توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناريوهات الحرب الإثيوبية

  مصر اليوم -

سيناريوهات الحرب الإثيوبية

بقلم: عماد الدين حسين

إلى أين ستمضى الحرب التى يشنها الجيش الإثيوبى ورئيس الوزراء آبى أحمد ضد إقليم التيجراى، وكيف ستؤثر على مستقبل إثيوبيا، والأوضاع فى منطقة القرن الإفريقى؟
السيناريو الأول: أن يتمكن رئيس الوزراء آبى أحمد من تحقيق انتصار سريع فى هذه الحرب التى بدأها فى ٣ نوفمبر الماضى.
هو يقول طوال الوقت إنه سينجز هذه المهمة بسرعة، ولذلك رفض العديد من الوساطات والمناشدات والدعوات لوقف الحرب. منظمة نوبل التى منحته جائزة نوبل قبل عامين دعته لوقف الحرب، وكذلك العديد من الدول، ومنها أوغندا التى حاولت التوسط، والمنظمات وبالأخص الاتحاد الإفريقى والاتحاد الأوروبى. هذا السينايو لا يزال بعيد المنال رغم الإعلانات الرسمية للحكومة الإثيوبية التى تتحدث عن تقدم كبير للجيش وسيطرته على العديد من مدن إقليم التيجراى. هو يتقدم بالفعل، لكن لا يزال بينه وبين ميكيلى عاصمة الإقليم أكثر من مائة كيلومتر.
السيناريو الثانى: أن يزيد الضغط الدولى على آبى أحمد لوقف إطلاق النار، خصوصا مع تزايد الضحايا من قتلى ومصابين وكذلك عدد الذين شردتهم الحرب.
لو اضطر آبى أحمد إلى الاستجابة لهذه الدعوات والضغوط، فإن ذلك سيكون بطعم الهزيمة، لأن أى نتيجة للحرب بدون انتصار الحكومة الإثيوبية الكامل، يعتبر هزيمة حقيقية لها، وقد يكلف أحمد منصبه هو وكبار مساعديه وأنصاره فى عرقيتى الأورومو والأمهرا.
فرص تحقق هذا السيناريو تتوقف بالأساس على زيادة عدد ضحايا هذه الحرب ما سيجبر القرى الفاعلة إقليميا ودوليا على ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة لوقف الحرب، لكن ما يمنع تحققه حتى الآن هو سياسة التكميم والقمع المنظمة التى تفرضها الحكومة الإثيوبية ضد وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
وقرأت فى الأيام الأخيرة عن إبعاد للعديد من مراسلى الصحف ووكالات الأنباء العالمية من إثيوبيا، ومن مناطق القتال، حتى لا يتم نقل حقيقة ما يحدث للعالم.
ومنذ بداية الهجوم على الإقليم. قامت الحكومة بقطع الاتصالات عن إقليم التيجراى وبالتالى لم يعد ممكنا نقل حقيقة ما يحدث، خصوصا فيما يتعلق بأعداد الضحايا والمشردين، وهل هناك جرائم حرب حدثت فعلا أم لا؟!
السيناريو الثالث: أن تتمكن قوات إقليم التيجراى من صد الهجوم الحكومى الشامل، هذا السيناريو صعب لكنه ليس مستحيلا، بالنظر إلى رغبة آبى أحمد فى حسم المعركة بسرعة أولا، وفى ظل أن غالبية الأقاليم والعرقيات الإثيوبية تتمنى دحر وهزيمة عرقية التيجراى، والتى لا تشكل أكثر من ٧٪ من سكان إثيوبيا، لكنهم كانوا يسيطرون على معظم مراكز السلطة فى البلاد منذ أوائل التسعينيات وحتى تولى أحمد منصبه منذ عامين مضيا. لكن مشكلة أحمد وحكومته أن الجيش الإثيوبى كان يخزن كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات الحربية الحديثة فى إقليم التيجراى المجاور لإريتريا، تحسبا لأى صراع معها، وهذه الأسلحة صارت فى حوزة الإقليم المتمرد على السلطة المركزية، كما أن العديد من قادة وجنود الجيش الإثيوبى المنحدرين من عرقية التيجراى انشقوا وانضموا إلى إقليمهم ضد الحكومة المركزية فى أديس أبابا.
وطبقا لما يقوله قادة الإقليم فإنهم يملكون الإمكانيات الكافية للصمود فى وجه الهجوم الذى يشنه أحمد وجيشه.
تلك هى السيناريوهات الثلاثة الأساسية، وما يدركه آبى أحمد أن تحقيق أفضل السيناريوهات من وجهة نظره، وهو الانتصار على الأقليم، لن يعنى نهاية المشكلة.
لأنه حتى فى ظل هذا السيناريو فإن هناك خمسة ملايين إثيوبى سوف يشعرون أن جيش بلادهم قام بقصفهم جوا لأيام متتالية، وأن هناك الآلاف سقطوا قتلى وجرى، وبعضهم صار مشردا سواء خارج الإقليم أو فى السودان. هؤلاء سوف تمتلئ قلوبهم وعقولهم بالحقد والغل، وكل ما سيفكرون فيه هو الانتقام.
السؤال الجوهرى هو: هل فكر آبى أحمد فى هذا السيناريو وخطورته وتداعياته على مستقبل اثيوبيا نفسها وعلى منطقة القرن الافريقي؟!
وما يهمنا نحن بطبيعة الحال فى مصر، هو تأثير هذا الصراع على مفاوضات سد النهضة ،حيث تتخذ اثيوبيا موقفا متعنتا جدا. وهو ملف شائك ويحتاج إلى تعامل بمنتهى التروى والحكمة،حتي نحافظ على حقوقنا المائية التاريخية وحقنا فى الحياة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناريوهات الحرب الإثيوبية سيناريوهات الحرب الإثيوبية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon