بعضنا التزم بالإجراءات الاحترازية فى عز انتشار الفيروس وقوته، لكن كان هناك جزء لا بأس به أيضا لم يلتزم لأسباب كثيرة.
الالتزام كان أساسه ارتداء الكمامات أو عدم النزول للشوارع طالما ليست هناك حاجة لذلك، أو التقليل من النزول قدر المستطاع.
ولمن نسى، فإن قرار فتح الاقتصاد وعودة الحياة لطبيعتها تم اتخاذه بداية من شهر يوليو الماضى، فى الوقت الذى وصلنا فيه إلى ذروة الإصابات، وهو أمر استغربه كثيرون، لكن فى ظنى أنه لم يكن هناك مفر من اتخاذ هذا القرار، حرصا على الاقتصاد القومى ومصالح الناس التى لا يمكن للحكومة أن تتحمل جلوسهم فى البيت بلا عمل، كما أن بلدانا كثيرة غنية أو متوسطة أو فقيرة، اتخذت وقتها قرارات بفتح الاقتصاد، رغم كثرة الإصابات للأسباب نفسها.
المفارقة الملفتة للنظر أنه ومع بداية شهر أغسطس بدأت أعداد الإصابات تقل بصورة لافتة.
لماذا هى مفارقة غريبة؟!
لأن ذلك تم فى اللحظة التى قلت فيها أعداد المسحات التى تجريها وزارة الصحة، وبالتالى لم يكن هناك رقم دقيق لعدد الإصابات، التى لا يمكن معرفته إلا بزيادة أعداد الفحوصات وكذلك ملاحقة وعزل المخالطين للمصابين، وهو أمر توقفنا عنه تقريبا منذ شهر إبريل الماضى.
ثانيا: وزارة الصحة لم تعد تقبل كل المصابين بكورونا، بل أصحاب الأعراض الصعبة جدا خصوصا الذين لا يستطيعون توفير جهاز تنفس صناعى فى بيوتهم، ومن تقبلهم للعلاج يتم إخراجهم بعد خمسة أو سبعة أو عشرة أيام.
ثالثا: نتيجة للأجواء السائدة، فإن كثيرين من الذين أصيبوا فضلوا تلقى العلاج فى بيوتهم، حتى لا يتعرضوا للبهدلة فى بعض المستشفيات.
هل معنى ذلك أن وزارة الصحة لم تبذل جهدا؟!
إطلاقا، هى بذلت جهودا كبيرة، لكن فى حدود إمكانياتها المحدودة وحالات المستشفيات عندنا خصوصا الحكومية.
وبالتالى فإن لا أحد فى مصر، قدم تفسيرا علميا مقنعا لتراجع أعداد الإصابات لتصل فى أحد الأيام إلى أقل من مائة مصاب يوميا، وزيادة نسبة التعافى لتزيد على 78٪ وكذلك استقرار أو انخفاض نسبة الوفيات لتصبح فى حدود ٥٪ من عدد الإصابات.
تحدث البعض عن تراجع شراسة الفيروس وتحدث البعض عن تطعيم المصريين بطعومات مختلفة فى السابق خصوصا الدرن، وتحدث البعض عن يقظة كثير من الناس وارتدائهم الكمامة، وتحدث البعض عن دور وزارة الصحة وإجراءاتها، بل وتحدث البعض عن «العناية الإلهية»، وذهب البعض للقول «إن ربنا عارف ظروفنا وبالتالى فهو يرأف بحالنا» وكأن هذه العناية مختصة بمصر فقط أو أن الله سبحانه وتعالى لا يرأف بغيرنا من عباده!!.
ربما تكون كل الظروف السابقة مجتمعة، لكن مرة أخرى لا نعرف يقينا، لماذا تراجعت الإصابات بهذا الشكل، أما الغريب فهو أن الأعداد بدأت تزيد مرة أخرى فى الأسبوع الماضى لتقفز بنسبة تزيد عن مائة فى المائة مقارنة بالأسبوع الذى سبقه!.
وبالتالى فإذا صدقنا أن أعداد الإصابات تراجعت بفضل إجراءات وزارة الصحة وزيادة وعى الناس، فهل بدء زيادة الأعداد الآن يعنى أن إجراءات الوزارة قد تراجعت وتقاعست، وأن وعى الناس عاد للانخفاض؟!!!.
أنا أميل إلى ما قالته وزيرة الصحة د. هالة زايد قبل أيام بأن حدوث موجة ثانية من كورونا، يرتبط بالشعور الزائف بالأمان، لدى الناس بأن الوباء قد انتهى، مما يدفعهم إلى التراخى فى الالتزام بالإجراءات الاحترازية، خصوصا التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات.
هذا سبب جوهرى ومهم، لكن مرة أخرى أظن أن مشكلتنا الآن أننا كمواطنين وإعلاميين لم نعد نملك معلومات كافية وكاملة وذات مصداقية عن أعداد الفحوصات، وبالتالى أعداد المصابين وفئاتهم ونوعيتهم وعمرهم وأمراضهم ومناطقهم، ولماذا زادت الأعداد، ثم انخفضت، ثم بدأت تزيد مرة أخرى.
المعلومات والبيانات الكاملة هى المدخل الصحيح لمعرفة الواقع وبالتالى العلاج الصحيح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تراجع فيروس كورونا وهل يعود لماذا تراجع فيروس كورونا وهل يعود



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon