توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب أم بايدن.. عازف منفرد.. أم قائد أوركسترا؟

  مصر اليوم -

ترامب أم بايدن عازف منفرد أم قائد أوركسترا

بقلم: عماد الدين حسين

من يفوز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى ستجرى اليوم الثلاثاء الثالث من نوفمبر؟!
هذا السؤال لا يشغل فقط الناخب أو المواطن الأمريكى، لكنه يشغل غالبية بلدان العالم، والسبب أن أمريكا تعتبر عمليا جارة لغالبية بلدان العالم، بالعلاقات والسياسات والنفوذ والتأثير الإيجابى أو السلبى.
غالبية استطلاعات الرأى تتحدث وتؤكد أن بايدن هو الفائز لا محالة وبفارق يزيد أحيانا على ثمانى نقاط مئوية.
لكن أنصار ترامب يقولون إن هذه الاستطلاعات مضللة، وأصحابها هم أنفسهم الذين تحدثوا عن فوز هيلارى كلينتون بالانتخابات الماضية فى عام ٢٠١٦، ثم تفاجأ الجميع بفوز ترامب والسبب أن مراكز البحوث والاستطلاعات، لم تكن ترى جمهور ترامب الواسع.
لكن هذه المراكز تقول إنها استفادت من درس ٢٠١٦، وعدلت كثيرا من طريقة عملها، وأن هامش الخطأ فى توقعاتها سيكون قليلًا جدا، ثم إنها تقول إن هيلارى فازت فعلا فى الأصوات الشعبية، بفارق كبير عن ترامب، لكن الأخير كسب أصوات المجمع الانتخابى.
والمعروف أن النظام الانتخابى الأمريكى غريب ومتفرد جدا مقارنة بكل النظم الانتخابية فى العالم. فالمجمع الانتحابى يتكون من 535 مقعدا، وهى تساوى عدد أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب، إضافة إلى 3 مقاعد لواشنطن دى سى، ويحتاج الفائز إلى الحصول على 270 مقعدا.
هذه الانتخابات شهدت عددا قياسيا فى المصوتين مبكرا بنسبة وصلت إلى 100 مليون مصوت تقريبا، والتقديرات أن 50 مليونا سيصوتون يوم الانتخابات نفسه.
وهى الانتخابات التى سجلت رقما قياسيا فى الإنفاق بنحو 6 مليارات دولار بزيادة 2 مليار عن انتخابات 2016، إضافة إلى عشرة مليارات دولار، لانتخابات مجلسى الشيوخ والنواب التى تتم فى نفس اليوم.
حتى شهور قليلة مضت كانت التوقعات والاستطلاعات تؤكد أن ترامب سيكتسح منافسه الديمقراطى، لأن مؤشرات الاقتصاد الأمريكى جيدة جدا خصوصا معدلات النمو والتشغيل، أى فرص العمل، وهى العامل الأهم فى اتجاهات المصوتين للناخبين الأمريكيين.
نجح ترامب فى الضغط على الصين وحصل منها على العديد من الحزم الاقتصادية فى تخفيضات الرسوم الجمركية. وصلت فى إحداها إلى ٢٠٠ مليار دولار. هذه الأموال تذهب ببساطة إلى المصدرين الأمريكيين خصوصا فى الزراعة، وبالتالى كان يضمن ولاء هذه الشريحة الكبيرة فى التصويت.
العدو الأكبر الذى أصاب ترامب هو فيروس كورونا. الذى أدى لتراجع شعبيته بصورة كبيرة، وكان أفضل هدية لجو بايدن. ترامب استهان كثيرا بالفيروس، وتصرف برعونة كبيرة مما جعل أمريكا أكبر دولة فى العالم من حيث نسبة الإصابات «9477317 مليون إصابة و236 504 ألف وفاة حتى ظهر أمس الإثنين.
العامل الثانى هو مقتل المواطن الأمريكى من أصل إفريقى جورج فلويد حينما ضغط الشرطى الأمريكى الأبيض ديريك تشوفين على عنقه فى مينا بوليس بولاية مينسوتا فى ٢٥ مايو الماضى.
هذا التاريخ كان فاصلا وحاسما وقاد إلى احتجاجات واسعة ليس فى أمريكا فقط، بل فى العديد من بلدان العالم، ولم يتمكن ترامب من إخفاء تعاطفه مع البيض ضد السود.
أمريكا دولة عظيمة فعلا بتقدمها العلمى والتكنولوجى والاقتصادى وقوتها الناعمة بالسينما والجامعات والأزياء والمطاعم، لكنها تملك وجها كئيبا بالنسبة للكثير من شعوب العالم، بسبب تأييدها الأعمى للإسرائيليين الذين يحتلون أراضينا.
ترامب قلب الكثير من الموازين وغير العديد من المفاهيم، ومنها أنه قد لا يسلم السلطة بصورة طبيعية وسلمية إذا خسر الانتخابات، بسبب اعتراضه على التصويت بالبريد. وللمرة الأولى نسمع عبارات مثل احتمالات حدوث صدامات أو حتى حرب أهلية، وهى عبارات مقترنة بانتخابات تجرى فى دول شديدة التخلف.
السؤال الأهم من هو الأفضل بالنسبة لنا كعرب ترامب أم بايدن؟!
السؤال يتوقف على طبيعة من يطرحه. العديد من الحكومات العربية تتمنى فوز ترامب لأنه أقام معها علاقات وطيدة ولم يتحدث كثيرا عن الحريات والديمقراطية، وحكومات قليلة، تتمنى فوز بايدن، لكن العكس قد يكون صحيحا، بالنسبة للشعوب التى ترى فى بايدن أقل سوءا فيما يتعلق بالانحياز لإسرائيل والموقف من العنصرية.
عالميا البعض يقول أن العالم فى حاجة إلى قائد أوركسترا يشرك معه فى قيادة العالم الاتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطى والحلفاء والأصدقاء، وأن هذا العالم لا يحتاج العازف المنفرد الذى يقود العالم بتغريدات عبر تويتر.
ولكن الرأى الذى أراه قريبا من الصواب، أنه ليس مهما من الذى سيفوز، طالما أنك كدولة حصنت نفسك داخليا، بالتوافق الوطنى والتنمية الاقتصادية الشاملة، وسد كل الثغرات التى تتيح لأمريكا أو غيرها النفاذ منها. حينما تكون قويا فإن الجميع يحترمك من أول ميكرونيزيا إلى الولايات المتحدة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب أم بايدن عازف منفرد أم قائد أوركسترا ترامب أم بايدن عازف منفرد أم قائد أوركسترا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon