توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتصرف مع إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

كيف نتصرف مع إثيوبيا

بقلم: عماد الدين حسين

فى اللحظة التى انتهت فيها القمة الإفريقية المصغرة مساء الثلاثاء الماضى، أصيب معظم المصريين بالإحباط.
وفى اللحظة التى أعلن فيها رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد خلال القمة أن بلاده أنهت بنجاح الملء الأول لسد النهضة، شعر غالبية المصريين، أن إثيوبيا تصرفت بكل صلف وعنجهية وتحدٍ بل ونذالة.
قبل ثلاثة أسابيع تقريبا وخلال القمة الإفريقية المصغرة الأولى، تعهدت إثيوبيا أمام هذه القمة، بأنها لن تلجأ إلى ملء السد أو اتخاذ أى إجراءات محددة إلا بعد الوصول إلى اتفاق ثلاثى مع مصر والسودان.
وقبل أقل من أسبوع، أعلن وزير الرى الإثيوبى باللغة الأمهرية المحلية، أن بلاده بدأت ملء السد، وبعد أقل من ساعتين خرج باللغة الإنجليزية لينفى ذلك بطريقة غاية فى المكر وسوء النية.
إذا وبعد أن أثبتنا كل معانى ومظاهر حسن النية طوال السنوات التسع الماضية، فقد حان الوقت لكى نتصرف بطريقة مغايرة.
لا أقصد بالمرة أن نهاجم إثيوبيا عسكريا الآن أو غدا، فلست خبيرا عسكريا، ولست مسئولا لكى أفتى فى أمور قد لا أعلم كل تفاصيلها وتوازناتها، لكن ما أقصده أن الطريقة التى تعاملنا بها مع إثيوبيا طوال الفترة الماضية لم تعد تصلح، لأنها أوصلتنا إلى هذه اللحظة العصيبة والمريرة والمحزنة والمحبطة.
جربنا معهم كل شىء، من أول المكاتب الفنية التى أفشلوها تماما نهاية بالمفاوضات داخل البيت الإفريقى، مرورا بالمفاوضات فى واشنطن برعاية أمريكية وبحضور البنك الدولى. ولم نحقق أى نتيجة.
السؤال هل لدينا خيارات أخرى مختلفة؟.
هل نعود إلى مجلس الأمن مرة أخرى، علما أن فرص الحصول على قرار ملزم من المجلس تكاد تكون معدومة، لأن الدول الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن خصوصا الصين لن يصوتوا لصالحنا، سواء لمصالحهم المتنامية مع إثيوبيا أو لاعتبارات تتعلق بصراعات مائية فى مناطقهم ولا يريدون لمجلس الأمن أن يتدخل فيها؟!
أم هل نستمر مع الاتحاد الإفريقى وهذه اللعبة العبثية، ونحن نعلم يقينا أن قلب جنوب إفريقيا مع أديس أبابا، ليس حبا فيها فقط، ولكن حتى لا تنهض مصر وتستقر اعتقادا أن مصر القوية تهدد زعامة جنوب إفريقيا للقارة؟!!.
هل ننسحب من اتفاق المبادئ الموقع فى مارس ٢٠١٥ بالخرطوم، رغم أن البعض يقول إن هذا الاتفاق هو الوثيقة الوحيدة الحديثة الملزمة لإثيوبيا بعدم التصرف الأحادى وضرورة الوصول لاتفاق.
أم هل ننسحب من كل المفاوضات ونصدر بيانا واضحا يقول إننا سئمنا من هذا العبث الإثيوبى، وهذا الصمت الدولى المريب، وأننا لم يعد لدينا أى ثقة فى المفاوض الإثيوبى أو الوسيط الإفريقى؟
هل نوجه إنذارا لإثيوبيا بأنها إذا لم تغير موقفها فورا وتقبل باتفاق عادل ومنصف، فلن يكون أمامنا مفر إلا استخدام القوة حتى تتحرك القوى الكبرى والمؤثرة التى ستدفع ثمنا كبيرا حال نشوب حرب بين مصر وإثيوبيا؟.
أطرح الأسئلة السابقة ولا أزعم أننى أمتلك إجابات شافية عليها، لكن أظن أن مصريين كثيرين يفكرون مثلى، ويريدون نتائج عملية سريعة على الأرض.
أعرف تماما أن هناك حسابات سياسية واقتصادية وعسكرية معقدة، تحيط بهذه الأزمة، والأمور ليست بالبساطة التى يظنها كثيرون، لكن من المهم جدا أن تحرص الحكومة والأجهزة وجميع مصادر صنع القرار على طمأنة الرأى العام المصرى، حتى تقطع الطريق على القوى التى تريد أن تصيبه باليأس والإحباط، سواء فى ليبيا أو إثيوبيا أو مواجهة الإرهاب علما أن كل الملفات متداخلة ومتشابكة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتصرف مع إثيوبيا كيف نتصرف مع إثيوبيا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon