توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة!

  مصر اليوم -

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة

بقلم - عماد الدين حسين

ما الذى فكر فيه أيمن نور وخلفه جماعة الإخوان، حينما طرحوا ما يسمى بمبادرة الحوار الوطنى مع مائة شخصية سياسية مصرية بحجة البحث عن بديل وطنى للوضع الراهن؟!.

ظنى أن الطريقة التى تم بها طرح الدعوة، والنتيجة التى انتهى إليها الموضوع برمته، تكشف عن مجموعة من الملاحظات والاخطاء التالية:

الخطأ الأول الذى وقع فيه أيمن نور والجماعة، أنهم راهنوا على نجاح الدعوة، وإرسال رسالة للحكومة بأن الجماعة لا تزال فاعلة وقادرة على التأثير فى الحياة السياسية المصرية.

الخطأ الثانى أن الواقفين خلف الدعوة نسوا أنهم صاروا يعملون رسميا وفعليا فى خدمة مشروع ضخم مناهض لدولتهم ووطنهم وحكومتهم، تقوده تركيا، أبرز ملامحه منافسة ومزاحمة المصالح المصرية، فى كل المنطقة، خصوصا السودان وليبيا وفلسطين ليس فقط بالإعلام والمال ولكن بالسلاح كما يحدث الآن فى ليبيا.

الخطأ الثالث: كيف غاب عن أصحاب الدعوة، أن يقبل أى شخص فى مصر بالحوار معهم، وهم يتباهون علنا باستخدامهم السلاح والعنف، سواء بصورة علنية كما ثبت فى العديد من الحوادث الإرهابية، مثل اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، أو العمليات التى تبنتها حركتا حسم أو لواء الثورة، وتلك التى سبق أن نفذتها مجموعة محمد كمال.

الخطأ الرابع: كيف تصورت الجماعة وحلفاؤها أن يقبل أى شخص أو جماعة الحوار معهم، وهم فى أسوأ وضع سياسى ممكن؟!.
كل من راهن عليهم الإخوان تخلوا عنهم باستثناء تركيا وقطر وبعض القوى الغربية. فى حين أن النظام المصرى تمكن من حشد تحالفات وعلاقات تعاون قوية مع كل القوى الكبرى فى العالم وفى المنطقة، من أمريكا وروسيا والصين إلى ألمانيا إلى فرنسا والسعودية والإمارات.

الخطأ الخامس: هل يعقل أنه فى الوقت الذى تبحث فيه الإدارة الأمريكية إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، أن يقبل أى تنظيم، أو سياسى محنك أن يتواصل مع الجماعة، وهى تمر بأسوا ظروفها؟.

الخطأ السادس: ما هى أوراق الضغط التى تملكها الجماعة الآن، لتغرى بها الآخرين لكى يتحاوروا معها؟!.

تنظيميا تلقت الجماعة ضربات أمنية قوية، جعلتها عاجزة عن التحرك إلى حد كبير، وصار منتهى أمل أعضائها ألا يتم ملاحقتهم أمنيا، أو أن يتمكنوا من زيارة رفاقهم فى السجون.

الخطأ السابع، وإذا كان يصعب تماما تصور أن تخرج دعوة أيمن نور من دون موافقة الجماعة، أو الداعمين الكبار لها، فاحترام عقول الناس يرفض فكرة أن الجماعة لا صلة لها بالدعوة، أو أنها رفضتها لأن حجم تمثيلها قليل بثلاثة فى المائة فقط، علما بأن هناك 23 اسما فى القائمة محسوبين على الجماعة أو متحالفين معها.

هل يفهم من كل كلامى السابق أن الأوضاع فى مصر وردية وسياسات الحكومة «زى الفل»؟!.

الإجابة هى لا بالمطلق، وكتبت فى هذا المكان كثيرا عن الثمن الصعب والمؤلم الذى دفعه غالبية المصريين لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى لم يكن هناك مفر منه للأسف الشديد.

لكن ما لا تفهمه الجماعة وأنصارها، أن هناك فرقا كبيرا بين غضب بعض المصريين من الحكومة بسبب الأوضاع الاقتصادية أو التضييق على الحريات، وبين أن يؤيدوا الجماعة!!.

منطق عمل الجماعة الراهن يقوم فقط على تصيد أخطاء، أوهفوات الحكومة والمسئولين، وتضخيمها إعلاميا فى برامج السهرة التى يقبل عليها بعض المصريين، بسبب تراجع هامش الحرية فى الإعلام الرسمى والخاص فى الداخل.

بطريقة أخرى، فإنه لو اختفت فضائيات الإخوان بالخارج، أو لو أن الحكومة نجحت فى تحسين الأوضاع الاقتصادية، أو تحقيق حد أدنى من التوافق الوطنى مع القوى السياسية المدنية، وزيادة هامش الحرية، فقد يختفى إلى حد كبير تأثير الجماعة.

هذه الدعوة ونهايتها الدرامية، تكشف من ضمن ما تكشف عن مأساة المعارضة من الخارج، أو الارتهان لقوى خارجية مختلفة، وهو المعنى الذى تكرر تقريبا على لسان غالبية الشخصيات إلى راهنت عليها الجماعة فى مصر، فكانت النتيجة أنها تلقت خذلانا كبيرا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع         

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة 7 ملاحظات على المبادرة المرفوضة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon