توقيت القاهرة المحلي 14:28:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللعبة الإثيوبية الشريرة

  مصر اليوم -

اللعبة الإثيوبية الشريرة

بقلم: عماد الدين حسين

وزير الخارجية الإثيوبى جيدو أندار جاشيو؟؟؟ قال فى بيان لوزارته يوم الخميس قبل الماضى: نؤيد مواصلة مفاوضات سد النهضة بحسن نية، لمعالجة القضايا المعلقة، لكن شرط ألا تقيد حق إثيوبيا فى استخدام النيل الأزرق».
السؤال البديهى ما هى ترجمة الفقرة الأخيرة من كلام المسئول الإثيوبى أى عبارة: «شرط ألا يقيد حقنا فى استخدام النيل الأزرق»؟!
ببساطة وهدوء وبوضوح الوزير الإثيوبى يريد أن يقول لنا فى مصر والسودان إن هذا النهر صار نهرنا بالكامل، ولم نعد نعترف به نهرا عابرا لحدود أكثر من دولة، وبالتالى حقنا أن نفعل فيه ما نشاء.
وللموضوعية أيضا فإن المسئولين الإثيوبيين لم يعودوا يخفون حقيقة أحلامهم أو آمالهم أو أوهامهم أو أهدافهم بشأن نهر النيل، وبالصدفة فإن وزير الخارجية الإثيوبى نفسه قال عبارة مهمة جدا؛ حيث كتب على تويتر يوم ٢٢ يوليو الماضى: «كان اسمه نهر النيل، وأصبح النهر بحيرة، ستحصل منه إثيوبيا على التنمية التى تريدها.. فى الواقع النيل لنا».
هذه العبارة كتبها جاستيو؟؟؟؟ بعد لحظات من إعلان أديس أبابا أنها أكملت الملء الأول لسد النهضة، بقرار فردى بعيدا عن الاتفاق مع مصر والسودان، طبقا لما تم الاتفاق عليه سابقا.
كلام وزير الخارجية الإثيوبى هو أوضح وأجلى تعبير عن حقيقة الأهداف الإثيوبية، الرجل لا يريد أن يترك لنا أى فرصة لالتماس حسن النية عندهم، أو الرهان على تغيير موقفهم عبر المفاوضات التى استمرت بطرق مختلفة منذ إعلان إثيوبيا عن فكرة السد فى إبريل ٢٠١١ وحتى ، أمس الأول، حينما حاول استعداء كل دول حوض النيل ضد مصر.
طبعا أديس أبابا لجأت لكل طرق الخداع والتحايل والمماطلة والتسويف وشراء الوقت، حتى بنت معظم السد ونفذت الملأ الأول فى محاولة لإجبار مصر على القبول بالأمر الواقع.
عبارة وزير الخارجية الإثيوبى بأن النيل أصبح بحيرة، جازمة بأن تلك هى الطريقة التى يفكر بها الإثيوبيون جميعهم من أول الجماهير المغرر بها، نهاية بالقادة من العرقيات المختلفة، الذين يختلفون فى كل شىء تقريبا ولا يتوحدون إلا على كراهية وعداوة مصر.
من بين مظاهر البلطجة الإثيوبية الحديثة ما قاله المتحدث باسم الخارجية دنيا مفتى يوم الأربعاء قبل الماضى، بأن أكثر من ٨٦٪ من مياه نهر النيل تنبع من إثيوبيا، وأن هذه المياه هى ثروة إثيوبيا الطبيعية ولا توجد مشكلة مع مصر باستثناء أن مصر تحاول احتكار نهر النيل!!.
هذا هو جوهر التفكير الإثيوبى وما سبقه كان غلوشة وكسب للوقت وبالتالى علينا أن نركز جهدنا على مواجهة هذا التفكير الشيطانى.
كلام الإثيوبيين الأخير يعنى أن إثيوبيا لديها عقيدة راسخة بأنها تملك النيل الأزرق وعلى مصر أن تقبل بأى كمية مياه تقوم إثيوبيا بتمريرها من بوابات السد، ليس باعتبارها حقا لنا، ولكن باعتبارها صدقة!.
كنت أعتقد الكراهية موجودة لدى قطاعات فقط من الشعب الإثيوبى، تم إقناعهم زورا، أن مصر سبب فقرهم، لكن الطريقة التى يتحدث بها المسئولون الإثيوبيون، تكشف عن غل وحقد وكراهية عميقة لمصر وللمصريين، لم نكن نتصوره.
صاروا يربطون فقرهم وتخلفهم منذ قديم الزمان، بخرافات أن مصر كانت تحتكر نهر النيل، وأنه حان الوقت أن تقوم إثيوبيا باحتكاره، حتى لو أدى ذلك إلى تعطيش مصر، وتبوير أراضيها الزراعية، بل وتهديد حياة كل المصريين.
فرق كبير بين وجود مجموعة متطرفة من شعب، وأن تكون الطبقة السياسية بأكملها تجاهر بهذه الروح العدوانية ضد مصر والمصريين.
وفى هذه الحالة فإذا أصرت إثيوبيا رسميا على اعتبار تصريحات مسئوليها هى موقفها الرسمى والنهائى، ففى هذه الحالة ينبغى أن نبدأ فى التعامل معهم بطريقة مختلفة تماما، وإلا فإن البديل هو إعلانهم أنهم مستعدون لبيع المياه لنا إذا فاضت عن احتياجاتهم!!
ليس عيبا أن نكون اخطأنا فى فهم وقراءة النوايا لإثيوبية فى وقت مبكر، وليس عيبا أن نقول إن حسن النية من جانبنا كان شديدا جدا، مع طرف لا يعرف أساسا معنى حسن النية، وليس عيبا أن نتحدث عن السلام ونطرق كل أبوابه!.
لكن العيب الخطير، أن نستمر فى القبول باللعبة الإثيوبية الماكرة والشريرة. علينا أن نستخلص العبر ونقفز إلى الخطوة التالية، أى أن نقول للأعور فى عينه وبصورة مباشرة وبصوت عال: «انت أعور».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعبة الإثيوبية الشريرة اللعبة الإثيوبية الشريرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon