توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجامعة البريطانية.. والتطبيقات العلمية

  مصر اليوم -

الجامعة البريطانية والتطبيقات العلمية

بقلم - عماد الدين حسين

قبل شهور طويلة كتبت هنا عن مستثمر كبير اضطر أن يستقدم فنيى لحام من دول آسيوية، للعمل فى مشروع بترولى ضخم، يدفع لهم بالدولار، لأنه لم يجد فنيين مصريين، ويومها قال لى إنه كان مستعدا لأن يدفع ٤٠٠ جنيه للحام فى اليوم الواحد.

يعرف الجميع أننا نعانى من مشكلة ضخمة اسمها نقص الكوادر الفنية المدربة والمؤهلة فى العديد من المجالات من أول السباكين إلى أخطر التخصصات.

لدينا طوابير ضخمة من خريجى كليات نظرية لا يحتاجهم سوق العمل، فى حين أن الكوادر المؤهلة التى نحتاجها لا نجدها إلا بشق الأنفس.

إذا كيف يكون حل هذه المعضلة؟!

يفترض أن الحل بسيط وسهل، وهو أن تكون مناهج جامعاتنا بكل أنواعها مرتبطة بسوق العمل، بحيث تزودها بما تحتاج إليه من عمالة مؤهلة. هذا الأمر لم يكن متاحا وموجودا فى الماضى. الآن هناك بوادر ومؤشرات وشواهد أننا بدأنا نسير فى الاتجاه الصحيح.

خلال الأسبوع قبل الماضى دعانى الدكتور حمد رئيس الجامعة البريطانية فى مصر لحضور المؤتمر الذى نظمه مركز الجامعة لبحوث النانوتكنولوجى الذى يرأسه العالم الكبير الدكتور مصطفى السيد. فى هذا المؤتمر أو «قمة النانوتكنولوجى»، اجتمع أصحاب الأبحاث العالمية فى مجالات متنوعة مثل الصناعة والزراعة والمياه والصيدلة والطب والطاقة الجديدة والمتجددة. هؤلاء العلماء هم علامات بارزة فى النانوتكنولوجى فى المجالات التطبيقية المختلفة.

فكرة المركز كما يقول محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية، أن يكون ملكا لمصر بأكملها وليس للجامعة فقط، لأن تطبيقه سيعجل بالنجاح فى مجالات متعددة فى مصر.
البعض يعتقد أن النانوتكنولوجى قاصر فقط على مجال الأدوية، خصوصا تلك التى تتعلق بعلاج السرطان، لكنه يدخل فى الصناعة والزراعة والرى والعديد من المجالات.

الدكتور مصطفى السيد يقول إن هذا المركز هو الأول من نوعه فى المنطقة العربية وإفريقيا، من حيث الإمكانيات الفنية والمالية، وأن المصريين قادرون على النجاح فى هذا المجال طالما توافرت لهم الإمكانات.

طبعا جميعنا سمعنا عن النانوتكنولوجى مرتبطا باسم العالم الكبير مصطفى السيد، حينما تحدث عن استخدام هذه القضية فى علاج السرطان. الجديد الذى كشفه الدكتور السيد أخيرا خلال حواره مع برنامج ٩٠ دقيقة على فضائية المحور، أنه سيتم التنسيق الآن مع وزارة الصحة لإتاحة الفرصة لتجربة العلاج بـ«النانو جولد» على مرضى السرطان، من المصريين قريبا، بعد اختبارها على حيوانات التجارب. الخبر المفرح أن تكلفة العلاج بجزيئات الذهب تتساوى ماديا مع تكلفة العلاج الكيميائى المتعارف عليه.

نعود إلى فكرة الترابط والتنسيق بين البحث العلمى والمجالات التطبيقية فى كل المجالات. وقد تناقشت فى هذا الموضوع قبل أسابيع مع محمد فريد خميس، الذى قال لى إن فكرة المركز التابع للجامعة البريطانية هو تنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع، بحيث تستفيد منه شركاته، وكذلك أى مجال تطبيقى فى مصر.

فى الأسبوع نفسه، كانت هناك بادرة أمل أخرى وهى مؤتمر حضرته فى المسرح المفتوح بدار الأوبرا، بدعوة كريمة من الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بعنوان «مهنة فى صورة».

فى هذه الليلة انبهرت بالروايات والقصص التى استمعت إليها. وكلها تجارب «لشباب زى الورد فعلا»، درسوا فى التعليم الفنى. هم لم ينشغلوا بالثانوية العامة والمجموع والبكالوريوس والليسانس والماجستير والدكتوراة. التحقوا بالتعليم الفنى فى معاهد مختلفة، وحققوا نتائج باهرة، والتحقوا بشركات كبرى أو مشروعات خاصة صغيرة.

طبعا هذه البقعة الصغيرة من الضوء لا تصرف أبصارنا عن الواقع المزرى للتعليم الذى يسمى فنيا فى مصر، وهو لا يمت للتعليم الفنى بصلة، وبعض خريجيه لا يعرفون حتى كتابة اسمائهم باللغة العربية. والسؤال: كيف نستطيع أن نصلح من تعليمنا الفنى ليتحول إلى هذه النماذج الباهرة، بحيث يقدم للمجتمع «صنايعية» بحق من السباك إلى النقاش واللحام نهاية بخبير النانوتكنولوجى.

نتمنى أن تبادر كل الجامعات الحكومية والخاصة والأجنبية إلى تقليد ما فعلته الجامعة البريطانية فى مصر. فلن نتقدم إلا بالبحث العلمى الحقيقى الذى يتم تطبيقه فى خدمة المجتمع خصوصا الصناعة.


نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجامعة البريطانية والتطبيقات العلمية الجامعة البريطانية والتطبيقات العلمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon