توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الفارق بين طرابلس وشيكاغو آل كابونى؟!!

  مصر اليوم -

ما الفارق بين طرابلس وشيكاغو آل كابونى

بقلم: عماد الدين حسين

مانونتشى، وقرأته مترجما فى صحيفة القدس العربى، التى تصدر فى لندن بتمويل يعتقد أنه من الحكومة القطرية، وبالتالى فلا يمكن التشكيك فى خلاصات التحقيق، والزعم أنه منحاز ضد الحكم المهيمن فى طرابلس.
كنت أنوى الكتابة عن الموضوع وقتها، وجمعت مادة صحفية كثيرة، لكن لم أكتب شيئا لانشغالى بموضوعات متلاحقة.
اليوم أعود للموضوع، بعد أن أعلن الجيش الوطنى الليبى بدء تحرير طرابلس من سيطرة الميليشيات الإجرامية أو الإرهابية.
أكتب عن ليبيا باعتبارها دولة عربية شقيقة، وما يجرى فيها من صميم الأمن القومى العربى والمصرى، ولأن تحريرها من الإرهابيين مصلحة مصرية عليا، والعكس صحيح تماما.
أعود للتحقيق الصحفى الذى أعدته «الأوبزرفر» عن الفوضى التى تعيشها طرابلس، وعنوانه (ندم على الثورة فى ليبيا بعد تحول عاصمتهم لـ«شيكاغو آل كابونى» يحكمها أكثر من قذافى)!!.
فرانشيسكا مانونتشى تصف الرحلة، إلى بعض أحياء العاصمة، حيث لا تزال آثار الدمار واضحة بعد معركة بين الميليشيات، التى تتقاتل على حطام الحرب الأهلية. البيوت مهشمة والشوارع تنتشر فيها الحجارة. والمشهد يدعو البعض لمقارنة طرابلس بشيكاغو آل كابونى، بفارق وحيد هو أن آل كابونى لم يكن لديه معدات ثقيلة أو دبابات!!.
لكى تقابل الكاتبة معارضى الحكومة، فهى تتحايل على الأشخاص الموكلين بحراستها ومراقبتها، وركوب سيارة ينتظر سائقها فى زاوية، ومن ثم السير فى الشوارع بطرق ملتوية ليهرب من ملاحقيه، ومن العصابات المسلحة التى تسير بشاحنات صغيرة إلى جانب قوات الأمن الحكومية. وبعد فترة يكتشف الزائر أنهما سواء، فهناك وحدة ترتدى الزى الأزرق وتابعة لوزارة الداخلية، وهى فى الحقيقة ميليشيا مخيفة كما فى السابق ولكن بزى جديد!!.
فى الماضى كان الصحافى لا يستطيع مغادرة الفندق بدون إذن من شرطة القذافى، الآن كل ما يحتاجه الزائر لشخصين، واحد من الحكومة وآخر من الميليشيا التى تسيطر على المنطقة.
تقول إن البلد بعد مقتل القذافى عبر دورة من الديكتاتورية إلى الثورة والديمقراطية والفساد، ثم عاد لنقطة البداية إلى نوع جديد من الطغيان. والفارق أنه لا يوجد هناك ديكتاتور واحد، ولكن عشرات الديكتاتوريين على شكل الميليشيات.
الصحفية ترصد رمى جثة أحد أمراء الحرب خارج مستشفى فى معركة التصفيات بين المقاتلين. والتقت احد المعارضين، وهو المحامى حميد المهدى، الذى قال: «لقد قتلنا القذافى وخرج من رماده الكثير من الديكتاتوريين الصغار، قادة الميليشيات.لم نرد تعذيب وإهانة ديكتاتور حتى لا نصبح مثله، وأين أوصلنا هذا الدم؟ إلى الجحيم.اعتقد أن الثورة كانت خطأ».
فقبل ثلاثة أعوام قررت الامم المتحدة وضع حد لما وصفه مهدى بالجحيم، وأرسلت حكومة وفاق وطنى لتنظيف البلد من الميليشيات ولكنها تحولت لرهينة. ويحصل عناصر الميليشيا على رواتب من الدولة من خلال التهديد للمصرفيين أو اختطافهم. وتعرضت الحكومة لنفس الضغط عندما سلمت الرقابة والمخابرات لميليشيا إسلامية. وفى وقت تتحارب فيه الميليشيات داخل العاصمة، تقوم بمحاربة خليفة حفتر. وفى المنتصف يعانى المواطنين العاديين من نقص فى الوقود والمياه الصالحة للشرب والعملات النقدية. وليبيا غنية بخمسين مليار من الاحتياطى الأجنبى وانتاج نفطى منتعش. ولا يوجد سوى عدد قليل من المصارف تسيطر عليها الميليشيات، أو تلك التى يسمح لها بمنح النقود. ويبلغ طول الطابور كيلومترا واحدا للحصول على النقود.
معارض آخر اسمه إبراهيم، يعمل مذيعا. ويقول أنه محرم على الإعلام انتقاد الميليشيات التى يسيطر عليها الإسلاميون. وتم حرق العديد من المحطات التليفزيونية التى فشلت فى فهم هذه التعليمات. يضيف: «لم نكن مستعدين للثورة، لم تكن لدينا الوسائل للتعامل مع الحرية، كنا مثل الطفل الذى طلب دمية من وقت طويل، وعندما حصل عليها لم يعرف كيف يجمعها».
وهناك الفساد الذى كان تحت سيطرة القذافى، أما اليوم فأصبح فوضى. وقال لها حارس الفندق «لمن أبلغ عن الفساد؟ لأن من سأخبرهم، هم أفسد من الفاسدين أنفسهم”!!. وقال إنه حمل السلاح مع بداية الثورة، ولكنه اليوم نادم «لو أستطيع محو هذه الأيام من ذاكرتى، كنت أعرف أن القذافى ديكتاتور، ولكننا لم نكن جاهزين للديمقراطية».
تقول الكاتبة إن المستفيد الأول من هذا المزاج هو خليفة حفتر الذى يتهم الحكومة بالارتهان للإسلاميين ويريد الزحف نحو العاصمة.
هو بدأ الزحف بالفعل، والسؤال من هم المسيطرون الفعليون على طرابلس قبل الزحف؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الفارق بين طرابلس وشيكاغو آل كابونى ما الفارق بين طرابلس وشيكاغو آل كابونى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon