توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأحزاب والانتخابات.. فرصة لتغيير الانطباع

  مصر اليوم -

الأحزاب والانتخابات فرصة لتغيير الانطباع

بقلم: عماد الدين حسين

أرجو ألا تنخدع غالبية الأحزاب المصرية كثيرا بالأرقام التى حصلت عليها فى مجلس الشيوخ، أو ستحصل عليها فى مجلس النواب الجارى انتخابه الآن.
الواقع الفعلى يقول إن هذه الأحزاب تأثيرها ضعيف، وعليها أن تبذل جهودا كبيرة على الأرض، إذا أرادت ترسيخ وجودها فى الحياة السياسية.
أتذكر أن مرشحا معروفا فى الانتخابات النيابية السابقة عام 2016 كان قد اتفق مع حزب على أن يترشح على قوائمه، وحينما كان فى طريقه لمقر الحزب لتوقيع الانضمام والترشح، تلقى اتصالا من حزب آخر بشروط أفضل، فطلب من السائق أن يعمل «يوتيرن» ويتجه لمقر الحزب الجديد، من دون أن يرمش له جفن، وخاض الانتخابات ونجح، ثم جمد عضويته فى الحزب الجديد ليصبح مستقلا.
فى انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة فإن عدد الأحزاب التى دخلت المجلس كان ١١ حزبا ارتفع إلى ١٤ حزبا بقرار رئيس الجمهورية بتعيين ١٠٠ شخص. وفى انتخابات مجلس النواب يشارك 38 حزبا، وهناك حوالى أربعة آلاف مرشح يخوضون الانتخابات بينهم 3097 مستقلا و876 حزبيا، و١١٠٥ مرشحين أساسيين واحتياطيين يتنافسون على المقاعد المخصصة للقوائم.
طبعا الملاحظة الأساسية لهذه الانتخابات وقبلها انتخابات الشيوخ هى وجود قائمة وطنية تضم ١٢ حزبا سياسيا إضافة إلى تنسيقية شباب الأحزاب.
فى انتخابات الشيوخ فازت هذه القائمة بأكثر من ٧٠٪ من المقاعد، لكن التنافس فى «النواب» أشد كثيرا إلى حد ما.
حزب مستقل وطن يمثل القوة الضاربة للقائمة والفردى ومعه أحزاب الوفد والمصرى الديمقراطى والعدل وهى أحزاب كانت تصنف نفسها كمعارضة إضافة إلى بقية الأحزاب الرئيسية خصوصا الوفد والتجمع.
القائمة المطلقة فى هذه الانتخابات، وقبلها فى الشيوخ ستقود لتمثيل حزبى كبير لمعظم الأحزاب حسب أوزانها النسبية إلى حد ما، ولكن مرة أخرى، فأغلب الظن أن غالبية هذه الأحزاب لو خاضت الانتخابات بمفردها، فربما لن يحصل معظمها على أى مقعد نظرا لضعف كوادرها جماهيريا.
والتمنى الأكبر أن يكون تمثيل هذه الأحزاب فى مجلس الشيوخ والنواب فرصة حقيقية، لتبدأ عملية تواجد حقيقى فى الشارع، بدلا من اقتصار معظمها على لافتات فوق مقراتها الخاوية إلا من عامل البوفيه!!. فى الماضى كان لها صحف ذات «شنة ورنة»، لكنها اختفت بالتدريج إلا قليلا.
الحكومة عليها واجب مهم أن تعطى هذه الأحزاب المدنية والشرعية حرية الحركة، أو أكبر هامش منها، لكن العبء الأكبر يقع على عاتق هذه الأحزاب لتقوى من نفسها.
من سوء حظ حياتنا السياسية، أن التربة الحزبية لدينا شديدة الهشاشة، والنظام الانتخابى منذ عام ١٩٥٢ عزز من فكرة المرشح الفرد أو نائب الخدمات، على حساب المرشح الحزبى صاحب البرنامج، وأفضل نظام انتخابى يعزز دور الأحزاب هو القائمة النسبية.
حينما يحدث ذلك، فإن الناخب حينما يتوجه إلى لجنة الانتخابات فإنه سيختار حزبا أو قائمة بناء على برامجها وأهدافها وشعاراتها وليس بناء على اسم المرشح وعائلته ونفوذه.
فى كل بلاد الدنيا الطبيعية، فإن المواطن ينضم للحزب ويدفع اشتراكا منتظما، لأنه مؤمن بأفكاره وبرامجه، وليس لأنه يبحث عن فرصة عمل أو رخصة فرن بلدى أو مطالب خدمية فئوية. طبعا الخدمات مهمة جدا، لكنها صارت هى العلاقة الأساسية التى تربط الناخب بالمرشح. ونتفاجأ أحيانا أن بعض المواطنين، يريد أن يحصل على مقابل من الحزب لكى ينضم إليه.
أتمنى أن تنتهز الأحزاب الفرصة وتبدأ فى النزول للشارع وتثقيف الأعضاء والكوادر، لكى يكتسبوا الوعى العام وبعدها يمكنهم أن يصوتوا لهذا الحزب أو ذاك فى أى استحقاقات انتخابية مقبلة.
جيد أن يتواجد عدد كبير من الأحزاب داخل البرلمان، لكن الجيد أكثر، أن يكون لهذه الأحزاب تأثير حقيقى فى الشارع، وليس على الورق فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحزاب والانتخابات فرصة لتغيير الانطباع الأحزاب والانتخابات فرصة لتغيير الانطباع



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon