بقلم: عماد الدين حسين
شكرا لكاميرا المراقبة فى جمعية صباح الأحمد الكويتية، التى فضحت الجريمة التى ارتكبها مواطن كويتى بحق الشاب المصرى وليد صلاح، الذى يعمل بوظيفة «كاشير» فيها.
يوم الخميس الماضى كان وليد يمارس عمله، حينما تقدم إليه المواطن الكويتى يريد أن يسدد ثمن مشترياته من بطاقة لا تخصه، فقال له وليد أن التعامل بالرقم الخاص به فقط طبقا لتعليمات مجلس الإدارة، لكن المواطن الكويتى لم يعجبه ذلك، فصفع وليد بالقلم، ثم كرر الصفعة، فحاول وليد إقناعه بالذهاب والاعتراض أمام الإدارة، فصفعة للمرة الثالثة!!.
بعض الحاضرين تدخلوا لمنع «الفتوة المتجبر من مواصلة رياضة الصفعات».
البطل الحقيقى الذى كشف هذه الجريمة هو من وضع هذا المشهد على وسائل التواصل الاجتماعى.
المشهد أحدث ثورة فى نفوس كل من شاهده، خصوصا أن المواطن المصرى التزم أقصى حدود الأدب والذوق، ولم يرد الصفعات، بل قال للمعتدى: «لن أضربك لأنك رجل كبير» وربما أن غالبية من شاهدوا الصفعات، تمنوا أن يقوم وليد بالثأر وهم يعلمون أن من منعه من ذلك هو الخوف على مصدر رزقه.
وليد قال فى حوار مع التليفزيون الكويتى: «لن أتنازل عن حقى والناس كانت معايا، وأنه قدم محضرا فى قسم الشرطة، شاكرا كل الكويتيين الذين تعاطفوا معه، وأن لديه محاميا كويتيا يتولى متابعة القضية».
وإذا كان هذا المواطن الكويتى، ارتكب جُرما كبيرا، فإن هذه الحادثة كشفت عن كويتيين كثيرين جدا محترمين، فى مقدمتهم رئيس الجمعية التى شهدت الواقعة ويُدعى ناصر زعار العتيبى.
بمجرد أن شاهد الفيديو تقدم باستقالته من الجمعية قائلا: أنا لا أقبل بأن شخصا مسئولا منى يتم إهانته بهذه الطريقة، وأنه فوجئ بتفاعل غير مسبوق مع المواطن المصرى يثلج الصدور، من أكبر المسئولين فى الكويت ليعرفوا ماذا حدث، ومن ضمنهم مكتب ناصر صباح الأحمد النجل الأكبر لأمير الكويت، ووزير التجارة خالد الروضان، ووزير الداخلية أنس الصالح، الذى قال إن القانون يجب أن يأخذ مجراه، إضافة إلى العديد من رجال الأعمال والإعلام والتجار، وبعضهم عرض على الشاب المصرى الدعم بكل أنواعه.
العتيبى قال: «إخواننا المصريون من روحنا ولا نقبل إهانتهم وكرامتهم أمر لا يجب المساس به»، وأستغرب من الذين اختزلوا الأمر فى تسريب الفيديو قائلا : «من المفترض محاسبة المجرم أولا».
السلطات الكويتية مشكورة ألقت القبض على الجانى، وتم تسجيل القضية جنحة، حملت رقم ٦٠. وحينما حضر الجانى رفض السلام أو الاعتذار للمجنى عليه.
هاشتاج جمعية صباح الأحمد تصدر تويتر بعد الحادث، والعديد من الكويتيين طالبوا حكومتهم بمحاولة وضع حد لهذه الاستفزازات، كما أن عبارات رئيس الجمعية المسجلة والمتضامنة مع وليد لاقت ترحيبا كبيرا من الكويتيين، خاصة قوله: لو المواطن الكويتى مجنون يروح الطب النفسى، لكن لا يمد يده على الآخرين، وليس من الرجولة أو الدين أن يستقوى شخص على آخر أضعف منه، لقد تعامل معه كما يتعامل اليهودى مع الفلسطينى، ولذلك أعلنت استقالتى من الجمعية لأننى غير قادر على رد حق هذا المواطن المسكين!
الإعلامى صالح النصار كتب يقول: الهجوم غير المبرر من قبل الحمقى أوصلنا لهذه المرحلة، وعلى الحكومة وضع حد لاستفزاز الوافدين.
أما ناصر العيدان نائب رئيس الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات فأشاد بموقف ناصر العتيبى، واعتبره درسا للجميع بأن نحترم الناس لأنهم سواسية فى الكرامة والمعاملة والتقدير.
السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، تواصلت مع السفير المصرى بالكويت هشام عسران، وأكدت تقديرها لسرعة تحرك السلطات الكويتية.
الوزيرة وخلال حوارها مع أحمد موسى على فضائية «صدى البلد» قالت إن بعض الجماعات الإرهابية تحاول استغلال هذه الوقائع، التى لن تؤثر على علاقات الشعبين مشيدة بالثبات الانفعالى للشاب المصرى خلال الواقعة، وناشدت الوزيرة الناس عدم عرض فيديو الاعتداء مرة أخرى حفاظا على كرامة المواطن المصرى، مع الاستمرار فى الكلام عن القضية نفسها.
شكرا لكل الكوايتة الذين استنكروا هذا الحادث واعتبروه فرديا؟
لكن السؤال هل هو فعلا حادث فردى؟!
للأسف الإجابة هى لا. وما يتعرض له العديد من المصريين فى الكويت خلال الشهور الأخيرة يؤكد أن هناك محرضين أساسيين كانوا فى خلفية المشهد الذى قاد للجريمة الأخيرة، المجرم صفع الشاب المصرى ثلاث مرات ميقنا أنه سيفلت من العقاب، وتلك قصة أناقشها لاحقا إن شاء الله.