توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أولويات ولاية السيسى الثانية

  مصر اليوم -

أولويات ولاية السيسى الثانية

بقلم - عماد الدين حسين

أحد الانتقادات الرئيسية التى توجهها المعارضة للحكومة انها اهتمت فى السنوات الأربع الماضية خلال الولاية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى، بالمشروعات الكبرى، خصوصا مشروعات البنية التحتية، والحجر بدلا من الاهتمام بالتنمية الإنسانية والبشر.

من وجهة نظر الحكومة، فإنها كانت مضطرة لذلك، لأنه بالمنطق، لم يكن ممكنا الحديث عن أى نوع من التنمية من دون وجود البنية الأساسية.

هى تقول ــ ولها الحق فى ذلك ــ كيف كان يمكن اقناع مستثمر مصرى أو أجنبى بالاستثمار فى أى منطقة، لا تتوافر بها طرق وجسور؟! وكيف كان يمكن للمستثمر بدء العمل من دون وجود غاز ومحطات كهرباء، هل سيقوم بتشغيل مصنعه بمياه البحر مثلا؟!

يبدو منطق الحكومة قويا إلى حد كبير فى هذا الأمر، فالبنية التحتية حتمية، ومشكلتها أنها تستنزف أموالا كثيرة من دون أن يكون لها عائد مباشر وسريع.

تقديرى أن الحكومة كانت على حق فى هذه النقطة، لكن هناك إمكانية للجدال الكبير، فى أن هناك مشروعات كان يمكن لها الانتظار، وبالتالى يتم توجيه اموالها لمشروعات أخرى أكثر حيوية وجماهيرية.

لكن بصفة عامة الجدل فيما تم إقامته من مشروعات لم يعد مفيدا اليوم، وسيظل مادة للمناقشات التى لن تعيد الماضى. المهم أن نتعلم منه، فيما يتعلق بالمستقبل.

وبالتالى وجب علينا أن نسأل السؤال الجوهرى: إذا كانت الحكومة، قد وجهت كل جهودها وإمكانياتها فى الولاية الأولى للسيسى لإقامة مشروعات البنية التحتية.. فما هى أولوياتها فى الولاية الثانية للرئيس؟!

على المستوى الشخصى أتمنى أن يكون التعليم، فى مقدمة المشروعات الكبرى التى تتوجه إليها كل الإمكانيات. تطوير التعليم هو الهدف والمشروع الذى يفترض أن نوجه إليه كل الإمكانيات.

لدينا ميزة وهى أن وزير التعليم د. طارق شوقى أعلن قبل أيام فى مجلس النواب عن الملامح الأساسية لتطوير التعليم. والمفترض طبقا لما قاله أنه سيبدأ فى التطبيق من سبتمبر المقبل.

على المجتمع أن يناقش هذا المشروع بأكبر قدر من الموضوعية وطرح كل الأفكار بحرية حقيقية، حتى نتوصل إلى درجة عالية من التوافق، وبعدها نبدأ التطبيق.

كل الأمم المحترمة، التى حققت قدرا من التقدم، وجهت معظم مواردها لقطاعى التعليم والصحة، لأنها تدرك أنهما قاطرة أى تنمية فعلية.

إذا تمكن الرئيس السيسى وحكومته، من بدء تطوير مشروع التعليم بصورة جادة، فسوف يكون ذلك، واحدا من أهم انجازاته على الإطلاق، إضافة إلى تطبيق قانون التأمين الصحى فى الولاية الجديدة.

الأولوية المهمة التى يجب أن تركز عليها الحكومة فى السنوات الأربع المقبلة، هى توفير أكبر قدر من الوظائف، عبر إقامة المشروعات الإنتاجية التى تستوعب أكبر عدد ممكن من العمالة.

بالطبع لن تتمكن الحكومة من تحقيق ذلك بمفردها، بل عبر القطاع الخاص، إضافة إلى الفرص التى وفرتها وتوفرها مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

لكن نتمنى التركيز فى الفترة المقبلة على المشروعات الإنتاجية التى تدوم وتستمر، فرصة العمل فى مشروعات البنية الأساسية جيدة نعم، لكنها لا تدوم.

وهناك مثل شائع أن إنشاء مدينة كاملة قد يقوم بتشغيل عشرة آلاف عامل لمدة عام كامل، لكن الذى يستمر فى العمل هو عشرة فقط يقومون بالحراسة، فى حين أن إنشاء مصنع يعمل به خمسون عاملا فقط، يعنى توفير خمسين فرصة عمل دائمة.
يمكن للحكومة أن تشجع القطاع الخاص، وكل من لديه رغبة فى إقامة مشروعات إنتاجية حقيقية. وهذا النوع من المشروعات يستحق كل الدعم والمساندة والتحفيز، لأنه يحقق قيمة مضافة حقيقية.

وبجانب تطوير التعليم وتطبيق قانون التأمين الصحى وإقامة مشروعات إنتاجية توفر فرص عمل، أتمنى أن تفكر الحكومة فى تحقيق أكبر قدر من التوافق الوطنى واستعادة القوى الأساسية التى شاركت وساهمت فى ائتلاف وتحالف ٣٠ يونيو، حتى يمكن تحقيق التنمية من جهة، وفى الوقت نفسه التصدى للتطرف والعنف والإرهاب.


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولويات ولاية السيسى الثانية أولويات ولاية السيسى الثانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon