توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ومن يحمى بعض الرجال من التحرش؟!!

  مصر اليوم -

ومن يحمى بعض الرجال من التحرش

بقلم - عماد الدين حسين

قولا واحدا ومن دون تبريرات أو تفسيرات أو حجج زائفة، ينبغى إدانة التحرش ضد النساء بصفة عامة، وأن تتم محاربة ذلك بشتى الوسائل، حتى يعود الجميع بشرا أسوياء، يحترم فيه الرجل المرأة كإنسان أولا.

الفقرة السابقة استمرار لحديث الأمس فى نفس المكان، وقد وضعتها قاطعة مانعة، حتى، لا يلومنى احد اولا أو يتصيد لى، وثانيا حتى يمكننى مناقشة الفكرة التى أراها جوهرية أيضا، وهى: إذا كان الجميع ولهم كل الحق فى مكافحة التحرش ضد النساء، ألا ينبغى أن نفكر أيضا فى حماية بعض الرجال من ابتزازهن بفكرة التحرش وهم منها أبرياء؟!

حركات وجماعات مقاومة التحرش تكسب أرضا جديدة كل يوم فى مختلف أنحاء العالم، خصوصا بعد الانتشار الواسع لحركة «Me Too» أو «أنا أيضا» التى ظهرت عقب فضيحة منتج أو «وحش هوليوود» الأشهر هارفى ونستين.

لا أحد يشكك إطلاقا فى وجود خريطة تحرش واسعة تغطى مناطق كثيرة فى العالم، ولا ينفى إلا أعمى وجود «حيوانات بشرية» ذكورية تتعامل مع المرأة باعتبارها سلعة أو أداة جنسية للمتعة العابرة، يعطون لانفسهم الحق فى التحرش بها وانتهاكها فى كل لحظة!!

لكن فى المقابل هناك مخاوف كثيرة بدأت تظهر من استغلال بعض السيدات لهذا السلاح الفتاك لتشويه سمعة الكثيرين أو لابتزازهم، خصوصا إذا كانوا من الشخصيات العامة.

إحدى المشكلات الكبيرة فى قضية التحرش، أنه يصعب فى بعض الأحيان اثباتها، وهو ما يعرض المرأة لظلم كبير، لكن فى المقابل فإن ذلك أيضا، قد يعرض المتهمين الرجال لظلم أكبر، إذا كان الأمر يتم فقط بغرض الابتزاز أو التشويه أو السير فى ركاب القطيع العام، لان الرأى العام فى هذه الحالة سوف ينسى من المخطئ، ومن البرىء، وسوف يتذكر فقط ان هناك رجلا تم تلطيخ سمعته وسمعة اسرته باعتباره «وحشا كاسرا»!!

شخصيا مستعد لتصديق أنه من بين كل مائة حالة تحرش، هناك تسعون حالة حقيقية، أى تسعون متهما من الرجال. هؤلاء تكلمت عنهم بالأمس، وأدنت سلوكهم امس واليوم بلا حدود. اليوم حديثى ينصب على العشرة فى المائة من الرجال المظلومين.

ببساطة لأنه من مطالعة بعض القصص الكثيرة المنشورة عن التحرش فى العديد من بلدان العالم المختلفة، يتبين احيانا أن جزءا منها ــ وهو بسيط ــ لم يكن صحيحا أو دقيقا، وكان هدفه التشويه. حينما طالعت القصص من وجهة نظر الفتيات أو السيدات تعاطفت معهن جدا، لكن وبعد مطالعة ما قاله المتهمون الرجال، ومقارنة القصتين، يتبين أن الأمر لم يكن أبيض وأسود أو ذئبا مقابل فريسة أو طريدة، بل كان مشوشا ومتداخلا.
فى بعض الحالات لم تكن الفتاة تعرف ما هو التحرش، وفى مرات أخرى كانت تريد الإساءة للطرف الثانى، وفى مرات ثالثة كانت تجارى الموجة العامة التى انتشرت بكثرة فى الشهور الأخيرة.

أرجو ألا يفهم كلامى على أنه محاولة للسباحة ضد التيار، أو التماس أى عذر للمتحرشين. بل هو فرصة للتوسع فى عمليات التوعية والتثقيف لكل المجتمع، حتى يعرف الجميع، ما هو التعريف الحقيقى للتحرش، وكيفية مواجهته.

المسألة ليست قانونية فقط، وواهم من يتخيل انه سيتم القضاء على التحرش بمجرد تشديد القوانين. والدليل أن القوانين مشددة ومفعلة فى العديد من بلدان العالم، وبعضها متقدم جدا مثل امريكا، ورغم ذلك فان الظاهرة لم تتوقف.

الأهم فى هذا الأمر، بجانب تشديد القوانين هو البيئة المحيطة والثقافة العامة، وتعظيم القيم الدينية الموجودة فى كل الأديان فيما يتعلق بالنظرة إلى السيدات، وأن يتكاتف الجميع للقضاء عليها. لكن ومرة أخرى فلابد أن يتم ذلك بصورة عادلة وشاملة للمجتمع بأكمله، بحيث لا يتم استخدامها لابتزاز بعض الرجال، «عمال على بطال».

الموضوع ليس سهلا، وشديد التعقيد، ويحتاج إلى حراك مجتمعى على مستوى العالم، حتى يتم القضاء على الظاهرة، أو على الأقل الحد منها، على اعتبار أن القضاء عليها ليس متصورا فى الأمد القريب، باصدار قانون، أو بجرة قلم!!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومن يحمى بعض الرجال من التحرش ومن يحمى بعض الرجال من التحرش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon