توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى تنتهى الحساسيات بين العرب؟

  مصر اليوم -

متى تنتهى الحساسيات بين العرب

بقلم: عماد الدين حسين

شخصية عامة كويتية محترمة أرسلت لى رسالة على الواتسآب عقب نشر سلسلة مقالاتى الأخيرة عن أزمة إهانة الموظف المصرى وليد صلاح على يد أحد المواطنين الكويتيين، وسألنى: وهل يمكنك أن تكتب عما يحدث لبعض المصريين أيضا فى السعودية، خصوصا أن اثنين منهم تعرضا للقتل هناك قبل أيام قليلة؟!
فضلت أن أجيب عن هذا الصديق فى هذا المكان كتابة وليس برسالة شخصية مماثلة، لأن السؤال مهم، ويتردد كثيرا على ألسنة بعض الإخوة الكويتيين مع المصريين.
إجابتى هى نعم: كنت سأكتب بنفس الطريقة إذا تعرض أى مصرى للإهانة سواء فى السعودية أو الإمارات أو عمان أو البحرين أو قطر، لكن السياق هو المهم، والمعنى أن هناك حوادث فردية تقع لمصرين فى العديد من دول العالم، لكن الفارق أن ما حدث فى الكويت هو أن هناك شخصيات عامة تستغل مناخ الحرية وتشن حملة ممنهجة ضد مصر والمصريين.
قبل أيام قام مواطن سعودى بقتل اثنين من المصريين، وتم تحويله إلى النيابة العامة فورا. وسيسأل سائل: أليس جريمة قتل اثنين من المصريين أكبر كثيرا من صفع مصرى فى الكويت؟!
الإجابة هى: لا. صحيح أن الحادث فى السعودية والكويت فردى تماما ولا يعبر عن توجه الدولة هنا أو هناك، لكن الفارق كبير.
فى حالة الكويت هناك مناخ تحريضى كبير ومستمر من قبل جهات، تصر على خلق روح العداوة مع مصر والمصريين. هذا الأمر غير موجود فى السعودية أو الإمارات أو البحرين أو عمان.
لم نقرأ أو نشاهد جريدة أو فضائية سعودية تتحدث عن ضرورة طرد المصريين لأنهم السبب فى عدم نظافة البلاد، أو أنهم يعملون خدما كما حدث فى الكويت لشهور طويلة.
ربما يكون مناخ الحريات الموجود فى الكويت أحد الأسباب فى هذه الحملة المسعورة ضد مصر، لكنْ هناك حد فاصل بين الحرية والتنمر ضد المصريين والتحريض ضدهم.
الصديق الكويتى الذى أرسل لى السؤال نسى أن المصريين هبوا معترضين على القبض على مواطن مصرى فى السعودية عام ٢٠١٢، ووقتها حدثت أزمة دبلوماسية كبيرة بين البلدين.
شخصيا عشت فى دولة الإمارات العربية المتحدة عشر سنوات كاملة، كصحفى فى جريدة «البيان» بدبى، ولم ألمس أى شعور عدائى تجاه المصريين. إذا أخطأ أحد المصريين يتم معاقبته بالقانون شأنه شأن أى أحد آخر.
لكن القضية الأهم ليست مجرد تعرض عمال وموظفين مصريين أو غيرهم من العرب لحوداث فى بلدان الخليج. القضية الأخطر هى الحساسيات الكثيرة بيننا كعرب. بعضنا يتنمر ويستقوى ضد البعض الآخر، فى حين أن هذا لا يحدث تجاه الجنسيات الأخرى.
هذا الأمر يحدث من قبل بعض الخليجيين الذين ينظرون بصورة فوقية لغيرهم من العرب، ومن بعض العرب الذين ينظرون بصورة خاطئة للإخوة الخليجيين باعتبارهم «محدثى نعمة».
كلتا النظرتين خاطئتان، وحان الوقت كى نبحث بجدية فى ضرورة التخلص من هذا التعامل المدمر. للأسف كلما وقعت حادثة عابرة تبدأ مجموعات متطرفة هنا وهناك فى شن حرب على غرار داحس والغبراء، وننسى جميعا أننا أبناء وطن واحد من المحيط إلى الخليج.
حان الوقت للتخلص من هذه الحساسيات المفرطة، وأن يتم توعية وتثقيف الناس العادية بضرورة عدم الانزلاق فى هذه الحروب المدمرة على السوشيال ميديا، خصوصا أن هناك متربصين كثيرون يتمنون أن نستمر فى هذه الحروب الافتراضية إلى الأبد وهى الحروب التى جعلت بعضنا يتعامل مع إسرائيل باعتبارها أقرب إليه من إخوته وأشقائه وأبناء عمومته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تنتهى الحساسيات بين العرب متى تنتهى الحساسيات بين العرب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon