توقيت القاهرة المحلي 16:23:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

8 ملاحظات قبل صدور قانون البناء الجديد

  مصر اليوم -

8 ملاحظات قبل صدور قانون البناء الجديد

بقلم: عماد الدين حسين

يفترض أن يصدر قانون تراخيص البناء الجديد بين لحظة وأخرى، وكل ما نرجوه، أن يأتى القانون الجديد واضحا ومحددا ومسهلا لحياة الناس، وفى نفس الوقت محافظا على الثروة العقارية للبلد، ومانعا لتجريف الأرض الزراعية.
نعانى منذ عقود طويلة من الثغرات التى تنشأ سهوا أو عمدا فى العديد من القوانين، ومن المهم أن يأتى القانون الجديد خاليا من هذه الثغرات، حتى لا ندور حول أنفسنا فى مشاكل وأزمات متكررة ومتجددة.
الذين يعملون على القانون الجديد نتمنى أن يدرسوا كل التفاصيل الدقيقة دراسة وافية، وألا يتركوا أى ثغرة تنفذ منها «شياطين الإنس والجن» ونعيد تكرار ما مضى.
النقطة الجوهرية الأساسية أو فلسفة القانون الجديد هى أن يأتى ملبيا لحاجات الناس فى التوسع والامتداد الطبيعى. الناس تتزايد ونحتاج إلى مساكن جديدة كل فترة، والمفترض أن القانون الجديد يلبى ذلك بصورة عادلة.
حينما يكون متاحا للناس البناء بسهولة ويسر وبصورة قانونية، فلن يلجأوا للمخالفات، وإذا لجأوا يكون من حق الدولة أن تضربهم بيد من حديد.
لا يعقل مثلا أن تغلق الدولة الأحوزة العمرانية، أو لا تبنى مساكن فى المدن الجديدة، ثم تعاقب الناس لأنهم خالفوا.
النقطة الثانية، أن يتم التأنى فى إصدار القانون حتى نتأكد أنه تم سد كل الثغرات والإجابة على كل الأسئلة وبصورة عاجلة، أعرف أن هناك ضغوطا من الناس ومن اتحاد ولوبيات المقاولات بسرعة إصدار القانون، وأعرف أيضا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى طلب قبل أسبوعين سرعة إصدار القانون حتى لا يتم تعطيل حياة الناس، لكن المهم ألا تأتى هذه السرعة على حساب القانون، فيأتى مهلهلا ومليئا بالثغرات التى تتيح «للفتنة الباغية» أن تعود لممارسة هواياتها.
النقطة الثالثة، والمهمة جدا أن يتم تفكيك شبكة الفساد التى نشأت تحت حماية كل قوانين البناء السابقة، وكونت ثروات حرام ولا تزال تقاوم حتى هذه اللحظة آملة فى عرقلة صدور القانون، أو صدوره متضمنا ثغرات تتيح لها العمل بنفس القواعد السابقة.
وفى الإطار فمن المهم ألا تكون هناك جهة واحدة هى التى تتحكم فى إصدار التراخيص، مما يجعلها قادرة على التجبر والتحكم مثلما حدث فى المحليات طوال العقود الماضية.
لا نريد لجانا كثيرة، فتعيد فرض الإتاوات بصورة كبيرة، لكن نريد نظاما مبتكرا يحارب الرشوة ويمنعها من المنبع، وهذا الأمر لا يتم بالقانون المشدد فقط، ولكن بتسهيل إصدار التراخيص وتهيئة البيئة الصحيحة للبناء مثلما يحدث فى كل بلدان العالم.
النقطة الخامسة، نريد أن تكون الإجراءات مبسطة وسهلة حتى لا يتحول القانون إلى وسيلة لتعذيب الناس، مما يجعلهم يلجأون للأبواب الخلفية، لا يوجد مواطن عاقل يحب أن يكون مخالفا، إلا إذا سدت فى وجهه كل أبواب السير فى الطريق القانونى، أو كان هناك «شيطان» فى جهة حكومية زين له السير فى طريق الحرام.
النقطة السادسة، هى أن يتضمن القانون الجديد آليات واضحة وعملية وقابلة للتنفيذ، بمعنى أن القوانين القديمة كانت تتضمن تحرير المخالفات وإصدار قرارات الإزالة، لكن لا يتم تنفيذها تحت مليون حجة بيروقراطية منها عدم كفاية أفراد شرطة المرافق أو الشرطة العادية لتنفيذ المخالفات، أو أن الظروف المختلفة لا تسمح بتنفيذ القانون.
لا يمكن تصور عدم الإجابة على مثل هذه النقاط فى القانون الجديد، لأنها كانت الباب الملكى لمرور غالبية المخالفات، وليس غريبا أو مفاجئا أن كل المرتشين الذين استفادوا فى الماضى، كانت أوراقهم سليمة جدا وقانونية!.
النقطة السابعة، أن تكون اللائحة التنفيذية التى ستصدر لتنفيذ القانون الجديد واضحة جدا، وتوفق بين حق الناس فى البناء القانون والسليم وحق الدولة فى حفظ هيبتها والمحافظة على الأرض الزراعية، والبناء السليم والمخطط.
النقطة الثامنة، أن تكون العقوبات للمخالفين مشددة طالما أن الدولة فتحت أمام الناس الطريق الشرعى للبناء، وأن يكون تنفيذ العقوبات سريعا وعلنيا حتى يكون القانون رادعا.
نتمنى للمرة الأخيرة ألا نعيد إنتاج الثغرات الماضية فى القانون الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

8 ملاحظات قبل صدور قانون البناء الجديد 8 ملاحظات قبل صدور قانون البناء الجديد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon