توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التسجيل العقاري.. ما نحتاج إليه في 10 أشهر

  مصر اليوم -

التسجيل العقاري ما نحتاج إليه في 10 أشهر

بقلم: عماد الدين حسين

الحمد لله أنه تم نزع فتيل قنبلة المادة ٣٥ من قانون تسجيل المبانى والوحدات السكنية فى الشهر العقارى، لكن يبقى السؤال: ماذا سيحدث حينما تنتهى مهلة التأجيل فى نهاية ديسمبر المقبل؟
مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، اتفق مساء الأحد على أن تتقدم الحكومة بمشروع قانون لمجلس النواب لتعديل القانون رقم ١٨٦ لعام ٢٠٢٠، بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم ١١٤ لسنة ١٩٤٦ الخاص بتنظيم الشهر العقارى، بما يؤجل نفاذ القانون حتى نهاية ديسمبر المقبل، أى أن مدة التأجيل نحو عشرة شهور، بعد أن كان مقررا أن يبدأ سريان هذا القانون فى ٦ مارس الحالى.
الخطوة الأولى والعاجلة هى نزع فتيل المشكلة وهو ما تم بالتحرك السريع الذى بدأه حزب «مستقبل وطن» ثم قرار مجلس الوزراء يوم الأحد الماضى، ثم موافقة اللجنة التشريعية على التعديل فى مساء نفس اليوم، والمفترض أن يوافق عليه مجلس النواب بصورة نهائية خلال الأيام المقبلة.
لكن الخطوة الأهم هى ضرورة نزع كل القنابل الموقوتة من هذا القانون، وليس فقط تجميد انفجارها لعشرة شهور فقط. أتمنى أن تنشغل الوزارات المعنية فى الحكومة، ومعها سائر المؤسسات والهيئات والأجهزة ذات الصلة بالقضية بمناقشات جادة وهادئة وموضوعية، تبحث فى إبطال ألغام هذا القانون بصورة نهائية.
مرة أخرى كتبت فى هذا المكان أكثر من مرة، وقلت إنه لا خلاف مع الحكومة، على فكرة ضرورة وجود رقم قومى لكل عقار، وتسجيل كل الوحدات والمبانى والتحفيز على سداد ضريبة التصرفات العقارية وكذلك الضريبة العقارية.
ولا أحد يختلف مع الحكومة على ضرورة تحصين الملكيات، وكذلك حصر الثروة العقارية، وضبط وتأمين السوق العقارية، والقضاء على البناء غير المرخص والعشوائى.
كل ما سبق لا يختلف عليه مواطن عاقل، لكن ما يختلف عليه الجميع هو كيفية تحقيق ذلك، بحيث لا يتحول إلى وسيلة لتعذيب وإرهاق غالبية المواطنين، خصوصا أن رئيس الوزراء نفسه قال يوم الأحد الماضى إن ٩٥٪ من العقارات فى مصر غير مرخصة.
نعود إلى السؤال الجوهرى وهو: كيف يمكن المواءمة بين الهدفين، أى التسهيل على المواطنين، وتحفيزهم على التسجيل، وبين الحفاظ على حقوق الدولة؟
من بين الأفكار المطروحة فصل سداد ضريبة التصرفات العقارية عن إجراءات التسجيل العقارى، وكذلك توصيل المرافق من كهرباء وغاز ومياه وتليفونات.
والنفطة السابقة شديدة الأهمية، لأن الربط يعنى إجبار أكثر من ٩٠٪ من المصريين على التسجيل بالطريقة المتعجلة وبرسوم مبالغ فيها فعلا، بعضها مشكوك فى دستوريته مثل رسم نقابة المحامين البالغ ١٪ من قيمة كل عقد، وكذلك رسوم الأمانة القضائية البالغة ٤٥ جنيها عن كل ألف جنيه فى قيمة العقد.
صحيح أن البندين الأخيرين يخصان فقط المسار القضائى وليس الرضائى، ولكن هناك معضلة أن غالبية المصريين يفضلون سلوك المسار القضائى، ضمانا لتحصين ملكياتهم من أى جدل لاحق.
من بين المقترحات أيضا تقسيط قيمة ضريبة التصرفات العقارية والتى تبلغ ٢٫٥٪ على ثلاث أو اربع دفعات، بحيث يصبح من حق المشترى الحصول على الإشهار الرسمى بعد سداد القسط الأول والبعض يقترح تخفيض الضريبة، إذا تم بيع الوحدة نفسها للمرة الثانية خلال نفس العام، وهناك من يطالب بإلغاء التعديل تماما أو تركه مجمدا، عبر تأجيلات متوالية كما حدث مع بعض القوانين المثيرة للجدل.
وهناك مطالبات بإلغاء بند الـ١٪ الخاص بنقابة المحامين، إضافة بالطبع إلى تسهيل واختزال الإجراءات، عبر شباك واحد أو اثنين على أقصى تقدير، وأن يتم ذلك خلال أسبوع أو أسبوعين، وليس عاما أو عامين، كما كان يحدث قبل ذلك وربما أكثر.
النقطة الجوهرية التى ينبغى أن تصل لمن يضع مشروعات القوانين فى المستقبل، خاصة تلك التى تهم الأحوال المعيشية والحياتية للناس مثل التسجيل العقارى أو مخالفات البناء، هى أن يكون الهدف هو التسهيل وليس التعجيز، والتحفيز وليس الإكراه والضغط والمحاصرة.
اكتمال منظومة التسجيل مهم جدا ومفيد للمواطن وللدولة، ولكن الأكثر أهمية ألا يقود ذلك إلى توتر وعدم استقرار فى المجتمع بأكمله. وهذا ما لا يريده أحد ألا المتربصون بهذا الوطن، فلا تعطوهم الفرصة،على طبق من ذهب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسجيل العقاري ما نحتاج إليه في 10 أشهر التسجيل العقاري ما نحتاج إليه في 10 أشهر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon