توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حدوث الضرر المائى.. كيف نحسبه؟!

  مصر اليوم -

حدوث الضرر المائى كيف نحسبه

بقلم: عماد الدين حسين

فى الأيام الماضية صارت لغة الخطاب المصرية فيما يتعلق بالتعنت الإثيوبى فى قضية سد النهضة شديدة وقوية خصوصا بعد أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أسبوعين أن مصر لن تتنازل عن قطرة مياه واحدة وأنه لا أحد بعيد عن قدرتها.
ويوم الثلاثاء الماضى تحدث وزير الخارجية السفير سامح شكرى لأكثر من وسيلة إعلام، مصرية وعربية منها الشروق حينما كان يزور الخرطوم قادما من جولة المفاوضات الأخيرة فى كينشاسا.
الوزير تحدث بلغة حاسمة كاشفا عن أن التعنت الإثيوبى أفشل جولة المفاوضات التى كان وصفها قبل بدئها بأنها تمثل (الفرصة الأخيرة).
لكن عبارة مهمة وردت فى تصريحات السفير سامح شكرى المتتالية كانت شديدة الغموض. هو قال إن مصر سوف تتحرك حينما يقع عليها الضرر فى حصتها المائية.
والسؤال المهم كيف يمكن حساب وتقدير وقوع الضرر حتى تتحرك مصر دفاعا عن حقوقها المائية الطبيعية والتاريخية؟!
المواطنون العاديون على وسائل التواصل الاجتماعى، ومعهم كثير من المتعلمين والمثقفين يعتقدون أن الصدام مع إثيوبيا قادم لا محالة وقريب جدا.
هؤلاء يعتقدون أنه طالما أن العالم كله تأكد من تعنت ومراوغة إثيوبيا طوال عشر سنوات كاملة، فلم يعد هناك حاجة لمزيد من الإثباتات حتى تتحرك مصر وتحسم الأمور، قبل أن تشرع إثيوبيا فى الملء الثانى وتغيير كل قواعد اللعبة.
لكن تعبير (حدوث الضرر) غامض خصوصا أن طرق إثباته غامضة أيضا.
المؤكد أنه قبل الملء الثانى التى قالت إثيوبيا إنه سيتم فى موسم الأمطار بداية من شهر يوليو المقبل، لن يحدث ضرر على حصة مصر، بل وإذا جاء موسم الفيضان عاليا، كما حدث فى العام الماضى، فقد لا يحدث ضرر، وهناك احتمال أنه إذا كان إيراد النهر عاديا أو متوسطا فإن إثيوبيا قد تلجأ لتقليل كمية المياه المحتجزة حتى لا تؤثر على حصة مصر، وبالتالى تستطيع وقتها بهذا المنطق أن تقول لشعبها إننا نفذنا إرادتنا وقمنا بعملية الملء الثانى متحدين مصر والسودان، وفى نفس الوقت نقول لمصر وللعالم أجمع إننا لم نؤثر على حصة مصر.
ظنى الشخصى وظن كثير من المتابعين لهذا الملف الحيوى، أن مشكلة سد النهضة ليست فى عملية الملء، فإثيوبيا نفسها قالت إنها وافقت على مد عملية الملء لتكون ما بين 5 – 7 سنوات بدلا من ثلاث سنوات.
الملء من الممكن أن يتم على مسافات طويلة أو قصيرة حسب مستوى إيراد النيل الأزرق. لكن الأخطر فى سد النهضة هو كيفية التشغيل وكيف سيكون التصرف فى مواسم الجفاف خصوصا الممتد، والأكثر أهمية هل سوف تستخدم إثيوبيا السد لفرض هيمنتها على النيل التى قال وزير خارجيتها السابق أندروجاشيو أنه (كان نهرا وصار بحيرة إثيوبية).
أن تقوم إثيوبيا بعملية الملء الثانى بصورة أحادية، فمعنى ذلك أن قواعد اللعبة سوف تتغير بالكامل، وسوف نتفاوض من موقع قوة لأنه سيكون من الصعب جدا استهداف السد عسكريا، حتى لا تغرق مساحات واسعة من السودان الشقيق، وحتى لا نتعرض لانتقادات دولية.
لا أعلم كيف يفكر المسئولون المصريون، ولا أملك معلومات كافية ودقيقة حتى يكون حكما صائبا، واثق تماما فى وطنية القائمين على إدارة هذا الملف.
لكن ما أناقشه اليوم هو ضرورة أن نعيد النظر فى مصطلح (لن نتحرك حتى يحدث الضرر). لأن هذا المنطق قد يعنى عمليا السماح لإثيوبيا بالملء الثانى بصورة أحادية، وبعدها نراقب هل أحدثت ضررا أم لا.
ظنى الشخصى، أن الضرر حصل بالفعل فى اللحظة التى بدأت إثيوبيا تتهرب من الاتفاق، وتأكد ذلك، حينما هربت من التوقيع على النسخة الأمريكية من الاتفاق فى فبراير 2020.
أتمنى أن تستمر لغتنا أكثر صلابة، وتكون مصحوبة بإجراءات على الأرض، بعد أن ثبت يقينا أن قادة إثيوبيا لا يفهمون سوى لغة القوة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدوث الضرر المائى كيف نحسبه حدوث الضرر المائى كيف نحسبه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon