توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتحرش والكاميرا وإنجى أسامة والفيسبوك

  مصر اليوم -

المتحرش والكاميرا وإنجى أسامة والفيسبوك

بقلم: عماد الدين حسين

شكرا لكاميرا المراقبة الموجودة على معمل التحاليل فى مدخل إحدى عمارات ميدان الحرية بالمعادى. لولا هذه الكاميرا لمرت جريمة المتحرش محمد وجدى بطفلة المعادى من دون أن يعرف بها أحد. وشكرا للسيدة إنجى أسامة مكتشفة الواقعة، وهى التى وضعت الفيديو الذى كشف هوية الجانى عبر موقع الفيسبوك.
الدكتورة إنجى تعمل فى معمل تحاليل طبية فى الطابق الأرضى من العقار الموجود بميدان الحرية بالمعادى. إنجى تعمل طبيبة بالمعمل، ومعها سكرتيرة تدعى نجلاء. وقد تضامن معهما الدكتور صاحب المعمل إضافة إلى زوج إنجى حيث وصفها بأنها بـ«١٠٠ راجل».
كاميرات المراقبة صارت متاحة ورخيصة جدا، ويستخدمها الجميع فى كل المحافظات بل داخل القرى. سعر بعضها قد يكون حوالى ٣٠٠ جنيه، ورغم ذلك، يمكنها أن تفك ألغاز أخطر القضايا، ونتذكر جميعا أن كاميرات المراقبة كانت هى البطل فى واقعة الكشف على إرهابى الدرب الأحمر الحسن عبدالله، حينما تتبعته كاميرات المراقبة، من أول وضعه عبوة ناسفة أمام مسجد الاستقامة بالجيزة. حتى عاد إلى شقته فى الدرب الأحمر عبر دراجة هوائية وكان ذلك فى فبراير ٢٠١٩.
إذا كاميرات المراقبة بمختلف أنواعها من الأرخص إلى الأغلى، صارت قادرة على كشف أعقد الجرائم، ومن حسن الحظ أن غالبية المجرمين لا يتصورون إطلاقا أن هناك كاميرا ترصدهم وتتبع خطواتهم.
وفى حالتنا الأخيرة حاول المجرم الإنكار، لكنه عندما شاهد الفيديو، انهار وفر هاربا، قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه يوم الثلاثاء الماضى وتحيله إلى النيابة التى قررت حبسه.
السيدة اإنجى أسامة ضربت مثلا فى الشجاعة، وأصرت على التحدى والمواجهة، وكان يمكنها أن تصبح مثل الملايين غيرها الذين صاروا غاية فى السلبية، ويرون الأخطاء الواضحة أمامهم ولا يتحركون لتغييرها.
كان يمكنها أن تقول «وانا مالى». وكان يمكنها أن تكتفى بتخليص الطفلة من بين براثن المتهم، ثم تعود إلى بيتها وأسرتها، لكن شجاعتها الاستثنائية تجلت فى مواجهة المتهم وفضحه وتجريسه، والأهم وضع الفيديو على الفيسبوك، لتصبح فضيحة المتهم بجلاجل.
البطل الثالث فى هذه الحكاية المحزنة والمخجلة، هى وسائل التواصل الاجتماعى خصوصا الفيسبوك. كتبت وكتب غيرى كثيرا عن الآثار السلبية المتعددة لهذه الوسائل، لكن دائما كنت أقول إن ذلك ينبغى ألا ينسينا الفوائد العظيمة لهذه الوسائل فى العديد من المجالات.
مجرد أن وضعت السيدة إنجى أسامة الفيديو على الفيسبوك، صار هذا الموضوع هو التريند، الذى تفاعل معه الجميع، من كل الفئات من المواطنين العاديين إلى الفنانين ونجوم المجتمع وعلماء النفس والاجتماع. السوشيال ميديا وعلى الرغم من أخطارها الكثيرة فإنها حققت ديمقراطية شعبية فاعلة وجعلت صوت الناس مسموعا، خصوصا فى القضايا الاجتماعية والإنسانية. وفى مرات كثيرة كشفت جرائم مهمة أو سلطت الضوء على نقاط مهمة فى العديد من القرارات والقوانين
وكما كتب المؤلف محمد سليمان عبدالمالك: «لو الكاميرا مش موجودة، لو المجرم عرف يستخبى وراء الحيط نص متر كمان، لو التصوير لم يكن بهذا الوضوح، لو السيدة الشجاعة كانت خافت، ولم تتكلم، ولم تنشر ما كنا قد عرفنا شيئا، لم يكن وقتها سيسمى سترا، بل إجراما بلا دليل وانتهاكا لجسد قاصر!».
فى هذه الحكاية العديد من الدروس المستفادة منها، ضرورة أن يهتم المواطنون من الآن فصاعدا بوضع كاميرات المراقبة، ليس فقط لفضح المتحرشين ولكن أيضا لمنع وقوع العديد من الجرائم المختلفة، وتسهيل عمل الشرطة والنيابة والقضاء. أما الدرس الأهم فهو السؤال الذى يسأله كثير من الناس وهو: ما الذى حدث للمصريين، حتى يخرج من بينهم شخص مثل هذا المتحرش.
نحتاج لقراءة هادئة فى شخصية هذا المتحرش لنعرف هل هو ظاهرة فردية، أم نموذج صار منتشرا؟!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحرش والكاميرا وإنجى أسامة والفيسبوك المتحرش والكاميرا وإنجى أسامة والفيسبوك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon