توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذى تفعله روسيا إعلاميا فى مصر؟!

  مصر اليوم -

ما الذى تفعله روسيا إعلاميا فى مصر

بقلم: عماد الدين حسين

إذا كانت الولايات المتحدة ودول أوروبية كثيرة تشكو من تدخلات روسية وصينية محتملة فى الانتخابات أو فى التأثير على الرأى العام فيها، فهل من الغريب أن يكون هناك محاولات أجنبية متنوعة للتأثير فى الرأى العام المصرى؟!
أطرح هذا السؤال بعد إعلان إدارة الفيسبوك يوم الأربعاء الماضى أنها فككت شبكة روسية صغيرة من الحسابات والصفحات، كانت تهدف للتأثير فى الرأى العام الأمريكى والبريطانى والمصرى والجزائرى.
تفاصيل الخبر الغريب أن الشبكة كانت على صلة بوكالة أبحاث الإنترنت الروسية، التى تربطها علاقة قوية بالحكومة الروسية، ومتهمة بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية عام ٢٠١٦.
وحسب الـ«بى بى سى» فإن العملية الروسية كانت تعمل من خلال الموقع الاخبارى «بيسداتا» الذى ينشر محتواه بالإنجليزية والعربية. وحسب إدارة الفيسبوك فإن العملية حققت نجاحا محدودا، حيث لم تنجح إلا فى جذب ١٤ ألف حساب فقط، فيما بلغ عدد متابعى الصفحة الإنجليزية ٢٠٠ متابع، وإنه يمكن ربط هذه الشبكة بمؤسسات حكومية روسية.
إدارة الفيسبوك قالت إنها حذفت ١٣ حسابا وصفحتين، كانت تستهدف القضايا الجدلية فى عدة دول منها مصر، وإنها أوقفت ٥ حسابات لأنها انتهكت قواعد العمل.
حسب المحقق الأمريكى الخاص روبرت مولر فإن روسيا تدخلت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح حملة ترامب، لكنه لم يجد دليلا على التآمر من قبل الحملة.
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى كريستوفر راى، يعتقد أن المحاولات الروسية لنشر المعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعى، لم تتوقف أبدا، لكنها لم تعد بنفس النطاق الذى كانت عليه وقت انتخابات ٢٠١٦.
لا أعرف إذا كان كلام إدارة الفيسبوك أو الـ«إف بى آى» صحيحا أم لا، علما بأن روسيا تنفى دائما تدخلها فى الانتخابات الأمريكية.
لكن من الواضح أن غالبية الدول تسعى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى وسائر أدوات التكنولوجيا لتحقيق وتعظيم مصالحها السياسية والاقتصادية.
وإذا كانت روسيا تحاول التأثير فى الرأى العام الغربى أو الشرقى، فالولايات المتحدة وبلدان أوروبية عدة تفعل ذلك، لكن بطرق مختلفة.
ما يستغرب له المرء هذه الأيام أن الشكوى تأتى دائما من بلدان أوروبية وأمريكا من التدخل الروسى، رغم أننا عشنا عقودا طويلة كان فيها التدخل يحدث غالبا من طرف واحد وهو الغرب ضد الشرق.
الذين تابعوا الحرب الباردة، عقب الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥، وحتى سقوط جدار برلين عام ١٩٨٩، يدركون أن التدخل الغربى عموما والأمريكى خصوصا بطرق مختلفة إعلاميا وفنيا وثقافيا وسياسيا ومخابراتيا، كان هو الطريق الرئيسى لتفكيك الاتحاد السوفييتى أوائل التسعينيات من القرن الماضى.
الآن صارت روسيا هى الأكثر قدرة وتأثيرا فى الداخل الأمريكى والأوروبى، بل ويقال إن الصين انضمت إليها فى الفترة الأخيرة، رغم أنه من المفترض أن الغرب هو الذى يملك اليد الطولى تكنولوجيا وعلميا.
أعود إلى الشبكة الروسية التى كشفتها وفككتها إدارة الفيسبول وأسأل: إذا كان هدفها التأثير فى الانتخابات الأمريكية بعد شهرين من الآن، فما الذى كانت تحاول أن تفعله فى مصر.
البعض سوف يستعجب ويقول ما الذى يدفع روسيا للتأثير فى الرأى العام المصرى رغم أن البلدين صديقان وتربطهما علاقات وثيقة منذ سنوات طويلة جدا؟!
السؤال منطقى نظريا، لكن فى عالم السياسة لا يوجد شىء منطقى، والدليل أن إسرائيل التى تعيش عالة على الولايات المتحدة، حاولت أكثر من مرة ليس فقط التأثير عليها بل والتجسس عليها وسرقة أسرارها، كما حدث مع الجاسوس المعروف جوناثان بولارد الذى جندته إسرائيل لخدمة مصالحها وخيانة بلاده قبل عقود.
فى عالم السياسة كل دولة تعمل بالمنطق الميكافيللى، وتحاول التأثير فى كل محيطها، بل فى كل العالم إذا استطاعت، وبالتالى فالمنطق يقول إنه إذا اعترفنا بأن روسيا تحاول التأثير فى أمريكا وأوروبا، فما الذى يمنع وجود محاولات مماثلة من أمريكا وأوروبا وإسرائيل للتأثير على الرأى العام العربى بأكمله.
وبالتالى إذا صدقنا التدخل الروسى فى أمريكا وأوروبا وكل العالم، فما الذى يمنع وجود محاولات مماثلة من الغرب والشرق للتأثير على الرأى العام العربى بأكمله، وبالتالى فما الذى يمنعنا أن نفكر فى وجود حروب الجيل الرابع أو الخامس التى نسمع عنها كثيرا ولا يصدقها الكثير منا ؟!.
تقرير الفيسبوك الأخير يفترض أن يلفت نظرنا إلى ضرورة، أن نكون حذرين جدا، ونحن نطالع العديد من الأخبار والتقارير والتحليلات المصنعة فى الشرق أو الغرب أو حتى موزمبيق!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى تفعله روسيا إعلاميا فى مصر ما الذى تفعله روسيا إعلاميا فى مصر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon