توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المترو.. بين وزير و5 مواطنين

  مصر اليوم -

المترو بين وزير و5 مواطنين

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الثلاثاء الماضى، ركبت تاكسى من شارع التحرير بالدقى إلى ميدان لاظوغلى بوسط البلد، السائق تعرف علىَّ، وقال لى: «أنت صحفى وأشاهدك بالتليفزيون، وأحملك رسالة إلى الرئيس والحكومة وكل المسئولين، أرجوك قل لهم إننا لم نعد قادرين على تحمل الأوضاع بعد زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق». قلت له: ولكنك تملك سيارة تاكسى، فكيف تتضرر من زيادة أسعار المترو؟!».

رد بقوله: «أنا أعمل على التاكسى ولست مالكه، وأستخدم المترو يوميا، وكذلك معظم أفراد أسرتى. صار مطلوبا من اثنين من الأولاد ٢٨ جنيها يوميا بدلا من ثمانية، لأنهم مضطرون لقطع مسافة طويلة من المنزل إلى أعمالهم. مرتباتهم ضئيلة جدا. وتذكرة المترو كانت معقولة «وحنينة»، فماذا أفعل؟!

فى ثانى يوم للزيادة قابلت سيدتين فى مصعد العمارة التى أقيم فيها. قبل أن أقول صباح الخير. كانت الأسئلة تنهال من السيدتين كالطلقات السريعة: والله حرام.. هنعمل إيه.. قول للمسئولين الذين تعرفهم إن حياتنا صارت صعبة ومستحيلة.. إزاى يرفعوا أسعار تذاكر المترو بعد أقل من شهر من رفع مرتبات الوزراء؟!

فى اليوم الثالث قابلت دكتورة بجامعة إقليمية، قالت لى: «راتبى نحو ستة آلاف جنيه، ورغم ذلك، شعرت بزيادة الأسعار». هى تستقل المترو من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيا سواء لركوب أتوبيس الجامعة من منطقة الإسعاف بوسط البلد، أو لتوصيل أولادها للنادى الأهلى ومنطقة الدقى. وأحيانا يتحرك أولادها بالمترو كثيرا، حتى يوفروا استخدام السيارة الخاصة بسبب ارتفاع أسعار البنزين. قلت لها ولكن مرتبك معقول والمفروض ألا تشكين مثل الذين يحصلون على راتب ألف جنيه؟!
ردت بقولها: ليس صحيحا، المرتب بالكاد يكفى الحاجات الأساسية، وحينما ترتفع التذكرة من ٥٠٪ إلى ٢٥٠٪ فهو أمر يؤثر على كل البنود. تضيف: «طبعا أحمد الله لأن وضعى أفضل بكثير من آخرين، لكن والله تأثرت كثيرا».

فى اليوم نفسه وبينما كنت أشترى بعض الخضراوات والفاكهة من السوق الموجودة أمام محطة مترو سعد زغلول، شكا لى أحد البائعين من الزيادة. هو صار يدفع خمسة جنيهات بدلا من اثنين، فى حين أن راتبه الذى يتقاضاه أسبوعيا يكاد يكفيه للأكل والشرب فقط، وإذا مرض تكون أزمته كبيرة.

النماذج الأربعة السابقة تمثل شرائح مختلفة تركب المترو بصفة شبه يومية. وكلماتهم تعكس الواقع الصعب الذى يشعر به الجميع.

يوم الأربعاء الماضى قابلت وزيرا مرموقا فى الحكومة، ونقلت له هموم وشكاوى وأنين الناس. الرجل قال بالطبع نقدر كل ذلك، ونحن وسط عملية إصلاح اقتصادى، والمؤكد أنها ستصيب البعض بأضرار مختلفة، والهدف إنقاذ المترو، حتى لا نتفاجأ بخروجه من الخدمة. فى تقدير الوزير أنه جرى تضخيم الزيادة، فالمترو موجود فى القاهرة الكبرى فقط، ومن يستخدمونه فيها، أقل من ١٠ إلى ١٥٪، هم الذين سيدفعون التذكرة الكاملة طول الخط بسبعة جنيهات.

ولو أن هذا الراكب الذى يدفع الجنيهات السبعة، فكر فى قطع نفس المسافة من المرج إلى حلوان فقد يدفع أكثر من مائة جنيه للتاكسى العادى أو أوبر أو يدفع أكثر من عشرين جنيها إذا ركب ميكروباص لهذه المسافة. ولو أنه استقل توك توك لمسافة محطة أو محطتين فلن يدفع أقل من خمسة جنيهات.

من وجهة نظر الوزير فإن الزيادة ورغم أنها تؤثر على الركاب إلا أنها حتمية حتى لا ينهار المترو وتستمر خدمته.
قلت للوزير لكن هناك دعم يفترض أن تقدمه الدولة للمواصلات العامة؟!. رد بقوله: «هو موجود وتكلفة التذكرة الكاملة نحو ١٦ جنيها يدفع منها المواطن سبعة جنيهات فقط، كما اننا ندعم بقوة تذاكر الطلاب وذوى الاحتياجات الخاصة وكل من تعدى الستين.

تلك هى الصورة الموجودة فى الشارع. شكاوى حقيقية وأنين من المواطنين الذين صدموا بالزيادة الجديدة، وجعلت بعضهم «يكلم نفسه»، وبين وجهة نظر الحكومة التى تقول: «العين بصيرة والإيد قصيرة»!

السؤال مرة أخرى: كيف يمكن التوفيق بين وجهتى النظر وحل هذه المعضلة؟!

لا بديل عن زيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل ومقاومة الفساد، وأن تصل رسالة واضحة للمواطنين أن الحكومة استنفدت كل الخطوات قبل قرار رفع أسعار تذاكر المترو.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المترو بين وزير و5 مواطنين المترو بين وزير و5 مواطنين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon