توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيسى فى البرلمان.. كلام مهم ينتظر التطبيق

  مصر اليوم -

السيسى فى البرلمان كلام مهم ينتظر التطبيق

بقلم - عماد الدين حسين

«مصر العظيمة الكبيرة تسعنا جميعا بكل تنوعاتنا وبكل ثرائنا الحضارى، وإيمانا منى بأن كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا، فإننى أؤكد لكم أن قبول الآخر وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا، سيكون شاغلى الأكبر لتحقيق التوافق والسلام المجتمعى، وتحقيق تنمية سياسية حقيقية، بجانب ما حققناه من تنمية اقتصادية، ولن أستثنى من تلك المساحات المشتركة، إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته وسطوته، وغير ذلك فمصر للجميع وأنا رئيس لكل المصريين، من اتفق معى أو من اختلف».
الفقرة السابقة هى أهم ما استوقفنى فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام مجلس النواب صباح السبت، بعد أن أدى اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية لولاية ثانية.
مضمون الكلام فى هذه الفقرة، قاله الرئيس قبل شهور، وأذكر أننى كتبت عنه مشيدا ومرحِّبا فى هذا المكان، وقلت ما معناه إننا ننتظر التطبيق.
هذه الفقرة تعنى على الأقل نظريا أن أصحاب وجهة النظر الخاصة بفتح المجال العام حتى لو كان جزئيا، قد نجحوا فى فرض وجهة نظرهم.. وأن المنطق والعقل قد انتصر فى النهاية.. وأنه لا يمكن الاستمرار بنفس المنهج الضيق طوال الوقت؛ لأنه ضد الطبيعة.
أن يكرر الرئيس هذا المعنى أمام نواب الشعب فى بداية فترته الثانية، فهذا أمر مهم للغاية، علينا أن نشكر الرئيس عليه، وفى الوقت نفسه يحق لنا أن نسأل مرة أخرى عن كيفية تحويل هذا الكلام إلى واقع متجسد على الأرض.
بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان هناك تحالف واسع جدا، هو الذى أخرج الإخوان من الحكم وانتصر للدولة المدنية.. هو تحالف شاركت فيه جميع مكونات الشعب المصرى تقريبا، ما عدا المؤمنين بفكرة الدولة الدينية.
من سوء الحظ ولأسباب كثيرة يطول شرحها، فقد تفكك هذا التحالف، وانهار بصورة دراماتيكية وجرى تخوين بعض رموزه، بصورة غير إنسانية.
لا يشغلنى فى هذا المجال الأسماء والشخصيات، بقدر ما تشغلنى القضية. الأسماء تتغير لكن المضمون هو الباقى، وبالتالى فعلينا ألا ننزلق إلى مهاترات عقيمة تتحدث عن هذا الشخص أو ذاك.
بل المطلوب أن يكون لدينا أكبر توافق وطنى عام بين الحكومة والنظام من جهة وبقية مكونات المجتمع المصرى. بمعنى أن تتوصل الحكومة وأجهزتها مع الأحزاب والقوى السياسية المختلفة إلى صيغة للعمل السياسى، تسمح بمساهمة الجميع، ما عدا المتطرفين والإرهابيين. ليس مهما من هو اسم رئيس أو زعيم هذا الحزب أو تلك النقابة، المهم أن يكون هناك تمثيل لكل قوة حقيقية على الأرض.
وبالطبع فلا أحد يقبل بمشاركة أى متطرف أو إرهابى فى العمل السياسى. وفى المقابل أدعو إلى البحث عن صيغة تضمن إبعاد الشباب عن القوى المتطرفة، واستعادتهم للمساهمة فى تقدم هذا المجتمع، ومنع انضمام المزيد من المغرر بهم إلى هذه الجماعات.
أتمنى أن يكون الأساس الذى تقوم عليه دعوة الرئيس وتفعيلها، هو الإيمان بالحرية والديمقراطية والتنوع واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان، أى إنسان طالما أنه لم يخرق القانون.
علينا أن ندرك أنه لن تكون هناك أى تنمية شاملة، إلا فى إطار الالتزام بالتنوع والتعددية وحقوق الإنسان. الرئيس قال بالأمس إن الولاية الثانية سوف تركز على بناء الإنسان، وهو أمر فى غاية الأهمية ويرتبط بكل ما تحدثنا عنه؛ لأن المتعلمين والأصحاء هم الأكثر قدرة على الدعوة للحرية والديمقراطية والحفاظ عليها، بدلا من سوقهم كالقطيع فى اتجاهات مختلفة.
كل التمنيات بالتوفيق للرئيس فى ولايته الثانية.. وفى انتظار تحويل كلماته إلى واقع حى يلمسه الجميع؛ حتى يتمكن هذا البلد من الانطلاق للإمام.

المصدر : جريدة الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسى فى البرلمان كلام مهم ينتظر التطبيق السيسى فى البرلمان كلام مهم ينتظر التطبيق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon