توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة طمأنة القطاع الخاص

  مصر اليوم -

ضرورة طمأنة القطاع الخاص

بقلم - عماد الدين حسين

رجل الأعمال الكبير المهندس نجيب ساويرس قال يوم الثلاثاء الماضى إنه يتجه لتحويل نصف ثروته إلى الذهب بسبب ما أسماه «أزمة خطيرة محدقة بالعالم».

هو قال لوكالة بلومبيرج الأمريكية ــ التى قدرت صافى ثروته بـ٥٫٧ مليار دولار ــ إن أسعار أوقية الذهب تبلغ الآن ١٣٠٠ دولار، ويتوقع أن تصل إلى ١٨٠٠ دولار قريبا، وتفسيره لهذه الخطوة المفاجئة «أننا نعيش حاليا فى أزمات عديدة ويمكنك أن تنظر إلى الشرق الأوسط وبقية العالم والرئيس ترامب لا يساعد على الحل أبدا».

العالم على كف عفريت فعلا، وإذا كانت هناك بارقة أمل بعد لقاء زعيمى كوريا الشمالية والجنوبية، فإن المأساة يمكن أن تحدث هنا فى منطقتنا وإقليمنا، إذا قررت إسرائيل وخلفها ترامب، شن حرب على إيران سواء بطريقة مباشرة، أو استنزافها فى سوريا. الطبيعى ايضا أن بعض رجال الأعمال والمستثمرين سواء أكانوا كبارا أم صغارا، سيفكرون مليون مرة، قبل أن يتخذوا قرار الاستثمار فى المنطقة العربية، إلا إذا كانت عوائد الاستثمار مضمونة مليارا فى المائة.

طبعا من حق ساويرس أو أى مستثمر أن يختار الأداة أو الطريقة التى سيستثمر بها أمواله، وفى أى مكان يرغب. وبالتالى فإن أكثر ما أخشاه أن تتزايد عوامل القلق فى منطقتنا، فيتجه كثيرون إلى تحويل استثماراتهم المباشرة إلى شراء الذهب، باعتباره مخزن قيمة مضمونا بعيدا عن المغامرة و«وجع الدماغ».

هل نحن معرضون فى مصر لنفس المشكلة؟! المؤكد أن الإجابة هى نعم، وإلا ما أقدم ساويرس على خطوته، أو لقام باستثمار أمواله فى أى مشروعات داخل مصر الآن؟!

إذا السؤال الجوهرى هو: كيف يمكن للحكومة وسائر أجهزة الدولة أن تقنع أكبر عدد ممكن من المستثمرين الجادين بالاستثمار داخل مصر، بدلا من بيع مصانعهم مثلا وتحويل الأموال السائلة إلى ذهب أو حتى وضعها كودائع تدر عليهم عائدا يصل إلى ١٧٪؟!.

لو كنت مكان الحكومة والرئاسة لسارعت بتوجيه أكثر من رسالة علنية وواضحة إلى المستثمرين الجادين فى القطاع الخاص، بأن الدولة تدعمهم فعلا وليس بمجرد الكلام.

لماذا أقول ذلك؟!

لسبب بسيط هو وجود إحساس لدى البعض المستثمرين بعدم الأمان، لأسباب متعددة.

سمعت البعض يشكو من أن الحكومة، تقول لهم كلمات معسولة، لكن على أرض الواقع فإن المعاملة صعبة بسبب الروتين القاتل، إضافة إلى عامل الفساد الذى «يطفش» أى مستثمر جاد، ويلتهم أى هامش ربح حلال يمكن أن يحصل عليه.

لكن المشكلة الأكبر هى إحساس البعض الآخر بغياب أى قواعد عادلة للمنافسة فى السوق، فعندما يتنافس القطاع الخاص مع مؤسسات الحكومة، التى يتم إعفاؤها أحيانا من الضرائب أو الجمارك أو الرسوم، فإن ذلك يتسبب فى انعدام المنافسة تماما. وأعرف أن هذا الأمر كان مثار حديث بين الحكومة المصرية وبعض خبراء هيئات التمويل الدولية.

سيقول البعض إن القطاع الخاص «طماع ومحتكر وحرامية». حسنا طبقوا القانون بعدالة على الجميع، واستبعدوا أى طماع أو محتكر أو لص، بل أدخلوه السجن طبقا للقانون، لكن شجعوا المستثمر الجاد، وسهلوا له كل شىء.

يوم السبت الماضى قالت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد إن الدول تستهدف توفير ٧٥٠ ألف فرصة عمل فى العام المالى الحالى، تزيد إلى ٨٥٠ ألف فرصة عمل فى العام المالى القادم «٢٠١٨ ــ ٢٠١٩». والسؤال: أليس القطاع الخاص يلعب دورا مهما فى هذا الشأن، وينفذ نحو ثلثى الأعمال فى مصر؟! إذا كان الأمر كذلك فإن من مصلحة الحكومة، أن تدعم فعلا أى مستثمر جاد بكل الطرق، لأن جوهر المشكلة الاقتصادية فى مصر، هى فى غياب فرص عمل إنتاجية حقيقية.


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة طمأنة القطاع الخاص ضرورة طمأنة القطاع الخاص



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon