توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نموذج حسين عبدالرازق المحترم

  مصر اليوم -

نموذج حسين عبدالرازق المحترم

بقلم - عماد الدين حسين

حسين عبدالرازق واحد من أصحاب الفضل على العبدلله. لم أعمل معه مباشرة. لكن عملت فى الأهالى، لمدة شهر حينما كان المرحوم محمود المراغى رئيسا لتحريرها، عقب إغلاق الحكومة لصحيفة «صوت العرب» الناصرية، التى عملت فيها بمجرد تخرجى من إعلام القاهرة عام 1986.

تأثرت بطريقة عبدالرازق، كان عبدالرازق صوت العقل والحكمة فى السياسة والصحافة اليسارية، وكان صلاح عيسى ــ رحمه الله ــ الساخر الأعظم فى «مشاغبات» أو «الاهبارية» قبل ان يسلك نفس مسار عديله بعد توليه رئاسة تحرير «القاهرة».

لا أنسى تحقيقا صحفيا مطولا لحسين وصلاح ــ وأظن كانت معهما الصحفيتان الكبيرتان وايضا الزوجتان الشقيقتان فريدة وامينة النقاش ــ قاموا به فى أفغانستان، وفضحوا فيه تورط من كانت تسميهم الحكومات العربية بـ«المجاهدين» فى تجارة المخدرات لتمويل الحرب هناك!

وطبعا هؤلاء «المجاهدين» بزعامة اسامة بن لادن كانت تمولهم وتدربهم المخابرات الامريكية وحكومات عربية كثيرة ومنها الحكومة المصرية وقتها، لاستنزاف الاتحاد السوفييتى.

فى هذا الوقت كنت أحرص على حضور ندوة الأربعاء بحزب التجمع بوسط البلد، وكان يتحدث ويحاضر فيها أساطين السياسة والاقتصاد فى اليسار المصرى، وعلى رأسهم خالد محيى الدين وإسماعيل صبرى عبدالله ورفعت السعيد وإبراهيم سعدالدين وإبراهيم العيسوى وجودة عبدالخالق وفؤاد مرسى وعبدالعظيم أنيس ورمزى زكى ومحمد سيد أحمد ولطفى الخولى، وكوكبة أخرى تحتاج إلى مجلدات.

كنت حريصا على متابعة «الأهالى» كل أربعاء، وشيئا فشيئا، بدأت أميل أكثر إلى أسلوب حسين عبدالرازق الهادئ وكتابته الرصينة، بل والمعارضة الموضوعية، المعتمدة على المعلومة، ليس التشنج والصراخ. وأظن أن قلة عدد أمثال حسين عبدالرازق، كانت أحد أسباب الأزمة الشاملة التى انتهى إليها الآن اليسار المصرى بكل فصائله.

للأسف الشديد غلب منهج الصوت العالى، على كثير من اليساريين وقتها، ولم يدركوا أنهم ركزوا على الشكل، وأهملوا المضمون وهو بناء قواعد جماهيرية. وبالطبع لا يعنى ذلك تبرئة حكومات مبارك المتعاقبة من محاصرة كل الأحزاب المدنية، وعلى رأسها حزب التجمع، لكن ضعف اليسار، هو الذى منح هذه الحكومات الفرصة للاجهاز على ما تبقى منه.

هذا ما كان، لكن ما هو حاضر ومستقبلى اسوأ بكثير مما مضى.

شىء من هذا الأمر لمسته فى مجلس عزاء الراحل الكبير حسين عبدالرازق فى جامع عمر مكرم مساء الإثنين الماضى.

الحضور كان كثيفا جدا، لدرجة أننى عندما دخلت لم أجد مكانا، وظللت واقفا، حتى انتهى المقرئ من «الربع». لكن الملاحظة الجوهرية أن غالبية الحضور كانوا من كبار السن، رجالا ونساء. ولا أعرف هل يمكن أن ينطبق ذلك على حالة اليسار المصرى بصفة عامة، بمعنى أنه لم يعد قادرا على إقناع الشباب بأفكاره، فى حين أن التيارات الظلامية المتطرفة، بما فيها داعش، تجند قطاعات واسعة من الشباب العربى؟!

ويمكن تلمس هذه الظاهرة أيضا من عجز اليسار عن تقديم وضخ دماء جديدة فى شرايين العمل الصحفى.
فى السبعينيات والثمانينيات كان غالبية شباب الصحافة لهم انتماءات أو اهتمامات أو ميول يسارية. الآن يتلاشى ذلك إلى حد كبير، وتراجع اليسار سياسيا وصحفيا. صحيح أن هناك بعض التمثيل لتيار «الاشتراكيين الثوريين» لكنه يظل شديد الهامشية.

أعود إلى نموذج حسين عبدالرازق هذا الصحفى والنقابى والسياسى الجاد والمهموم بهموم وطنه وقضايا أمته. نموذجه جعله يحظى باحترام الجميع. فى سرادق العزاء رأيت كل أنواع وألوان الطيف السياسى المصرى والصحفى، من محمد رجب أمين عام الحزب الوطنى السابق إلى محمد عبدالقدوس الإخوانى، ومن محمد فائق وحمدين صباحى وكمال ابوعيطة وعبدالحكيم عبدالناصر وجلال عارف وجمال فهمى ومحمد سامى من الناصريين، إلى بهاء ابوشقة ومنير فخرى عبدالنور وعصام شيحة الوفديين .الحكومة كانت موجودة ايضا ممثلة فى الوزير عمر مروان، ومن الوزراء السابقين حضر حسام عيسي وهشام الشريف وعماد ابوغازى وحلمى النمنم، نهاية بشخصيات عامة ومثقفين وكتاب أذكر منهم إبراهيم المعلم وزياد بهاء الدين وعمرو الشوبكى وضياء رشوان واحمد النجار ومحمد ابوالغار وفريد زهران واحمد بهاء الدين شعبان وطارق البشرى وجورج اسحاق وفهمى هويدى وعلى الدين هلال واحمد عبدالمعطى حجازى ونبيل الحلفاوي وخالد على واسامة الغزالى حرب وصلاح منتصر وليلى سويف وهيثم الحريرى وجمعا غفيرا من الصحفيين اضافة بالطبع إلى رموز اليسار وعلى رأسهم سيدعبدالعال رئيس حزب التجمع.

خالص العزاء لأسرته الكبيرة مصر، وأسرته الصغيرة وعلى رأسهم زوجته الكاتبة والصحفية فريدة النقاش.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نموذج حسين عبدالرازق المحترم نموذج حسين عبدالرازق المحترم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon