توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهرجان الموسيقى.. لسه الأغاني ممكنة

  مصر اليوم -

مهرجان الموسيقى لسه الأغاني ممكنة

بقلم: عماد الدين حسين

فى مساء يوم الجمعة الماضى ذهبت مبكرا إلى دار الأوبرا لحضور افتتاح مهرجان الموسيقى العربية رقم ٢٨، قبل الدخول للمسرح الكبير، وجدت أطفال وشباب مركز تنمية المواهب، يمتعون الحاضرين بغناء متميز، أطفال لا تزيد أعمارهم عن عشر سنوات، يؤدون بصورة رائعة، وكان هناك غناء جماعى، ثم بعض الأصوات التى غنت منفردة.

هؤلاء وأمثالهم هم أمل مصر فى المستقبل، وهم الذين سيحافظون على ريادتها الموسيقية، هم يقدمون فنهم مجانا لكل رواد وجمهور الأوبرا فى الهواء الطلق، وهو تقليد دائم لدار الأوبرا فى مثل هذه المهرجانات السنوية الكبرى، أن تتيح الفرصة للأطفال والشباب المتميزين ودارسى الموسيقى أن يقدموا عروضهم لرواد الأوبرا، وبالتالى يمكن للمتابعين أن يكتشفوا مبكرا المواهب المميزة.

حينما دقت الساعة الثامنة، كان المسرح الكبير كامل العدد، بل تم إضافة مقاعد إضافية فى الممرات المختلفة، لاستيعاب أكبر قدر من المتفرجين، والعدد الكبير من «علية القوم» الراغبين فى متابعة هذا الحدث الكبير، خصوصا أن كثيرين يتعاملون مع هذا المهرجان، باعتباره الفرصة السنوية «لتنظيف وتسليك الآذان والروح» مما يعلق بها من تلوث سمعى فى كل مكان من التكاتك والميكروباصات مرورا بألفاظ وشتائم بعض الشخصيات العامة فى الفضائيات نهاية بغالبية أغانى المهرجانات!!.

فى تقدير جيهان مرسى، أمين عام المهرجان، فإن هذا الحدث الفنى الكبير يؤكد دعم الدولة للفنون الراقية والجادة والإنسانية، ونفس المعنى أكده الدكتور مجدى صابر، رئيس الأوبرا، حينما قال إن «المهرجان يبرهن على أن مصر منارة الثقافة والفنون، وتظل الأم الحنون التى تفتح ذراعيها لجميع المبدعين والمثقفين من جميع البلدان، وأنها نقطة الالتقاء التى تتوحد عندها الشعوب العربية».

وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم قالت إن «المهرجان ودار الأوبرا صارا جدار الصد الأول لكل محاولات التشويه الفنية والموسيقية، وأن هذه الدورة رقم ٢٨ تتزامن مع ذكرى مرور ١٥٠ عاما على تأسيس أول دار أوبرا فى مصر والعالم العربى، وهو الأمر الذى يؤهل دار الأوبرا لتكون مراكزا للإشعاع الثقافى والفنى والحارس الأمين على تراث وهوية الموسيقى والأغنية العربية».

بعد الكلمات الثلاثة لجيهان مرسى ومجدى صابر وإيناس عبدالدايم، وبعد تكريم بعض رموز الموسيقى والغناء، جاء دور محمد منير الذى لاقى تصفيقا كبيرا من الحاضرين حينما صعد لخشبة المسرح الكبير.

منير هو واحد من ألمع المطربين المصريين الآن، يكاد يكون هناك إجماع عليه، هو يعرف قيمة نفسه، وقيمة فنه، وربما هو من القلائل جدا الذين تمكنوا من الوصول إلى الشباب صغير السن بالأغانى العاطفية والراقية، وإلى عقول الكبار بمواقفه السياسية والاجتماعية التقدمية، والمنحازة دوما إلى هموم الناس وقضاياهم الأساسية.

إصابة منير بالانزلاق الغضروفى جعلته يغنى جالسا على كرسى، وهو أمر صعب جدا لهذا الفنان الكبير، الذى كان اشتهر بالحركة الدائمة على المسرح، هذه الإصابة كان البعض يعتقد أنها ستؤثر على أدائه فى المرة الأولى، التى يصعد فيها إلى خشبة مسرح الأوبرا منذ عام ٢٠٠٨، لكن ولأنه فنان أصيل، فقد نسى إصابته، واندمج تماما مع أغانيه ومع جمهوره، وصال وجال لمدة قاربت ساعة ونصف الساعة متواصلة قدم خلالها أبرز أغانيه، والتى حرص أن تكون متنوعة زمنيا وموضوعيا، وتفاعل معه الجمهور فى كل أغانيه خصوصا حينما غنى: «على صوتك بالغنا.. لسه الأغانى ممكنة».

بين كل أغنية وأخرى كان منير يخاطب الجمهور فى موضوعات مختلفة مثل موقفه الواضح والمبدئى من الإرهاب والتطرف مرورا بتحيته إلى حلب وسوريا، والشعب السعودى والشعب الليبى، نهاية بتمنياته الدائمة للوحدة العربية وكسر الحدود المصطنعة.

منير شديد الذكاء وصمت تماما، حينما كان بعض الجمهور يناديه: «انت الملك وانت رقم واحد»، وشديد التواضع حينما قال: لست أول المبدعين ولن أكون آخرهم، ومصر مليئة دائما بالمبدعين والمقبل أفضل، لكنه أيضا شديد الاعتداد بنفسه حينما أشار إلى دوره فى تقديم الأغنية البديلة القائمة على الإيقاع السريع فى مقابل الأغنية الطويلة النمطية والتى يراها البعض رتيبة.

مهرجان الموسيقى العربية يرقى الذوق العام، وأحد الأسلحة المهمة للتصدى للتطرف والإرهاب، ولابد أن تواصل وزارة الثقافة ودار الأوبرا مهمة وجهد الوصول بهذا الفم الراقى لغالبية الناس بحفلات عامة وبأسعار فى متناول هذه الغالبية، وهنا نسأل: هل صحيح أنه لم يعد فى مقدور الناس العادية الاستماع إلى حفلات الأوبرا، بعد أن وصل سعر بعض التذاكر إلى ١٣٠٠ جنيه، أم أن هذا الاتهام غير صحيح؟!.

سؤال مهم سأعود إليه لاحقا إن شاء الله. فى كل الأحوال تحية تقدير وشكر واجبة، لكل المسئولين عن مهرجان الموسيقى العربية على هذه المتعة الصافية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرجان الموسيقى لسه الأغاني ممكنة مهرجان الموسيقى لسه الأغاني ممكنة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon