توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار مع مواطن لم يُشارك فى الانتخابات

  مصر اليوم -

حوار مع مواطن لم يُشارك فى الانتخابات

بقلم - عماد الدين حسين

هل كل من قاطع الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أو ذهب إلى اللجان، وأبطل صوته، أو أعطاه لموسى مصطفى موسى، هو خائن وعميل وإخوانى وينايرجى واشتراكى ثورى؟!

الإجابة هى: «لا» قاطعة، وأتمنى من الرئيس وأجهزة الدولة المختلفة تحليل النتائج الأخيرة، حتى تتعامل معها بالصورة الصحيحة.

هناك الملايين الذين ذهبوا للتصويت اقتناعا منهم بالرئيس عبدالفتاح السيسى وسياساته، وبعضهم أدلى بصوته من أجل الاستقرار العام للبلد فى ظل منطقة مضطربة.

لكن هناك آخرين غير الإخوان والمتطرفين، لديهم اعتراضات على بعض السياسات الراهنة، وينبغى أن تفكر الحكومة فيهم وتستمع إليهم، فإما أن تقنعهم برؤيتها وإما أن تقتنع بما يقولونه أو تتفهم وجهة نظرهم.

يوم الثلاثاء قبل الماضى وبعد أن أدليت بصوتى فى لجنة قرب قصر العينى قابلت شخصا أعرفه، وسألته السؤال التقليدى فى هذا اليوم: هل أدليت بصوتك. فقال: لا. فسألته: لماذا؟.

فبدأ يحكى لى قصته، التى أعرف بعضها بالفعل. هذا الرجل كان يعمل مشرفا فنيا متميزا فى أحد المصانع الخاصة، قبل ثورة يناير. ونتيجة للأحداث وبعض مظاهر الانفلات التى رافقت الثورة، توقف المصنع عن العمل، وأغلق أبوابه، فجلس فى البيت. ولأنه يعول أسرة بها زوجة وثلاثة أطفال، فقد اضطر أن يعمل سائقا فى إحدى المؤسسات الخاصة، براتب أقل كثيرا، علما بأنه كان ينتظر الترقى والتطور فى مهنته الأصلية، باعتباره «صنايعى» كبيرا، ويفهم فى المواتير والكهرباء، ومعظم ما له صلة بهذه الصنعة.

هذا الرجل شاب عادى، ليس له أى انتماء سياسى محدد. هو رجل على خلق، ويحرص على أداء الصلوات فى وقتها. وكل أحلامه تلخصت فى تحسن الأحوال، بحيث يضمن مستقبلا أفضل لأولاده.

هو شديد الانتقاد للمشروعات الكبرى ويقول لى: «إن الدولة تبنى مشروعات كبيرة، لكن ما أحتاج إليه أنا كمواطن أن أحصل على شقة من شقق الإسكان الاجتماعى بسعر يناسب دخلى ودخل أمثالى، لأن المطلوب منى، بعد دفعات الحجز والمقدمات والتسلم، أن أسدد شهريا نحو 900 جنيه».

هو لم يشارك فى الانتخابات، لأنه يعتقد أن السياسات الاقتصادية الراهنة للحكومة، أصابته فى الصميم، وهو غير آمن على مستقبل أولاده. يقول لى: «ليس مهما مستقبلى، المهم أريد أن أضمن حدا أدنى من الأمل لأولادى».

قلت له، ولكن الدولة لا تستطيع أن تبنى مصانع ومشروعات إنتاجية من دون وجود البنية التحتية المهمة، خصوصا الطرق ومحطات الكهرباء، فكيف نقيم مصنعا من دون وجود غاز أو كهرباء لتشغيله، أو طريق لنقل البشر والبضائع، أو مدن جديدة تقيم فيها الأجيال الجديدة؟!

ناقشته طويلا فى أهمية المشروعات الخاصة بالبنية التحتية، فتفهم بعضها وقال لى: لكن ماذا ستفيدنا بقية المشروعات الأخرى، التى يمكن تأجيلها لخلق المزيد من فرص العمل الحقيقية أو تطوير التعليم؟!.

لا أحكم على ما يقوله هذا المواطن، وأعرف أنه يقيس الأمور من منظور شخصى بحت، بل ومؤقت، وأحيانا بشعار
«أحينى اليوم وأمتنى غدا»!!.

لكن الهدف من سرد هذا النموذج، هو وجود عدد كبير من أمثال هذا الرجل، الذى لم يذهب للتصويت، ولا يتعاطف مع الحكومة، لأسباب اقتصادية فقط، تتعلق بحياته ومستقبل أولاده. هو ليس مشغولا بالمرة بالديمقراطية والتعددية، وليس مشغولا بما تبثه قنوات الإخوان من أكاذيب كثيرة.

مثل هذا النموذج ينبغى على الحكومة أن تستمع إليه وتحلل وجهة نظره، وتقدم له إجابات، لأن عدد الذين تضرروا من برنامج الإصلاح الاقتصادى كثيرون، ومعظمهم لا تشغله السياسة بمعناها المباشر. هم مشغولون بالاقتصاد، ولو عالجت الحكومة مشكلاتهم، فسوف يكونون فى صفها غدا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار مع مواطن لم يُشارك فى الانتخابات حوار مع مواطن لم يُشارك فى الانتخابات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon