توقيت القاهرة المحلي 14:28:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى يفيق بعض الإخوة السودانيين؟

  مصر اليوم -

متى يفيق بعض الإخوة السودانيين

بقلم: عماد الدين حسين

بالأمس كتبت فى هذا المكان تحت عنوان ليس من مصلحتنا أبدا خسارة السودان، واليوم أوجه رسالة عتاب لبعض السودانيين الذين صاروا يتعاملون مع انتقاد مصر بالحق وبالباطل وكأنه موضة العصر!!
هؤلاء تفننوا فى الانحياز السافر إلى إثيوبيا والهجوم على مصر فى مفاوضات سد النهضة، وكأن مصر صارت هى العدو فجأة.
قبل أيام أعلنت الحكومة السودانية أن منسوب تدفق النيل القادم من إثيوبيا انخفض ٩٠ مليون متر مكعب يوميا، وأن العديد من محطات مياه الشرب السودانية خرجت عن الخدمة بفعل إغلاق إثيوبيا لبعض بوابات سد النهضة.
السؤال لهؤلاء: ألم تفكروا أبدا أن إثيوبيا يمكنها أن تستخدم هذا «المحبس» ضدكم وليس ضد مصر فقط، إذا حدث أى خلاف بينكم؟!
ما هى هذه الثقة التى تجعلكم تتعاملون مع إثيوبيا، وكأنها الملاك المرسل من السماء، فى نفس الوقت الذى تكيلون فيه كل النقد والهجوم على شقيقتكم مصر؟!.
أليس واردا أن تختلف معكم اثيوبيا فى المستقبل، وتمنع عنكم المياه أو تقللها إلى أدنى درجة؟!.
لماذا لا تضعون احتمالا ولو بنسبة ١٪ أن طريقة بناء السد خاطئة، وقد تتسبب فى كارثة لكل السودان فى المستقبل، علما أن السد يقع على بعد ١٥ كم فقط من حدودكم؟!
أيها الإخوة السودانيون الذين تهاجمون مصر ليل نهار، لا نريد منكم أن تكونوا معنا، لكن على الأقل نتمنى أن تنظروا بعمق إلى مصلحة بلدكم.
ليس عيبا أن تختلفوا مع مصر بشأن أى قضية، لكن العيب الكبير أن تخلطوا بين الأمور والمسائل والقضايا. على سبيل المثال يمكن الخلاف على قضايا فرعية أو طارئة فى أى مجال بين البلدين، لكن الإصرار على إيذاء مصر فى مفاوضات سد النهضة أمر لا يغتفر ولن ينساه أى مصرى.
عليكم أن تتذكروا أمرا مهما: أنتم هنا فى هذه القضية لا تختلفون مع الحكومة أو النظام المصرى فقط، بل مع كل الشعب المصرى ولسنوات طويلة.
إصراركم على السير فى طريق الأذى، يعنى أن المصريين سوف يتذكرون طوال حياتهم، أنكم كنتم أحد الأسباب الأساسية فى تهديد حياتهم، وهو الأمر الذى سينتقل من جيل إلى جيل.
نرجوكم لا تخلطوا الأمور، ولا تثيروا فتنا ومشاكل مرت عليها مئات السنين، وحتى لو افترضنا أنها صحيحة، وهى ليست كذلك، فإنه من غير العدل والإنصاف الانتقام من مصر فى ملف مياه النيل.
حينما أقرأ بعض كتابات هذه النوعية من الإخوة السودانية، أعتقد أن كاتبها إسرائيلى أو إثيوبى، ولذلك تكون المفاجأة صادمة حينما أكتشف أن شقيقا سودانيا هو من قام بكتابتها !!.
كنت أعتقد أيضا أن فلول النظام السابق، وأنصار جماعة الإخوان، هم المحرك الأساسى لهذه الحملات الممنهجة ضد مصر، لكن من الواضح أنها تشمل أيضا بعض أنصار الفريق الجديد فى الحكم أى قوى الثورة التى أزاحت نظام عمر البشير.
مرة أخرى، من حق أى شخص أو حزب أو تيار فى السودان، أن يختلف مع الحكومة المصرية، أو حتى مع الشعب المصرى، طالما أن ذلك فى إطار الأخذ والرد والعتب، بل والاختلاف الصحى والموضوعى. المشكلة فقط أن يتحول ذلك إلى دعم إثيوبيا التى قال وزير خارجيتها علنا قبل أيام إن «النيل كان يتدفق كنهر والآن صار بحيرة إثيوبية».
بصريح العبارة، ما كان ممكنا للحكومة الإثيوبية أن تتحدى مصر وتبنى سد النهضة بهذه الطريقة من دون الدعم السودانى طوال السنوات الماضية. كثيرون منا اعتقدوا أن هذه السياسة سوف تطوى مع سقوط البشير، لكن للأسف استمرت بطريقة أو بأخرى. وهناك بعض المسئولين السودانيين يتصرفون ويتحركون وكأنهم أعضاء فى حكومة أديس أبابا، وليس فى دولة عربية شقيقة، تربطنا بهم الأخوة والعروبة والديانة والعادات والتقاليد، والأهم المستقبل.
مرة أخرى أكرر أن مصلحة مصر والسودان أن تربطهما علاقات مصالح متبادلة، وعليهما البحث فى الوصول لصيغة عملية تحفظ حقوق البلدين فى ظل المتغيرات التى عصفت بالبلدين وبالمنطقة وبصعود أجيال جديدة لا تعرف الكثير عن التاريخ القديم. علينا أن نجد طريقة سريعة للتعامل مع هؤلاء الذين يريدون تفجير العلاقات طوال الوقت، ويبحثون فقط عما يوتر ويعكنن، وليس عما يهدئ ويقرب، ويعيد العلاقات لأصلها الطبيعى فى إطار مصلحة البلدين والشعبين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يفيق بعض الإخوة السودانيين متى يفيق بعض الإخوة السودانيين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon