توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا ننجح فى بقية القضايا؟!

  مصر اليوم -

لماذا لا ننجح فى بقية القضايا

بقلم: عماد الدين حسين

سؤال: إذا كنا قد نجحنا وأبهرنا العالم فى تعويم السفينة البنمية الجانحة «إيفر جرين» فى قناة السويس، ثم أبهرنا العالم أكثر بحفل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير، إلى متحف الحضارة بالفسطاط، فلماذا لا يكون ذلك هو النموذج المطبق فى التعامل مع جميع قضايانا ومشاكلنا المعلقة منذ عشرات السنين؟
فى أقل من أسبوع قدمت مصر للعالم أجمع صورة بهية وباهرة ومتحضرة ومتعلمة وراقية.
فى قناة السويس تمكنت الأيادى المصرية الخالصة من حل أزمة السفينة البنمية الجانحة، التى سدت مجرى القناة وعطلت جزءا كبيرا من التجارة العالمية وجعلت العالم يضرب أخماسا فى أسداس.
كثيرون راهنوا على فشل مصر فى حل المشكلة، والبعض عرض المساعدة بإخلاص، والبعض الآخر «تمنظر علينا» حينما قال: «نملك أفضل المعدات التى لا تملكها دولة أخرى»!!.
المصريون تعاملوا مع المشكلة بعلم وخبرة وتم التخطيط جيدا، فكانت النهاية السعيدة.
فى موكب المومياوات الملكية انبهر العالم أجمع بما شاهده. نجحنا لأن كل عناصر الحفل كانت مكتملة من أول تصميم عربات نقل المومياوات، وصولا إلى الأوركسترا المتألقة لنادر عباس وفريقه. كل شىء جرى التخطيط له بدقة ونظام وعلم فجاءت النتيجة بهذا الشكل المتميز.
وزارة الآثار والسياحة تعاملت مع الأمر بأفضل صورة ممكنة، والدولة والحكومة وجميع الأجهزة والمؤسسات لم تبخل بأى دعم. وبالتالى رأينا هذا النجاح الاستثنائى.
نعود لما بدأنا به. لماذا لا نتعامل مع مشاكلنا الكبرى بنفس المنطق الذى تعاملنا به مع تعويم «إيفر جرين» أو نقل المومياوات؟ لماذا تستمر بعض المشكلات العالقة لعشرات السنوات؟
العقل يتوقف عن التفكير أحيانا، حينما يرى الهمة المصرية العظيمة، التى تألقت فى القناة وموكب المومياوات، فى حين تعجز عن تنظيم التوك توك فى شوارع البلاد وحواريها؟!
اقتراحى هو أن نحدد بعض المشكلات المستمرة معنا منذ سنوات طويلة، ونبدأ فى التعامل معها بنفس الطريقة التى تعاملنا بها مع السفينة العالقة ونقل المومياوات.
قد يعترض البعض، ويقول إن المقارنة لا تجوز وإن كل مشكلة لها طبيعة مختلفة، وتفرعات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
وهذا كلام صحيح، ولكن ما أقصده هو أن ندرس هذه المشكلات بهدوء ونضع حلولا عملية لها، حتى نقضى عليها، طالما أننا نجحنا فى القناة ومتحف الحضارات.
النقطة المحورية فى هذا الأمر هو العلم والتخطيط وإسناد الأمر لأهله من الخبراء والمتخصصين، وليس للموظفين والفهلوية.
على سبيل المثال فإن نجاح عملية نقل المومياوات هى أفضل إعلان تم عن السياحة المصرية منذ عشرات السنين. لم نصرف مليما واحدا فى الخارج عن السياحة، ولم نستأجر أكبر الوكالات الإعلانية والترويجية العالمية، ولكن نفذنا عملية النقل ببراعة فانبهر العالم واندهش، وأعاد اكتشاف الوجه المشرف لمصر وحضارتها ورقيها.
نفس الأمر فإن نجاح المصريين فى حل مشكلة السفينة الجانحة هو أفضل دعاية للعامل والمهندس والمرشد المصرى، وشهادة جديدة بأنه متميز وقادر على حل أى مشكلة حينما يقرر ذلك، هذا النجاح يعالج الصورة المشوهة عن العمالة المصرية فى العديد من دول المنطقة.
إذا الوصفة بسيطة، أن يعمل كل شخص فى تخصصه، وأن يدرس ويخطط بطريقة علمية، وأن يتلقى التدريب والتأهيل المستمر فى مجاله. وألا نسمح لأهل الثقة بالوجود فى مقدمة الصفوف، إلا إذا كانوا فاهمين ومؤهلين.
النجاح فى القناة وموكب نقل المومياوات الملكية يعطينا الأمل والثقة أننا نستطيع التعامل مع بقية مشاكلنا المعقدة والعويصة والمتلتلة، بكفاءة ونجاح، إذا طبقنا نفس المنهج وهو العلم والتخطيط ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا ننجح فى بقية القضايا لماذا لا ننجح فى بقية القضايا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon