توقيت القاهرة المحلي 01:04:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة إعلان أسماء الحيتان وكبار الفاسدين

  مصر اليوم -

ضرورة إعلان أسماء الحيتان وكبار الفاسدين

بقلم: عماد الدين حسين

سألت الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ظهر يوم السبت الماضى فى كفر سعد بمدينة بنها: لماذا لا تعلنون أسماء الحيتان وكبار الفاسدين الذين تم القبض عليهم أو تغريمهم ملايين الجنيهات بسبب تعديات ومخالفات البناء؟.
الرجل قال: نحن حصلنا على مليار جنيه من خمسة فقط من أصحاب الأبراج، كما أنه تم القبض على العشرات من المسئولين الفاسدين الذين سهلوا للحيتان ارتكاب جرائمهم فى التعدى على أراضى الدولة والبناء المخالف على الأرض الزراعية.
ظنى الشخصى أن الحكومة وأجهزتها المختلفة قصرت فى بداية القضية بصورة كبيرة فى إعلان وفضح وتجريس هؤلاء الحيتان والفاسدين.
بعد نهاية المؤتمر وقفنا نحن الصحفيين مع رئيس الوزراء وقلت له: من المهم الإعلان عن الإجراءات التى تم اتخاذها ضد هؤلاء، حتى تصل الرسالة لكل المجتمع بأنه لا أحد فوق القانون، خصوصا أن بعض الناس يقولون إن الحكومة تحابى كبار المعتدين على الأرض الزراعية وأراضى الدولة، وأنها لا تلتفت فقط إلا للغلابة والمساكين، وتريد أن تحصل منهم على غرامات هم غير مسئولين عنها، أو كانوا مضطرين لها، ورد رئيس الوزراء مؤكدا على تجاوبه مع الفكرة.
الرد البسيط على مثل هذا الكلام الذى يصدقه كثيرون هو أن تعلن الحكومة أولا بأول ما فعلته ضد كبار الحيتان الفاسدين.
ولا أعرف سببا منطقيا أو وجيها يمنعها من ذلك، خصوصا أن عدم الإعلان يؤدى إلى تكريس صورة نمطية بأن الحكومة تحابى الحيتان، وهو الأمر الذى تنفيه الحكومة بشدة طوال الوقت.
فى الشهور الماضية قامت أجهزة الدولة المعنية بهدم بعض الأبراج المقامة على أراضى الدولة، أو طرح النهر أو أراضٍ تخص الآثار ووزارة الدفاع، وهى قضايا لا يمكن التصالح فيها، بل واجبة الإزالة.
ظنى الشخصى أن الحكومة كان ينبغى أن تقدم الصورة بوضوح للناس وتقول لهم: «نحن لا نهدم أى عقار مخالف مأهول، أى بناه أصحابه على أرض تخصهم، لكنهم لم يحصلوا على رخصة، لكننا هدمنا فقط أبراجا مبنية على أرض الدولة، ولا يمكن التصالح فيها، ثم إنها غير مسكونة، وبالتالى كانت الرسالة ستصل للناس، بأنه لا هدم للمساكن المأهولة. وأن الدولة ستقبل التصالح فى أى مخالفة طالما أن الطرف المخالف سيدفع الغرامة المقدرة.
لا أحد عاقل يجادل فى أهمية القانون لكل المجتمع وللمستقبل، لكن فى المقابل كنت أتمنى من البداية أن تعى الحكومة لأهمية عدم وضع كل المخالفين فى سلة واحدة. بمعنى ضرورة الفصل بين صغار المخالفين وبين الحيتان الكبار الذين بنوا الأبراج العالية، سواء على أراضى الدولة أو على أرضهم بصورة غير قانونية. هؤلاء كان مهما أن يتم تجريسهم وفضحهم ومعاقبتهم بأقصى ما يتيحه القانون من شدة، لأن مخالفتهم كانت مع سبق الإصرار والترصد وسرقة حق الدولة. وفى المقابل كان ينبغى التعامل برفق أكثر مع صغار المخالفين مثل ذلك المواطن الذى بنى منزلا صغيرا على جانب حقله، أو اشترى شقة فى بناء مخالف، لأنه لم يكن يدرك أن البناء مخالف، أو كان يدرك لكنه لا يملك قيمة المخالفة.
الفصل بين الفئتين، بل وبقية الفئات كان مهما جدا، وكان سيسهل الموقف بصورة كبيرة على الحكومة ويمنع نشأة كتلة ضاغطة موحدة على الدولة، بحيث لا نجعل الناس تتعاطف مع الحوت الكبير الذى بنى عشرين برجا فى الإسكندرية مثلا، والنظر إليه باعتباره ضحية، مثله مثل الرجل المخالف فى بروز مقداره خمسين سنتيمترا مربعا!!
التفريق بين الفئات المختلفة كان سيعطى الحكومة فرصة كبيرة، لتقول للشعب إن المليارات التى ستأخذها من الحيتان الكبيرة، سوف يتم توجيهها لتنمية هذه المناطق، خصوصا فى بنيتها التحتية ومرافقها.
كنت أتمنى أن تكون البداية بالحيتان الكبيرة، وتحصيل قيمة المخالفات الكبيرة، حتى يمكن بعث رسالة لصغار المخالفين، بأن الحوت الكبير الذى دفع ٢٠٠ أو 300 مليون جنيه مخالفات عن أبراجه تم معاقبته أولا، قبل تغريم صغار المخالفين. لو حدث ذلك ما تجرأ البعض للقول بأن الفقراء والمساكين فقط هم من يدفعون المخالفات، وما تجرأت بعض وسائل الإعلام والمنصات المشبوهة على تشويه واجتراء المعلومات والحقائق.
للأسف الشديد المعالجة الحكومية للأزمة فى بدايتها لم تكن موفقة، وغابت عنها إلى حد كبير الأبعاد السياسية، مما أعطى فرصة للمتربصين وضعاف النفوس أن يصولوا ويجولوا، قبل أن تغير الحكومة طريقتها فى الأيام الأخيرة وتبدأ مخاطبة الناس بصورة صحيحة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة إعلان أسماء الحيتان وكبار الفاسدين ضرورة إعلان أسماء الحيتان وكبار الفاسدين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon